هذا هو شرط فرنسا لاستضافة القيادات اللبنانية!

ليبانون ديبايت – داود رمال

مع وصول وزير الخارجية الفرنسي جان مار ايرولت الى بيروت اليوم، يتضح حجم الرهانات وجديتها حول امكانية احداث خرق في الملفات العالقة وفي مقدمها ملف رئاسة الجمهورية.

ولان التوقعات،كالعادة، ترتبط بالتمنيات والامنيات والاحلام الخاصة، فان مجرد انتهاء ايرولت من لقاءات ويقفل عائدا الى بلاده سيكتشف اللبنانيون ان لا جديد يحمله المسؤول الفرنسي انما تكرار لما سبق وطرح وجرت محاولات لتسويقه.

لماذا لن تحمل زيارة ايرولت جديدا؟
تقول اوساط ديبلوماسية ان وزير الخارجية الفرنسي الذي كان مقررا ان يزور لبنان قبل شهر من الان، وارجأ زيارته الى اليوم، كان يراهن ان يستحصل على معطيات ومؤشرات وحتى اوراق من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي زار باريس ومن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف تؤمّن له دفعا قويا لتسويق عملية انهاء الشغور الرئاسي في نهاية اب او منتصف ايلول وقبل دخول الادارة الاميركية في الكوما الرئاسية مطلع تشرين المقبل، الا ان ذلك لم يتحقق لان التباعد الايراني – السعودي لا يزال على حاله وامكانية التقارب حول ملفات محددة ومنها الملف اللبناني لازال مستعصيا، وما زاد من التعقيدات استضافة فرنسا مؤتمرا للمعارضة الايرانية بدعم سعودي مما اضعف دور الوسيط غير المنحاز الذي سعت باريس لتكريسه.

ما الذي سيطرحه ايرولت؟
توضح الاوساط الديبلوماسية انه سيستمع مجددا الى وجهات نظر الفرقاء، وسيعيد التأكيد على وجوب الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ممكن، وان فرنسا على استعداد دائم لدعم اي وفاق لبناني – لبناني، كما سيشدد على اهمية الحفاظ على الامن والاستقرار ومساعدة لبنان في ملف النازحين السوريين خشية تدفقهم الى الدول الاوروبية عبر المتوسط.

تكشف الاوساط ان ما يمكن ان يطرحه وزير الخارجية الفرنسي هو ابداء فرنسا الاستعداد لاستضافة اجتماع او مؤتمر يجمع القيادات اللبنانية على غرار ما حصل في الدوحة عام 2008، ولكن هذه الاستضافة مشروطة بان يذهب الفرقاء للاتفاق على حل ولا يعودون الى لبنان من دون هذا الحل، اما الذهاب بلا تعهد مسبق بالوصول الى حل فان فرنسا ليست في وارد تسجيل انها فشلت في ادارة حوار لبناني لصياغة تفاهم سياسي ينهي الازمة السياسية في لبنان.

سيغادر ايرولت وسيكتشف اللبنانيون ان الامور صارت اكثر ارتباطا بملفات المنطقة وتحديدا مستقبل الوضع في سوريا، وسيزداد عبء النزوح السوري الى لبنان وهذا الامر هو كل ما يعني دول الاتحاد الاوروبي.