ليبانون ديبايت - ريتا الجمّال
بعد فضيحة النفايات، "عارٌ" جديد يوقع باسم الحكومة، ليكون بمثابة الرصاصة الاخيرة التي ستقضي على ما تبقى من بيئة في بلد الارز... فوطن الرسالة، التي كُتب فيها عن "لبنان الجنّة" بدأ يدخل في نيران قد تحوله في المدى القريب الى "جهنّم" ان لم يتحرّك المعنيّون، واصحاب الضمائر، والمواطنون.. فهل من بطل ينقذه؟!
سنة 2009، شعر الوزير فادي عبود بلهيب الحرائق التي ستندلع في لبنان نتيجة الحر الشديد، فسارع الى التخطيط والتنفيذ، والعمل بجدية ليكون البلد مستعداً لاستقبال موسم الصيف بـ"حرّه" و"حرائقه" الطبيعيّة. فوضع مشروعاً متكاملاً جاهزاً، أمام وزير الداخلية الذي كان يومها زياد بارود، طالباً منه تبنّي المشروع. وهذا ما حصل. فكانت جمعيّة "اخضر دايم".
"أخضر دايم" هي جمعية انشأها الوزير عبود لهدف واحد، يرتكز على تأمين طوافات لمكافحة الحرائق، من خلال حملة تبرعات قام بها عبّود شخصياً الذي كان رئيساً لجمعية الصناعيين، اضافة الى المجتمع المدني. فتمكن من جمع ما يفوق الخمسة عشر مليون دولار، اذ تبرّع الرئيس سعد الحريري بثمانية مليون دولار، وحوالي الاربع مليون دولار من جمعية المصارف، اضافة الى مساعدات من اللبنانيين وحتى المغتربين، وكذلك من شخصيات اعلاميّة مهمّة، واسماء معروفة.. وعند تأمين المبلغ المطلوب، تم شراء 3 طوافات، واحدة منها مجهزة لعمليات الانقاذ، وحصل استدراج عروض واكبه مكتب تدقيق محاسبة عالمي، بالاستناد الى دفتر شروط وضع بالتنسيق بين مكتب "فيريتاس" ولجنة فنية عسكرية في قيادة الجيش، وقد تسلم سلاح الجو في الجيش اللبناني الطوافات الثلاث، وتم تدريب 12 طيارا على استخدامها. وحرص عبود ايضاً على تأمين صيانة لمدة 3 سنوات وقطع غيار بقيمة مليون دولار. لتكون الخطوة كاملة متكاملة لا يشوبها اي نقص. فأين هي هذه الطوافات اليوم، بينما الاحراج تحترق يومياً، واخرها مشهد "جعيتا" والنيران تأكل احراجها لاكثر من يومين، ولا من يكترث، ومن اول المتفرجين طوافات "السيكورسكي" الثلاثة التي تشاهد لبنان يحترق من على مدرجات المطار"؟.
وعن هذه الاسئلة، يجيب بحرقة الوزير السابق فادي عبود، لموقع "ليبانون ديبايت"، وهو يشاهد مشروعه الذي عمل جاهداً على تحقيقه يحترق هو الاخر، ويقول:" عام 2009 شاهدت لبنان يحترق، واردت انتشاله سريعاً قبل ان تقضي النيران عليه، وهذا ما حصل وتمكنا من جمع مبلغ 15 مليون دولار واكثر، مع مصاريف الصيانة، واليوم، تعجز الحكومة والوزراء المعنيين عن تأمين مبلغ نصف مليون دولار سنوياً لصيانة الطوافات، فيما هذه الاخيرة مركونة في مدرجات المطار وقد تتصدأ وتتوقف عن العمل نتيجة عدم تشغيلها".
واذ تحدّث عبود عن حلول كثيرة لتأمين المبلغ المطلوب، مثل "القيام بحملة تبرعات للجيش من خلال البلديات التي ستستفيد بالمقابل من الطوافات عند حصول اي حادث في نطاقها، وكذلك من خلال القطاعات التي تتمتع بحماية جمركية، او نوع من الحصرية لتتبرع بالمبلغ المشار اليه"، ناشد "قيادة الجيش ان تطلب من السلطات الاميركية ضم قطع الغيار والصيانة الى الهبات التي تقدمها الولايات المتحدة الى المؤسسة العسكرية".
وقال عبود: اليوم اتفرج على الاحراج تحترق، والطوافات تتفرج هي الاخرى، والسبب غياب الاعتماد الكافي لاجراء الصيانة المطلوبة، مع ان المبلغ سخيف جداً، والحكومة والمعنيين لا يحركون ساكناً، وبالاخص وزير البيئة، فأين هو؟ لماذا لا يتحرّك؟ وكأنه غير معني بما يحصل، على الرغم من وجود 3 طوافات تستطيع ان تحمل بين 4 و5 اطنان من المياه".
مضيفاً:" عيب علينا ان نقف متفرجين، هذه جريمة ترتكب بحق لبنان". مذكراً بالحريق الذي اندلع في معمله عام 2011، حين طلب الاستعانة بالطوافات، ولم يحصل على المساعدة المطلوبة". معتبراً:" ان هذه الطوافات يجب ان تكون بتصرف الجيش، الامر الذي لا يحصل، مثله مثل دور الدفاع المدني الغائب ايضاً".
وختم عبود مؤكدا ان "حماية احراجنا وبيئتنا من اهمية حماية حدودنا"، داعياً مجلس الوزراء الى وضع هذا الملف كبند اول على جدول اعمال الجلسة المقبلة، بغية تأمين المبلغ المطلوب، والاجراءات اللازمة لتشغيل المروحيات". مشددا على ان هذا الملف " لا يشبه ازمة النفايات، حيث هناك "دكاكين مستفيدة"، فموضوع الطوافات لا مستفيد منه، بل الكل متضرر، والسبب الاساسي للحالة التي نحن عليها اليوم في هذا الملف هو " قلة خصيّة" المسؤولين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News