ليبانون ديبايت - داود رمال
مع تحول النزوح السوري الى لبنان عبئا خطيرا، وتحول مخيمات النزوح التي تضم اعدادا كبيرة من النازحين الى بؤرة لاخطر الارهابيين، امثال الذين حاولوا اجتياح بلدة القاع بأشلائهم لترويع الناس وجعل موطئ قدم لهم في الداخل اللبناني، تحور وتدور السلطة السياسية في لبنان في محاولة لايجاد حلول لمواجهة عبء النازحين السوريين والحصول على ضمانات وتطمينات دولية بعدم توطينهم في لبنان، بينما الحل الواقعي والعملي على مرمى حجر منها، اذ يكفي فتح قنوات التواصل والتنسيق مع الجانب السوري لترى ان الحكومة السورية على جهوزية واستعداد للمساعدة الى ابعد الحدود.
ويرى قطب سياسي ان خلاصة ما قامت به السلطات اللبنانية من محاولات ومشاركات في اجتماعات ومؤتمرات لمعالجة قضية النازحين، اضافة الى ما حمله الى لبنان مسؤولون دوليون من ادنى مستوى الى ارفع مستوى، ثبت ان ما يسمى المجتمع الدولي يبدي الاستعداد للمساعدة على ايواء النازحين على الارض اللبنانية من دون وضع خطة لكيفية عودتهم لاحقا، باستثناء العبارات الفضفاضة التي لا تؤشر الى جدية في الانصات الى الهواجس والمخاوف اللبنانية من اجل تبديدها ومعالجتها.
يقول القطب انها الخطيئة بعينها والتي ستكون نتائجها كارثية على لبنان اذا استمر التعاطي الرسمي مع قضية النازحين ومحاربة الارهاب بذات الطريقة وبلا تنسيق مع سوريا التي يتسرب منها الكم الهائل من الارهابيين والنازحين، وكل الخشية ان نصل الى وقت نجد انفسنا امام حائط مسدود في العلاقة مع سوريا فنكون قد دفعنا جزءا كبيرا من اثمان الحرب السورية وفوتنا على انفسنا ايجابيات الحل القادم وما سيحمله من فرص ضخمة للبنان بامكانه الاستفادة منها اذا كان على علاقة طيبة مع سوريا.
يؤكد القطب السياسي انه ضد القطع مع سوريا كما هو قائم على مستوى الحكومة اللبنانية الآن، ويجب رفع درجة التنسيق الى المستوى السياسي، وعدم الاقتصار على قناة امنية واحدة ممثلة بالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يبلي بلاءا حسنا واستطاع فصل الموقف السياسي عن ضرورة وحاجة التنسيق الامني لما فيه مصلحة لبنان، ومن ينسق مع سوريا لن يخرج من لبنانيته ومصلحة لبنان تقتضي ان نغادر حالة القطيعة والمسارعة الى رفع درجة التنسيق على المستوى السياسي لاعتبارات جوهرية اساسية تتمثل بعودة النازحين التي تحتاج الى تنسيق، ولا يضنن احد ان بامكانه ضمان تحقيق النتائج التي يرجوها لبنان من دون تواصل مباشر مع الحكومة السورية. والوضع على طول الحدود اللبنانية السورية امنيا وعسكريا تحتاج الى تنسيق ايضا. وتبادل المعلومات التي اكثر ما يستفيد منها لبنان الى درجة كبيرة جدا، في حين لا يستفيد الجانب السوري من لبنان شيئا، يحتاج الى تنسيق، بدليل ان كل ارهابي سوري يهرب الى لبنان تعمد السلطات السورية الى ابلاغ قناة الاتصال عنه مما يؤمن نجاحا في العمل الامني الاستباقي نتيجة هذا التنسيق.
يلفتا لقطب الى اننا سنصل لاحقا الى مكان لا مهرب من ارفع درجات ومستويات التنسيق اللبناني السوري، فهناك مليون ونصف المليون نازح سوري، وسيبقى الرئيس بشار الاسد في سدة الحكم بعدما تقرّ كل الكرة الارضية انه باق، حينها ماذا نفعل؟، هل نقول لا نريد الكلام معه وانحن على خصام مع القيادة السورية؟. لا الامر لا يستوي مع عقل ولا منطق، السلطة اللبنانية تريد ارجاع النازحين الى سوريا كيف يكون ذلك بلا تنسيق؟، هناك حد ادنى من تقدير المصلحة وهناك مصالح حيوية للبنان، والسياسة مصالح.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News