"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
في كانون الثاني من العام 2016، كانت البداية، والمفاجأة الاولى مع تحويل مسرحيّة حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب الى فيلم سينمائي فاق توقعات الجميع حتى معديه وشركة أم ميديا للإنتاج نفسها. وتمكن من تحقيق نجاح كبير، على الرغم من ان الناس يعلمون جيدا مضمونه وحواره ونهفاته المضحكة والمبكية، ومع ذلك توجهوا بالالاف الى صالات السينما لرؤية شخصيات احبوها "بالصوت" فعشقوها بالصورة.
في ٢٠ تشرين الثاني وبعد طول انتظار، تطرح "أم ميديا" المفاجأة الكبيرة، العمل الاحب على قلب الناس، والعبارة الشهيرة التي تستخدم لوصف وضع البلد، الذي بات اشبه بـ"فيلم أميركي طويل". هذه المسرحية التي انتقلت بين جيل الى اخر، وحاكت واقع اليم ونفق مظلم دخل فيه لبنان، "راجعة باذن الله" ولكن هذه المرّة الى صالات السينما، لان "المسرحية صارت فيلم لبناني مدته 100 دقيقة من الجنون"، واحداثه تدور عام 1980... او حتى في تشرين الاول 2016!
وعن العمل المنتظر للعبقري زياد الرحباني، علم ان "هذا الفيلم جرى العمل عليه بشكل دقيق جداً، نظراً للمسؤولية الكبيرة التي تقع على "ام ميديا" ولا سيّما بعد نجاح تجربة "بالنسبة لبكرا شو"، التي وضعت الشركة امام تحدي اكبر، واصعب، للمحافظة على مستوى النجاح نفسه لا وبل تخطيه في العمل المرتقب".
واشارت معلومات الى "ان المطلوب في هذا الفيلم، تقديم عمل كامل متكامل يرضي الناس وينال اعجابهم، ليبقى كما المسرحية مطبوعاً في ذاكرتهم، ولاجل ذلك، أخذ بعين الاعتبار كل ملاحظة اعطيت حول فيلم "بالنسبة لبكرا شو" وتحديداً السلبيّة منها، لتفادي الوقوع فيها في "فيلم اميركي طويل"، فحصلت تغييرات في هذا الفيلم خصوصاً لناحية نوعية الصوت والصورة، حتى يتمكن اللبناني من مشاهدته بجودة افضل تتيح له الاستمتاع اكثر بالعمل والتفاعل معه، ومن ناحية ثانية طرأت ايضاً بتعديلات في بعض المشاهد وستكون مدة الفيلم ساعة واربعين دقيقة".
وكان لافتاً، توقيت عرض الفيلم، فشهر تشرين الاول له محطات لن ينساها اللبناني، وعندما سيشاهد "فيلم أميركي طويل" سيعرف جيدا السبب وراء اطلاق هكذا اسم على المسرحية، لانه للاسف كان الفيلم طويلا لدرجة ان احداثه لم تنته بعد، حيث لا نزال نعاني من الطائفية والازمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والامنية، وبمجرد عرض الفيلم قد يغصّ المشاهد لوهلة ويدمع كما حصل معه لدى مشاهدته "بالنسبة لبكرا شو"، ففي قلبه حسرة انه بعد كل هذه السنوات الطويلة التي مرت لم نتعلم منها ولم نعمل حتى على طي صفحتها.
اشارة الى ان الناس بدأت تعيش اجواء الفيلم لحظة بلحظة، وذلك بعد ان امتلات صفحاتهم "الفيسبوكية" بالاعلان الترويجي، معبرين عن لهفتهم وانتظارهم بحرارة موعد العرض الرسمي في صالات السينما.
يبقى اخيرا ان نذكر بأن هذا الفيلم سياسي المضمون يروي الماضي والحاضر على امل ان لا يروي مستقبل لبنان".
نبذة عن "فيلم اميركي طويل":
عُرضت هذه المسرحية في بيروت عام 1980. تجري أحداثها في مستشفى للأمراض العقلية بالمنطقة الغربية من بيروت وتتناول يوميات سبعة مرضى يعانون أمراضاً نفسية نتيجة الحرب، بالإضافة إلى مدمنَين اثنين على المخدرات. بالرغم من اضطراباتهم العصبية، تبدو هواجس المرضى مشروعة وواقعية جداً. بعد فشل جميع طرق العلاج التقليدية، تبدأ الأجواء العبثية بالإنسحاب على الطاقم الطبّي نفسه، فيتم اللجوء إلى الحلّ الجذري الوحيد.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News