ليبانون ديبايت - لارا الهاشم
يكاد لا يخلو يوم من هزة امنية في عرسال. يوم السبت انفجرت عبوتان وضعتا على جنب احدى الطرقات من دون ان تحدثا اضرارا، وفي الامس عثر على عبوة ناسفة على طريق "رأس السن" على مقربة حوالى ال 150 مترا تقريبا من منزل رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري. اما الاسبوع الفائت فقد شهد استهدافا لدورية للجيش اللبناني بعبوة ناسفة وضعت على جنب الطريق في منطقة "رأس السرج"، عدا عن عمليات الدهم النوعية والتوقيفات التي نفذها الجيش في الاسابيع الفائتة.
لا شك في ان الجيش اللبناني نجح في تضييق الخناق على المسلحين في الجرود عبر ربط مراكزه العسكرية التي تفصل عرسال عن جردها بعدما حفر طرقات مستحدثة. ابعد الجيش المسلحين عن البلدة من خلال قصفه المدفعي الدائم وجهوزية عناصره 24 ساعة على 24 مزوّدين بكاميرات مراقبة ورادارت بمؤازرة طائرات مراقبة. وبفضل هذه الجهوزية والاستنفار تقلص عدد المسلحين من حوالى ال 6000 مسلح الى ما لا يزيد عن ال 800 من جبهة النصرة وتنظيم داعش الارهابيين وباتت مساحة الاراضي اللبنانية التي يحتلانها لا تتجاوز ال 50 كيلومترا مربعا بعدما كانت حوالى ال 1200 كيلومترا مربعا مع بداية الغزوة الارهابية.
اذا نجح الجيش اللبناني في ابعاد الشبح الارهابي عن عرسال ومحيطها، الا ان بعض الخلايا لا تزال تتغلغل في الداخل بحيث لم تعد معركتها فقط مع الجيش وانما ايضا مع البلدية المنتخبة مؤخرا التي تعبّر عن ارادة الاهالي بالتغيير وبتحرير بلدتهم التي فرض عليها واقعها الجغرافي خصوصية امنية معينة، ادت الى عزلها عن محيطها.
بمعنى آخر تعيش اليوم عرسال تصفية حسابات داخلية الى جانب المعركة المفتوحة بين الجيش اللبناني والارهاب. فكما تؤكد مصادر مطلعة لليبانون ديبايت، تشهد البلدة صراعا عرساليا-عرساليا: بين البلدية المنتخبة من جهة التي تبدي انفتاحا على الاجهزة الامنية ولاسيما الجيش اللبناني تبلور في زيارات ولقاءات مع قادة امنيين في اطار التنسيق لاعادة الحياة الى البلدة وتبديل الواقع، وبين بعض اعضاء البلدية السابقة الناقمين على الفوز الكاسح الذي حققته البلدية المنتخبة من جهة اخرى. وتشير المصادر عينها الى ان الجهة المنزعجة تحاول دق الاسفين بين السوريين الموجودين في البلدة والبلدية عبر التسويق لفكرة ان الاخيرة تدعم الجيش اللبناني وتسهل دخوله وتتعاون معه لتنفيذ مداهمات وتوقيف سوريين، وبالتالي تلعب دورا تحريضيا على البلدية من بوابة فزاعة "الجيش اللبناني" بالنسبة اليهم.
وفي هذا الاطار تشير مصادر عسكرية الى ان زرع العبوات المتكرر يحمل اكثر من رسالة. اولا يريد المسلحون عبره لفت النظر الى وجودهم والتأكيد على حضورهم على الرغم من التنسيق بين السلطات المحلية والمؤسسة العسكرية وعمليات الدهم التي حصد خلالها الجيش رؤوسا كبيرة في صفوفهم. ثانيا ينفذ المسلحون ضربات استباقية عبر زرع عبوات لاسيما في مناطق يختبئ فيها مطلوبون للعدالة كمنطقة رأس السن، من جهة لحماية مجموعاتهم ومن جهة اخرى لاظهار امكاناتهم.
لكن بكافة الاحوال تؤكد المصادر العسكرية عينها ان خطر الارهابيين يوازي الصفر اليوم والا قدرة لديهم بالقتال في الميدان، وبالتالي فان اعتمادهم مثل هذه الاساليب لا يدل سوى على تراجع قدراتهم، لكن ما هو ظاهر ايضا ان عرسال ستبقى ميزانا لقياس قدرة تحرك المسلحين وتحديد توجهاتهم واهدافهم.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News