المحلية

placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت
السبت 16 تموز 2016 - 06:57 ليبانون ديبايت
placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت

لهذه الاسباب...فرنسا تذبح في خاصرتها الرخوة

لهذه الاسباب...فرنسا تذبح في خاصرتها الرخوة

ليبانون ديبايت - لارا الهاشم

اخطأ من ظن ان مرور "قطوع" مباريات كأس اوروبا على خير اثبت جدارة الاجهزة الامنية الفرنسية وان فرنسا باتت عصية على الارهاب. فالارهاب ضرب في العمق في نيس مختارا هدفا متقنا من حيث الزمان والمكان، حيث تجمع المئات احياءً للعيد الوطني الفرنسي في مدينة سياحية بامتياز.

اختار الاجرام هذه المرة اسلوبا خبيثا جديدا من نوعه لاجتياز كل المحاذير الامنية واجراءات التفتيش. عرف سائق الشاحنة كيف يحتال على القوانين الفرنسية التي تمنع ركن الشاحنات الكبيرة في ايام الاحتفالات والتجمعات باستثناء تلك المخصصة لنقل البضائع وتموين المحال التجارية، وبأسلوب اجرامي وحشي دهس العشرات على مساحة 2 كم بسرعة فاقت ال 60 كم في الساعة. فكيف تمكن من ركنها لساعات قبل تنفيذ الاعتداء ومن ثم اختراق تجمع مدني بهذا الاكتظاظ بشاحنة بهذا الحجم؟ وهل ادعى السائق انه يوصل طلبية ما؟ ومن يقف خلفه؟ والى اي مدى تتحمل السلطات الفرنسية مسؤولية هذا الخرق الامني؟

لكن بكافة الاحوال تمكن الارهاب للمرة الثالثة في فرنسا، بعد حادثتي "شارلي ايبدو" واعتداءات باريس الشهيرة التي بدأت في الباتاكلان، من حصد مئات القتلى والجرحى الابرياء.
فلما استهداف فرنسا بالذات؟ وهل يشكل النسيج الاجتماعي الفرنسي خاصرة رخوة؟

لا ير الاستاذ في العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف باسكال مونين ان فرنسا مستهدفة دون سواها، اذ ان الاعتداءات الارهابية في اوروبا واميركا والشرق الاوسط تدل على ان الارهاب يضرب اينما استطاع. "انما النسيج الاجتماعي الفرنسي الذي يضم فرنسيين من اصول عربية ومسلمة (جزائرية وتونسية ومغربية...) او عرب غير مجنسين، سمح بتكوين مجموعات فقيرة تعيش على هامش المجتمع الفرنسي حيث لم يسمح لها بالانخراط او لم تتمكن من ذلك، فوجدت ضالتها في المجموعات المتشددة التي تمددت مع بدء الحرب السورية وباتت تلعب على الوترين الاجتماعي والمذهبي من اجل تغذية التطرف وزرع الفكر التخريبي مستفيدة من نقمة هؤلاء على مجتماعتهم".

ان دل نجاح هذه المجموعات في فرنسا على شيء بنظر مونين فهو على فشل السياسات الامنية الفرنسية الاستباقية في الحد من عمليات الارهاب بدليل اعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عشية اعتداءات "نيس" رفع حالة الطوارئ (التي عاد ومددها ثلاثة اشهر اضافية) والابقاء على حالة التأهب، وكأن الامن ممسوك والخطر زال. الا ان احداث نيس جاءت لتؤكد ان السياسة الامنية الفرنسية لمحاربة الارهاب لم تعط مفعولا كبيرا على الرغم من نجاح بطولة اوروبا، اذ كان واجبا على الدولة رفع حالة التأهب في ليلة احتفالية مماثلة.

يتوقف مونين عند غياب اي تبن للعملية حتى الان طارحا اكثر من سؤال: هل المجرم هو شخص معتوه؟ ام هو شخص لم يجد معنى لحياته فقرر وضع حد لحياة الاخرين؟ ام انه ارهابي او جهادي؟ وفي انتظار تبلور الامور يعود مونين بالذاكرة الى البروباغندا الاعلامية الاخيرة لداعش التي طلب فيها من كل شخص بامكانه استخدام سكين او سلاح او تنفيذ أي عملية قتل منها الدهس، الا يتردد. وانطلاقا من هذه الحملة الاعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للتنظيم يرى مونين ان مهما بلغت نتائج التحقيقات، فان مذبحة نيس تحمل في طياتها بصمات التنظيم الارهابي: اولا لأن اساليبه بدأت تنعكس على ممارسات وعقول بعض الشباب بطريقة او بأخرى، وثانيا لأن الواقع السياسي يظهر ان داعش بدأ يخسر الكثير من المواقع والتجهيزات ويعاني من نقص من المتطوعين عدا عن الخسائر المادية، وبالتالي فهو يتخبط من اجل لملمة خسائره، حتى ولو ان كسرَه قد يستغرق سنوات.

وان كان تنظيم داعش مربكا فان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هو بحكم المنتهي سياسيا يقول مونين، الذي يخشى من جهته ان يدفع العرب عموما والمسلمون خصوصا في فرنسا ثمن هذا التطرف من خلال تصاعد اليمين المتطرف وامساكه بمفاصل البلاد، بعدما اثبت المجتمع الفرنسي على مدى سنوات ليونة وانفتاحا في التعامل مع المهاجرين.

فهل تصح هذه المخاوف؟ وهل ينجح الفكر الارهابي القائم على التخريب في تدمير التعايش العربي الفرنسي اليهودي في فرنسا؟ والى اي مدى سينجح التنسيق بين المخابرات الفرنسية والمخابرات الاوروبية في تطويق الارهاب قبل ان تنتهي وظيفته العالمية؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة