ليبانون ديبايت - ندره وليم مطران
الضّحِكُ خيرُ دواءٍ لإطالةِ العُمرِ. هذا ما يُجمعُ عليهِ النّاسُ، كما أنّ الأطبّاءَ ينصَحون بأن يضحَكَ المرءُ، ولو لعشرِ دقائقَ يوميًّا.
وأنا ككثيرينَ، أتتبّعُ مِن على الشّاشةِ الصّغيرةِ البرامجَ المُضحكةَ، فأُصيبُ عصفورينِ بحجرٍ واحد: التّسليةَ والضَحِكَ.
وكثيرًا ما تُطالعُني برامجُ يظُنُّ أبطالُها أنفسَهم مُضحكينَ، يُزيلونَ الهمَّ عنِ الصّدورِ. غيرَ أنَّهم، في الواقعِ، عُنوانٌ للابتذالِ، كونُهم لا يعتمدونَ، للإضحاكِ، إلاّ على الكلامِ البذيءِ، ولا يخجَلونَ منَ التّفوّهِ بنكاتِ يندى لها الجبينُ، كما حدثَ سابقًا، في برامجَ اعتمدَتْ النّكاتَ لا غيرَ.
عجبًا، كيفَ يقبَلُ، بهمِ، المُشرفونَ على إدارةِ التّلفزيون؟ كيف يتركونَهم يَمضونَ في سفاهاتِهم منذُ ما يزيدُ عن ثلاثِ سنواتٍ؟ ألم يكنْ يجدُرُ بوزيرِ الإعلامِ أن يُوقفَ أمثالَ هؤلاءِ، عندَ حدِّهم، منذُ الإطلالةِ الأولى؟
إذا كان "عباقرةُ" هذا القرنِ يبتغون الوصولَ إلى قمّة الشُّهرةِ، فلماذا لا يحذونَ حذوَ الفنّانِ فادي رعيدي، مثلا؟ لماذا لا يُقدّمون برامجَ تُشبهُ " ما في متلو" أو " أسقل شي؟ لماذا لا يُرونَنا شيئًا مُفيدًا مضحكًا مثل: " بس مات وطن"؟ واعتذرُ إن نسيتُ بعضَ المُبدعينَ.
والأنكى من ذلك، أنّ عدوى هؤلاءِ المُبتذَلينَ أصابَتْ قسمًا من جمهورِنا، فصارَ يضحَكُ لتفاهاتِهم ويُصفّقُ لسُخفِهم.
مسكينةٌ الأخلاقُ في وطني، لأنّها وقعَتْ بينَ أيدٍ غيرِ أمينةٍ، ومسكينةٌ حرّيّةُ الرّأي إذِ استغلَّتْها ألسِنةٌ يخجَلُ منها السّماعُ. وتبًّا للعقولِ الآسنةِ.
هولاءِ معولٌ من معاوِلِ الهدمِ الّتي تُساهمُ في إبقاءِ وطنِنا في هاويةِ الانحطاط. هؤلاءِ وصلُوا إلى قِمّةِ الشُّهرةِ، ولكنَ وصولَهم كانَ من " تحت ".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News