ليبانون ديبايت - بقلم مريم سليمان، من مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت
يُنهي مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت اليوم سلسلة مقالاته التعريفيّة عن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أقرّها قادة أكثر من 150 دولة في قمّة تاريخيّة عُقدت في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك خلال أيلول/سبتمبر الماضي. توسّعنا في كلّ هدف لناحية مقاصده وألقينا الضوء على الأرقام والحقائق المتعلّقة به، لنختُم اليوم بالهدف 17 الذي يحمل عنوان "تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة".
أسوةً بأي مشروع أو عمل، لا تتحقق التنمية المستدامة بمجهودٍ فردي أَحادي، بل تتطلّب شراكات شاملة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني وغيرهم، تكون مبنيّة على قواعد وقيم ورؤية مشتركة تضع الناس والكوكب في قلب هذه الجهود. ولهذه الشراكات فوائد كثيرة لا يُمكن حصرها وذلك لتعدد المجالات التي يمكن أن تشملها. فعلى الصعيد الإنمائي مثلاً، يسعى مختلف الفرقاء إلى إقامة شراكات وتعاون بهدف حشد موارد مالية إضافية لصالح البلدان النامية ومن مصادر متعددة، وإلزام البلدان المتقدّمة بتنفيذ وعودها في مجال المساعدات. وقد أثبتت هذه الخطط جدواها، إذ تشير الأرقام إلى أن المساعدات الإنمائية بلغت 134.8 مليار دولار في عام 2013 وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، كما أن نسبة 80 بالمائة من واردات الدول النامية تدخل اليوم إلى البلدان المتقدمة من دون رسوم جمركيّة. غير أن العمل المطلوب في هذا المجال لا يزال كبيراً لاسيّما بالنسبة لمساعدة البلدان النامية على تحمّل الديون الطويلة الأمد وذلك عبر التخفيف من أعبائها عليهم وإعادة هيكلتها قدر الإمكان.
وفي عصر التقدّم الرقمي السريع، لا بُدّ من إقامة شراكات يكون هدفها الأوّل تطوير تكنولوجيات سليمة بيئياً، وتعميمها في البلدان النامية على وجه الخصوص، ذلك لأن ما يزيد على 4 مليار نسمة لا يزالون إلى اليوم محرومين من استعمال شبكة الإنترنت، ينتمي 90 بالمائة منهم إلى العالم النامي. وعلى خطّ موازٍ، تحتاج البلدان النامية إلى شراكات مماثلة تساعدها على بناء القدرات التي تُمكّنها من وضع وتنفيذ الخطط اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر الاستعانة بالوسائل المناسبة واستخدامها كما يجب. ويمكن أن نضيف في هذا السياق، الدور المهمّ الذي يلعبه تنسيق السياسات بين البلدان واتساقها في مجال تعزيز النظم التجارية وزيادة صادرات البلدان النامية بشكلٍ كبير.
إذاً، تعزيز الشراكات عالمياً ومحلياً هو أمر لا بُدّ منه من أجل تحقيق التنمية المستدامة في جميع البلدان ولاسيّما النامية منها. فتبادل الخبرات والمعارف والتكنولوجيا والموارد المالية يصبّ في خانة رفاهيّة الأفراد وتأمين المستقبل الذي نريده جميعاً والذي لا يستثني أي أحد لأي سبب كان.
مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهذه الخطوة كانت العام الماضي خلال إقرار أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. إلا أنه بقيَ أمامنا اليوم أربعة عشر عاماً من العمل والمثابرة والكثير من الخطوات لتحويل عالمنا نحو الأفضل واستئصال الفقر منه بكل أبعاده. أخيراً، بالشراكة وحدها نستطيع أن نصل إلى مقاصدنا، فالقوّة هي نتاج الجماعة وهذا ما نحتاجه للمضي قدماً نحو تحقيق هذه الأهداف.
لمزيد من التفاصيل حول خطة التنمية المستدامة يمكن زيارة الموقع التالي: http://bit.ly/1LJYCX4
ولآخر الأخبار والمستجدّات المتعلّقة بالخطة، يُرجى متابعة موقع مركز الأمم المتحدة للإعلام: http://bit.ly/20np831
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News