المحلية

placeholder

مريم سليمان

ليبانون ديبايت
السبت 16 تموز 2016 - 09:09 ليبانون ديبايت
placeholder

مريم سليمان

ليبانون ديبايت

هناك أيضاً، حياةٌ تَستحقُ الاهتمام

هناك أيضاً، حياةٌ تَستحقُ الاهتمام

ليبانون ديبايت - مريم سليمان، من مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت

تغطي المحيطات ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية وتحتوي على أكثر من 200 ألف نوع من المخلوقات البحريّة المعروفة والمحددة، وفيما لا يزال الكثير من أعماق المحيطات غير مستكشف، تشير التقديرات إلى أن هذه الأعداد قد تتجاوز المليونين. وتُعدّ المحيطات أكبر مصدر في العالم للبروتين يعتمد عليها أكثر من 2.6 مليار شخص باعتبارها المصدر الرئيسي لهذا المغذي. إلا أن هذا الموئل يتعرّض لانتهاكات غير قانونية وإدارات غير منظّمة، تُصيب سبل العيش المستدام في صميمه، حيث تشير الأرقام إلى أن 26 مليون طن من الأسماك والتي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار أميركي، يتمّ صيدها بشكلٍ جائر وغير مبلّغ عنه.

ولأن تعرّض البيئة البحريّة للمخاطر يهدّد بشكلٍ مباشر الأمن الغذائي، وضعت الأمم المتحدة موضوع المحيطات ضمن لائحة أهداف التنمية المستدامة التي أقرّتها في أيلول الماضي تحت عنوان "حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة" (الهدف 14). تبلغ القيمة السوقية للموارد والصناعات البحرية والساحلية عالمياً 3 تريليونات من ‏الدولارات سنوياً، أي نحو 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتوفّر الأسماك مصدراً غنياً بالأحماض الأمينية أوميغا 3، والفيتامينات، والكالسيوم، والزنك، والحديد، وغيرهم. ويصل عدد المشاركين في قطاعات إنتاج الأسماك الأوليّة إلى حوالي 57 مليون شخص، ثلثهم يعمل في تربية الأحياء المائية والتي تُعتبر الصين الدولة الرائدة بها مع العلم أن دولاً أخرى سجّلت توسعاً أسرع في هذا المجال خلال العقدين الماضيين، مثل نيجيريا التي زاد إنتاج هذه التربية فيها بنحو 20 ضعفاً، كما شهدت دول جنوب الصحراء في أفريقيا زيادة مشابهة. ولامست الصادرات العالمية للأسماك مبلغ 148 مليار دولار في عام 2014، منها 89 مليار خرجت من الدول النامية موفّرةً بذلك عائدات تجارة صافية فاقت عائدات اللحوم والتبغ والأرز والسكّر مجتمعةً. غير أن الأمور على صعيد المحيطات ليست كلّها على ما يُرام على الرغم من الخيرات التي تُغدقها على البشريّة والدعم الذي توفّره لسُبل تعزيز التنمية المستدامة. تُشير الدراسات إلى أن نسبة 40 بالمائة من محيطات العالم مُصنّفة بـ "المتضرّرة بشدّة" من الأنشطة البشريّة لاسيّما من الصيد الجائر -وهو الصيد بطريقة عشوائية وخلال مواسم سنويّة معيّنة يُمنع الصيد فيها- مما يؤثر على دورة حياة هذه الأسماك وانقراض العديد منها، وأيضاً انتشار التلوث البيئي. وفي هذا الإطار، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) الشهر الفائت "اتفاقية تدابير دولة الميناء" تتضمّن المتطلبات التي تقررها الموانئ وتَخضع لها سفن الصيد الأجنبية كشرط لاستخدامها، وقد انضمّ إليها حتى اليوم أكثر من 30 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي نيابةً عن دوله الـ28. وتشمل هذه المتطلبات الحصول على تصريح مسبق بالدخول إلى الميناء، والقيود المفروضة على دخولها واستخدامها، وتفريغ المصيد/نقل الأسماك من سفينة إلى أخرى، وعمليات التفتيش، وإعداد قوائم بالسفن التي تمارس الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم، والتدابير والجزاءات المتصلة بالتجارة، وغيرها.

ارتفع الاستهلاك العالمي للأسماك إلى أكثر من 20 كيلوغراماً لكل شخص سنوياً لأوّل مرّة، ويوفّر قطاع تصنيع الأسماك مجموعة من المنتجات لاستخدامات متعددة تبدأ من الأغذية ولا تنتهي عند صناعة الكولاجين المستخدم في مستحضرات التجميل. من هنا، صحيح أن الاتفاقيّة الدولية هي اليوم أداة قويّة وفعّالة لحفظ المحيطات ومواردها، إلا أنه وبناءً على ما سبق، فالحياة تحت الماء تستحق اهتمام كلّ فردٍ منا لأن الجميع معنيّ بالحد من التلوّث البحري، والإسهام في تعزيز التنوّع البيولوجي البحري من خلال التمنّع عن ممارسة الصيد المدمّر والتبليغ عنه متى وَجُب.

لمزيد من التفاصيل حول خطة التنمية المستدامة يمكن زيارة الموقع التالي: http://bit.ly/1LJYCX4
ولآخر الأخبار والمستجدّات المتعلّقة بالخطة، يُرجى متابعة موقع مركز الأمم المتحدة للإعلام: http://bit.ly/20np831

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة