ليبانون ديبايت - لارا الهاشم
منذ عام 2013 لزّمت اعمال سد بقعاتة الى شركتي "روكاد" النيجيرية و"داني خوري" اللبنانية، اما اليوم فبات مشروع السد في مراحله التنفيذية النهائية. بعد ثلاث سنوات انجز بناء جسم السدّ وانهت الشركتان حوالى ال 60% من المشروع فيما الاعمال جارية لمعالجة البحيرة وتغليفها تحت اشراف شركتي "ستوكي" السويسرية و "جي كوم".
لكن المفارقة ان بعد ثلاث سنوات وفيما المشروع يشارف على نهايته بدأت اصوات احتجاجية تعلو في بلدة كفرتيه مطالبة بوقف الاعمال بالسد، ولو ان وصول هذه الاصوات متأخرة يطرح تساؤلات لدى المعنيين.
لماذ كفرتيه وما علاقة البلدة بسد بقعاتة؟ رئيس بلدية كفرتيه جان معلوف يشرح لليبانون ديبايت ان السدّ يحد بقعاتة كنعان من جهة قضاء كسروان وكفرتيه من جهة قضاء المتن ويفصل بينهما النهر. في البداية لم يكن لمعلوف اي تحفظ على بناء السد الى ان وصلته معلومات بالتواتر كما يقول عن قيام السد فوق كسرين ارضيين، واحد رئيسي وآخر رديف. ويضيف الريّس ان جزءا من طبيعة ارض كفرتيه هو رملي صلصلي اي عرضة لانزلاقات يعاني منها اصحاب الاراضي في البلدة منذ سنوات لاسيما في فصل الشتاء. لكن التطور الاخطر كما يقول معلوف ظهر مع بناء اوتوستراد دائري وحائط دعم عند حدود النهر الفاصل في الارض المحاذية للسد بعد اقتلاع الاشجار، ما اضطره الى الاستعانة بخبراء جيولوجيين اكدوا له ان نتيجة الاعمال ستكون كارثية مع امتصاص الارض هذه الكمية من المياه على مدار السنة بعدما اظهرت الدراسة التي انجزوها ان المواصفات الهندسية لا تتطابق مع واقع الارض.
لكن مصادر وزارة الطاقة تستغرب توقيت هذه الاعتراضات بعد ثلاث سنوات من تلزيم اعمال السد مؤكدة ان طبيعة الارض الجيولوجية لن تؤثر على السد اذ ان البحيرة هي اصطناعية وبالتالي فان تخزين المياه سيكون مرتبطا بطريقة التغليف الفضلى وليس بطبيعة الارض. وبالتالي تعتبر المصادر عينها ان ما يقال هو افتراء وكلام سياسي اكثر مما هو علمي اذ ان الدراسات وضعت تحت اشراف شركتين عالميتين لم يجد فيها الاستشاري عوائق لا في انشاء السد ولا في حائط الدعم، لا بل ان السد هو من اثبت السدود في العالم مع قدرة تخزين كمية مياه تتراوح ما بين ال 6 و ال 8 مليون متر مكعب سنويا ستغذي قسما كبيرا من منطقة المتن.
فحاليا يروي سد شبروح جزءا من قرى المتن، الا ان مع اكتمال اعمال سد بقعاتة ستروي مياهه منطقة المتن الاوسط اي الواقعة ما دون المنسوب 900 كما المتن الادنى، مع امكان تغذية جزء من كسروان. اما مياه سد شبروح التي كان يتم استجرارها الى المتن فسيستفاد منها لتغذية مناطق كسروان الاعلى.
يشكو رئيس بلدية بقعاتة من سد الاذان لشكاوى البلدية على الرغم من توجيهه كتابا الى المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية في المقابل تبدي الوزارة انفتاحها على كل الدراسات العلمية المتاحة وتؤكد مصادرها لليبانون ديبايت ان اجتماعا سيعقد مع رئيس البلدية وفي حضور استشاري الاثنين المقبل لعرض الدراسات ومناقشتها، اذ ان الضجيج الاعلامي لا يهدف سوى الى احداث البلبلة والتضخيم.
والى ان يتحرر الانماء من السياسة، يبدو ان انشاء السدود سيصطدم في كل مرة بعوائق تتحكم بها تصفيات الحسابات المناطقية. فسد بقعاتة يعيد الى الاذهان ازمة انشاء السدود بشكل عام واخرها سد جنة. فهل يعقل ان الشركات التي تستعين بها وزارة الطاقة تزودها في كل مرة بدراسات خاطئة؟ ولما التصويب في كل مرة باتجاه واحد؟ من جهة اخرى، وان صح ان الاحتجاجات على سد بقعاتة تحمل في طياتها خلفيات سياسية، فمن هي تلك المرجعية السياسية؟ ومما هي متضررة؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News