المحلية

placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت
الأحد 14 آب 2016 - 14:45 ليبانون ديبايت
placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت

العلوكي يروي كيف امضى ثلاث سنوات في السجن

العلوكي يروي كيف امضى ثلاث سنوات في السجن

ليبانون ديبايت - لارا الهاشم

من تعرف الى زياد صالح المعروف بالعلوكي في جلسات المحكمة العسكرية لا يستغرب ان يحاط الرجل باستقبال اشبه باستقبال الفاتحين بين اهله في طرابلس.

في كل مرة كان يمثل فيها العلوكي امام رئيس المحكمة العسكرية العميد خليل ابراهيم، كان يضحك القاعة بعفويته المعهودة وحسه الفكاهي. كان الرجل واثقا من كل خطوة قام بها ومقتنعا بأن مشاركته في احداث طرابلس كانت من اجل الدفاع عن شرف وعرض ابناء منطقته.

بعد ثلاث سنوات انتهت بعودته الى الحرية لم تتغير هذه القناعة الثابتة ولم يتردد في التأكيد على انه سيقف الى جانب اهل منطقته متى دعت الحاجة. قال يوما لرئيس المحكمة ان السجن مدرسة علمته الكثير وها هو يفصح عن بعض ما تعلمه وشاهده داخل السجن في حديث خاص لليبانون ديبايت.

يروي الحاج زياد ان ابواب السجن تفتح بين السابعة والنصف والثامنة صباحا وتقفل عند السابعة مساء من اجل راحة المساجين. يُسمح خلال تلك الساعات بالزيارات بين السجناء او بالتنزه في الباحة الخارجية. اما هو فكان يمضي وقتا طويلا في القراءة. يخبرك انه في المبنى "ب" حيث اوقف لثلاث سنوات تعلّم تفسير القرآن وحفظ الاحاديث النبوية. هذا في الشق الديني، اما في الثقافة العامة فقد طالع كتبا كثيرة منها ل"شيكسبير" ولجبران خليل جبران.

يفاجئك زياد علوكي بأنه حائز على شهادة ثانوية وبأنها يفهم ويقرأ اللغة الانكليزية ويتحدث بها، لا بل يفاجئك اكثر عندما يخبرك بأنه عمل على تطوير اتقانه لها من خلال تلقيه دروسا خاصة باللغة الانكليزية على يد استاذ جامعي سابق داخل تعرف اليه في السجن.

يثني العلوكي على تعاطي آمر سجنه معه ومع سائر المساجين ان لناحية الكلام او المعاملة، نافيا تعرضهم لاي شكل من اشكال التعذيب. هناك في المبنى "ب" لم يعد من اثر للمخدرات يقول جازما: "ما في غير قهوة وشاي".

ولما تسأل الحاج اذا التقى بأي من خصوم المعارك داخل السجن فيجيبك بأن ابناء الجبل اوقفوا في سجن الاحداث بعيدا عن الاسلاميين في المبنى "ب" الذين بقوا على احتكاك يومي، مردفا "كلنا واحد بالسجن".

لكن باستثناء بعض المحطات الايجابية لا ينكر زياد العلوكي صعوبة ظروف السجن وصعوبة العيش في غرف مظلمة ليلا نهارا. في الوقت عينه يشكو من الاجراءات المتخذة خارج الزنزانات لاسيما لجهة منع الاهالي من ادخال الطعام لاولادهم واجبارهم على الشراء من الكشك.
يخبرك ان سعر كيلوغرام الارز في دكان السجن هو 7000 ل.ل فيما سعره في طرابلس 1500 ل.ل.
في الكشك ايضا يصل سعر "كروس" الدخان الى 15000 ل.ل فيما يشتريه المرء في طرابلس ب 7000 ل.ل. هذا الغلاء في الاسعار ينهك الاهالي الذين يعيشون اساسا في ظروف صعبة وبالكاد يمكنهم تأمين ادنى متطلبات اولادهم.

من هذا المنطلق يطالب العلوكي بحلول للمساجين لاسيما أولئك الموقوفين منذ سنوات طويلة اومن دون محاكمات، مقترحا اقرار عفو عام للاسلاميين و تحديد سقف للحكم المؤبد وتفعيل دور لجنة تخفيض العقوبات.

يطوي العلوكي صفحة مضت ليفتح صفحة جديدة، فاذا سألته كيف سيكمل حياته يجيبك بكل عزة نفس انه لن يترك حارة البرانية "التي خرّجت ابطالا وشهداء وعظماء ومفكرين" يذكر من بينهم عبد الحميد كرامة ووالد اللواء اشرف ريفي، مضيفا: "حارة البرانية اللي بيشرب من ميتها ما بيتركها".
ينفي ان يكون قد فكّر بالهجرة، فهو يوم اعلن في المحكمة العسكرية عن نيته بالهجرة الى المانيا كان يمازح العميد ابراهيم كما قال، اما اليوم فيؤكد بقاءه "بين اهله وناسه" حيث سيعتاش من محلاته في سوق الخضار ويسكن في منزله في البرانية. فهو لن يترك طرابلس "لان طرابلس لا تركع الا لله. في ظل الاحتلال السوري لم تركع ولا في عز الاحداث ركعت". "اما من ترك اهلها فسوف يحاسَب وقد سبق وحاسبه اهلها، وكلّ واحد بيعرف حالو".




تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة