عبدالله قمح - ليبانون ديبايت
يحج وسطاء آل الحريري نحو الضاحية الجنوبية لبيروت بغاية إستطلاع رأي حارة حريك بالموضوع الرئاسي على أبواب جوجلة الحلول النابعة من حمى المفاوضات البرتقالية الزرقاء في الوسط.
وعلى الرغم من حالة العداء والخصومة الواضحة لحزب الله، لكن المستقبل يبقي على بعض الأبواب مفتوحةً. فقبيل إسقاط مبادرة الحل الأخيرة للأزمة الرئاسية التي اُعلن عنها في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في بنت جبيل يوم 13 آب الماضي، كان الرئيس سعد الحريري يحزم حقائبه لسفرٍ طويل نحو المملكة العربية السعودية من أجل إيجاد حلول لأزماته المالية المتصاعدة التي باتت تؤرق حتى العائلة الحاكمة في الرياض. وقبيل ذلك السفر، سمع الحريري تردُّدات موقف "السيد" الذي أعلن أن "لا فيتو" على "سعد" للوصول إلى رئاسة الحكومة ضمن إتفاق "سلة" يصل بالعماد عون إلى بعبدا. تنفّسَ اللبنانيون الصعداء وإرتفعت أسهم الحل حتى تلمّس البعض إمكانية خروج رئيس من القمقم وبالتالي إيجاد حل ينهي شغور العامين، ومن جهة أخرى، دغدغ السيد مشاعر "الشيخ سعد" الذي لم يستطع شقيقه التحمل حتى طار نحو الضاحية قبل نحو الأسبوع من الآن، أي بعد كلام نصرالله بأيام.
"المستشار" الذي كان يحيك خيوط الحل جيداً مع جبران باسيل في بيت الوسط في جلسات مطولة وخاصة، أراد إستطلاع رأي الضاحية الجنوبية، فضرب موعداً هاتفياً مع المعاون السياسي للسيد نصرالله، الحاج حسين الخليل، ليجلسا في ليلة هادئة يتباحثان موقف السيد وما تم التوصل إليه في إجتماعات بيت الوسط وما أُعلن في بنت جبيل. طرح "نادر" سؤال واضح يومها "هل تقبلون أن نأت بسعد رئيساً للحكومة.. حقاً تقبلون؟"، فأتاه الجواب: "نقبل، نحن أعلنا ذلك، وعند وعدنا شرط أن يكون عون في بعبدا"، فضرب نادر على صدره بأن الموضوع "عنده".
غادر نادر الحريري الضاحية في تلك الليلة والأبتسامة تعلو وجهه فـ "الـ حقاً" التي أطلقها تنم عن مفاجئة "حريرية" من موقف "نصرالله" بعد أن كانت الأبواب مسدودة أمام عودة الحريري إلى السراي التي باتت إلى حين أشبه بحلم. وصلت أصداء إجتماع الضاحية إلى مقر تواجد الحريري في الرياض، أمّا في بيروت، سرّبت تفاؤلات الجلسة عبر جدران بيت الوسط نحو الحمرا ومحيطها، فبدأت حبكات إسقاط الحل تحاك في عقول البعض المتضرّرة.
في اليوم التالي، إنتشر الخبر فبدأ العمل على تهييئ "كتلة تصدٍ" في التيّار لموقف "سعد" المعبّد من "نادر"، فكانت الجولة الأولى تشكيل "عبوة نواب زرق" للوقوف سداً بوجه الحل المنشود عبر الهز بعصا التمرّد في مجلس النواب ضد قرارات الرئيس، وعلى مستوى ثانٍ، أتى إيعاز إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق، من أجل إطلاق النار نحو ورقة الحل من بوابة سرايا المقاومة من أجل حرف الأنظار عن الغاية الأساسية و "تسلية" الفريق بجرعات إنتقام تبعد كلام بنت جبيل عن المتناول حتى يسقط لاحقاً بعامل الوقت.
وهكذا كان.. قسمت الأدوار بين حلويات صيدا ومشانق ساحة البرج، فرفعت سرايا المقاومة على خشبة الإعدام، وبدأ إطلاق النار على حزب الله من مسرح دار الإفتاء، فباتت السرايا "قوة إحتلال غير مقبولة". عرف "النهاد" من أين تأكل كتف حزب الله، وعبره، فتحت له طريق نحو تسوية أوضاعه مع السعودية بعد عاصفة تصريحات الإنتقاد قبل شهور، فضرب عصفورين بحجر، حجر إبعاد الحريري عن الرئاسة بلعبة تورط فيها سعد نفسه بعد أن فشل بتسويق نفسه سعودياً، فاراد الخروج من عنق الزجاجة التي وضع فيها وأوعز لإسقاط الحل، وحجر تجميد "صفقة عون" وإنقاذ الكتلة من التشقّق، فكان المشنوق عراباً لإسقاط "صفقة بنت جبيل" وبالتالي رفع "فريق السنيورة" على الراحات ليصل إلى الغايات.
في المحصلة، أغتيلت الصفقة اليتيمة التي كانت تشرّع بضاعتها على أبواب بعبدا ووادي أبو جميل، لم تنل الرضى السعودي، والأكيد أن سعد لن يخرج من كنف المملكة، وحده الفائز هو وزير الداخلية الذي عبر مجدداً نحو الرياض، والسنيورة الذي رفع من أسهمه السعودية، أما "نادر" فحدث ولا حرج.. ذهب حتى ماء وجهه، فلم يعد لا برتقال ولا ليموناً يفرش على طاولته إلى حين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News