رسالة فرنسية حازمة للقادة اللبنانيين

تنظر الدوائر السياسية الرسمية الفرنسية باهتمام كبير الى زيارة وزير خارجيتها جان مارك ايرولت لبيروت اعتبارا من الاثنين المقبل، وتصّر بحسب ما تقول مصادر عربية مقيمة في باريس على اسباغها بصفة التميّز ليس من ناحية المضمون لكونها لا تتضمن اقتراح حل جاهزا لاخراج لبنان من شرنقة الازمات المتناسلة بل لجهة شكلها وتوقيتها واهدافها.

ذلك ان رئيس الدبلوماسية في الـ"كي دورسيه" يحمل في جعبته اكثر من رسالة للبنانيين عموما ولمعطّلي الاستحقاق الرئاسي في شكل خاص، مفادها ان استمرار الوضع على ما هو عليه لم يعد جائزا وعلى المسؤولين والقيادات السياسية تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والمسارعة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي الذي دخل دائرة الخطر المركّز، من خلال مبادرة انقاذية يتفقون عليها في ما بينهم على ان تؤمن فرنسا عبر شبكة علاقاتها المحلية والاقليمية والدولية الغطاء والحصانة والضمانة.

وتنقل المصادر عن مسؤولين فرنسيين يتابعون الوضع اللبناني ان المهمة الاساسية ملقاة على عاتق اللبنانيين انفسهم وعليهم واجب دستوري الزامي يفرض تقديم تنازلات وتغليب المصلحة الوطنية على الشخصية والحسابات الخاصة المحلية والخارجية لتأمين التوافق المنشود، واختيار رئيس من خارج المربع المحكم الاقفال الذي يضم القادة المسيحيين الاربعة والانتقال الى خيار الرئيس التوافقي البديل، من دون ان يعني ذلك تدخلا فرنسيا في اختيار الرئيس.

وتشير الى ان الفرنسيين يدركون تماما ان اي رئيس لا يمكن ان يصل الى بعبدا الا اذا تأمنت له مظلة دولية، بيد ان التوافق على شخصه يجب ان يكون لبنانيا اولا، وان باريس التي فتحت قنوات الاتصال والتواصل الدولية تبذل جهودا جبّارة مع المجتمع الدولي والدول الكبرى لتأمين اكبر قدر من المساعدات للبنان في مؤتمر مجموعة الدعم الدولية الذي ينعقد في نيويورك نهاية ايلول المقبل، بعدما فاق حجم النزوح السوري الى لبنان كل التقديرات والطاقة على الاحتمال.