استقبل العلامة السيد علي فضل الله، في مقر إقامة بعثة مؤسسات المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، في مكة المكرمة، وفودا من الحجاج القادمين من بلدان الاغتراب في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية.
وحث فضل الله "الحجاج أن يعيشوا موسم الحج في كل أجوائه الروحية والإيمانية، وأن يتطلعوا إلى رحمة الله بكل صفاته، ليستلهموا منها كل القيم الكبيرة التي لا بد من أن تحكم حياتنا".
وتوقف عند "أوضاع الأمة الإسلامية التي تعيش منذ سنوات أسوأ الأحوال، بفعل الانقسامات القومية والدينية والمذهبية التي تعمقت إلى أبعد الحدود، وذلك بعد أن تحولت هذه العناوين إلى أدوات سياسية تستخدم لشحن الغرائز وتحشيد الصفوف، خدمة لأهداف فئوية، ولمصالح دولية لا تستهدف إلا إبقاء العالم الإسلامي في حالة من الضعف والانقسام والتخلف".
وأعرب عن "ألمه الشديد لهذا الانقسام المذهبي، والذي أخذ يتصدر المشهد الراهن"، مشددا على "أن الإسلام هو توحيد في جوهره، ويظلل في مبادئه وأهدافه كل المسلمين"، وقال: "تبقى مشكلتنا في تفاقم التناقضات السياسية، سواء داخل كل بلد، أو بين البلدان الإسلامية، إضافة إلى نزعات التكفير والتضليل التي لا تجد لها موقعا في بلادنا، إلا من خلال الاستفادة من الصراعات السياسية".
ولفت إلى أن "الخلاف بين المسلمين قد يكون أمرا طبيعيا، ولكن لا بد من أن نلتزم بكل الضوابط الإسلامية التي حددت سقفا لكل الخلافات لا يجوز تجاوزه، وخصوصا أن كل مفردات الخلاف، وعلى كل المستويات، لا يمكن معالجتها إلا بالحوار العقلاني، واعتماد أي أسلوب غير الحوار في معالجة الخلافات، سيؤدي إلى نتائج وخيمة تصيب المسلمين بجميع فئاتهم".
وتوجه فضل الله إلى الجاليات الإسلامية في الغرب بالقول: "إن عليكم أن تعيشوا الإسلام الرحب في إنسانيته، الإسلام المنفتح على الآخر، لتقدموا الصورة الحقيقية لهذا الدين الذي تعمل أكثر من جهة على تشويهها، من خلال أعمال لا تمت إلى الإسلام بصلة".
كما أعرب عن "ارتياحه لمشاركة المسلمين في بلاد الغرب في القضايا العامة"، داعيا "في الوقت نفسه الدول الغربية التي تدعو المسلمين إلى الاندماج فيها، إلى الملاقاة الإيجابية لكل حالات الانفتاح والاعتدال منهم، والحد من كل السياسات الغربية التي تسيء إلى الخصوصيات الإسلامية، حتى لا يجد الإرهاب المتربص الحواضن الاجتماعية التي ينفذ من خلالها".
وكان فضل لله تلقى عددا من البرقيات المهنئة بعيد الأضحى، من الرئيس إميل لحود والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس سعد الحريري.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News