"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
دخلت بلدة عرسال البقاعية في ذروة دوامة الجنون التي تعمل على خلقها الجماعات التكفيرية التي يبدو أنها بدأت تستشعر الخطر القادم نحوها، مع نجاح حرب التصفيات التي ينتهجها الجيش اللبناني ومخابراته منذ مدّة والتي بلغت أشدها في الأسابيع الماضية مع تصفية مجموعة عقول كانت تحرك رؤوس المجموعات المنتشرة في البلدة.
ولا يبدو أن عاصفة الجنون تلك آخذة بالإنحصار، خاصةً مع تصويب الجهات المتطرفة لبوصلة المعركة نحو مؤسسة الدولة الشرعية في عرسال، أي البلدية، بشخص رئيسها باسل الحجيري، الذي بات موضع إستهداف وقابع تحت خانة توجيه الرسائل الصوتية المفخخة. فقد نشطت المجموعات الإرهابية في البلدة بأوقات سابقة، بتقديم رسائل عبارة عن قنابل صوتية كانت ترمى في الحي الذي يقطنه رئيس البلدية. ومع عدم إستجابة الحجيري لتلك الضغوطات من خلال الإبقاء على نشاطه العادي ولو بحذر، رفعت المجموعات من منسوب تهديداتها التي وصلت يوم أمس حد وضع عبوة ناسفة على طريق مقابلة لمنزله تبعد عنه 150م لتبلغ الذورة في التهديدات.
الأسلوب الذي ليس غريباً على تصرفات مجموعات محاصرة داخل بلدة تلفظها يوماً بعد يوم، يعتبر من وجهت نظر مصادر متابعة لملف عرسال، "عادياً". المصادر أبلغت "ليبانون ديبايت"، عن إمكانية قيام المجموعات التكفيرية بردات فعل على شاكلة الحرب التي يشنها الجيش عليها، وهي وعلى ما يبدو، وضعت في قائمتها مجموعة أهداف، لعل رئيس البلدية من ضمنها، لكنها تتحاشى حالياً القيام بفعل من النوع الخطير مكتفيةً بتوجيه رسائل، كون البيئة العرسالية غير مهيأة لحادث مثل إغتيال رئيس البلدية الذي نجح قبل أشهر قليلة في الإنتخابات.
وعليه، ثمة من في تلك المجموعات لا زال "يشغل عقله" ولا يريد دفع الأمور نحو الأسوأ ونحو قلب المجتمع العرسالي برمته على تلك المجموعات، بل يكتفي فقط بتوجيه رسائل علّها تصل إلى مكانها، وتضبط نسبياً من إيقاع رئيس البلدية الفعال على خط تهيئة الأرضية لدخول كامل أجهزة الدولة إلى البلدة وإنهاء حالة تمرد المجموعات المسلحة وجزء كبير من الضيوف الذي أضحوا محتلين!
وإذ يُستبعد، إنطلاقاً من الواقع الميداني، أن تتطور الأمور نحو مواجهة عسكرية على غرار مواجهة آب 2013، يتوقع أن يرتفع هامش مناورة الجيش وعملياته الأمنية الدقيقة في البلدة، في المقابل، يتوقع أن ترد "جبهة النصرة" أو "داعش" على تلك العمليات من بوابة "الخواصر الرخوة المتمثلة ببلدية عرسال وممتلكاتها الحيوية، بغاية التأثير على قرارها وربما تغييره، مضافاً على ذلك رفع وتيرة الرسائل المفخخة مع تعزيز الوجود العسكري.
وفي حين تقدر مصادر أمنية لـ"ليبانون ديبايت" إستحالة تنفيذ المجموعات لمناورات عسكرية قتالية واسعة بحكم محاصرتها من قبل وحدات الجيش التي تنشر على السفوح وفي الوديان بما يقارب الـ3000 جندي، تشير أن الجيش حالياً بات يمتلك زمام المبادرة في الميدان، وهذا الأمر هو الذي يوتّر المجموعات المسلحة التي تعمل على محاولة إعاقة وإشغال الجيش بأمور ثانوية تستهدف داخل عرسال بشكلٍ أساس.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News