وجه بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، كلمة في اليوم العالمي للصلاة من أجل العناية بالخليقة، وقال: "باركي يا نفسي الرب، أيها الرب إلهي لقد عظمت جدا. الاعتراف وعظم الجلال لبست، أنت المتسربل بالنور كالثوب الباسط السماء كالخيمة.أنت المرسل العيون في الشعاب.أنت الذي يسقي الجبال من علاليه، من ثمرة أعمالك تشبع الأرض. أنت الذي ينبت العشب للبهائم، والخضرة لخدمة البشر. ما أعظم أعمالك يا رب، كلها بحكمة صنعت!"
وشرح كيف يمكن أن نساهم في الحد من الأزمة البيئية التي نعيشها؟
أولا: الانسان هو كاهن الكون. وكما أعطاه الله العالم، هو بدوره يقدم هذا العالم إلى الله بشكر إذ يقول: "التي لك مما لك نقدمها لك على كل شيء ومن جهة كل شيء". فمن خلالنا، نحن البشر، وبحريتنا، نقدم الخليقة إلى الخالق.
إن مقاربة الكنيسة للعالم المخلوق هي مقاربة أسرارية. لا ننظر فقط بتقدير نحو الطبيعة ومكوناتها، بل ندمج عناصر طبيعية في عبادتنا الليتورجية، كالزيت، والقمح، والماء. لذا تشجع الكنيسة أبناءها على استخدام للمصادر الطبيعية على نحو يتكافأ مع الموارد الطبيعية، وبتعاط اقتصادي، وبيولوجي، وتكنولوجي، يحترم خليقة الله. لهذا فالكنيسة تشدد على حماية خليقة الله من خلال تفعيل مسؤولية الإنسان ككاهن شكري.
ثانيا: إن الأزمة البيئية هي انتروبولوجية وروحية في الأساس، لأنها صنع الانسان وعقليته الاستغلالية والنفعية. من هنا، فإن الحل يبدأ من قلب الإنسان. لا الأخلاقيات أو القوانين أو العلوم تحل أزمة البيئة. المطلوب هو فكر جديد، ونظرة جديدة تجسد حياة "الخليقة الجديدة" (غلا 6، 15) التي دعانا الرب يسوع المسيح أن نعيشها، وتعلمها الكنيسة من خلال احترام العالم المادي والصوم والصلاة. يقول القديس مكسيموس المعترف بأن الانسان يستطيع أن يعمل من الأرض جنة، فقط إذا كان هو نفسه يحمل الجنة بداخله".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News