احتفل قبل ظهر اليوم في معهد قوى الأمن الداخلي - ثكنة الرائد الشهيد وسام عيد - عرمون، بتخريج الدفعة الثانية من دورة الدركيين المتمرنين (859 دركيا) الذين تابعوا دورة تنشئة مسلكية وعسكرية، برعاية المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وحضوره مع العميد الركن خليل يحيى ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، ممثلين لقادة الأجهزة الأمنية.
وألقى اللواء بصبوص كلمة جاء فيها: "مرة جديدة نحتفي سويا بتخريج دفعة جديدة من الدركيين المتمرنين بعدما أنهى عناصرها دورتهم التدريبية في معهد قوى الأمن الداخلي في عرمون.
وتابع: أملت علينا التحولات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وما رافقها من صراعات عسكرية وأحداث أمنية خطيرة تمثلت في تسارع وتيرة الإعتداءات الإرهابية، وفظاعة الأساليب المعتمدة ووحشيتها، إلى تعزيز قدرات قوى الأمن الداخلي من حيث العديد والعتاد، كما دفعتنا للسعي إلى استغلال كل ما توفره التقنيات والبرمجيات والمختبرات الحديثة من إمكانيات، لرفع مستوى الأداء الأمني عامة، والحفاظ على جهوز تام للتدخل الفاعل حيث تدعو الحاجة، درءا للمخاطر الأمنية على اختلافها، وتقليلا من مضارها الفادحة، ولكن كل هذه المتغيرات المتسارعة إقليميا ودوليا التي يصعب التكهن بما قد تؤول إليه، وربما تتمخض عنها نتائج سياسية وأمنية واجتماعية سلبية قد تجلب معها مخاطر تهدد الكيان اللبناني، تفرض علينا كمسؤولين على مختلف المستويات التحلي بالمسؤولية لتحصين الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره عبر توفير الدعم المعنوي واللوجستي اللازمين لمؤسساته العسكرية والأمنية وتوفير متطلبات العيش الكريم لعناصرها.
يبقى التدريب العامل الأساسي في رفع مستوى الأداء الأمني، باعتباره يصقل القدرات القتالية، وينمي المهارات الفردية، ويعزز سبل التواصل والتعاون بين العاملين ميدانيا، ومن هنا سعينا إلى أن يبقى معهد قوى الأمن الداخلي أشبه بخلية نحل، ناشط على الدوام، تتوارد إليه عناصر قوى الأمن الداخلي من مختلف الرتب، طلبا للمعرفة ولرفع مستوى مؤهلاتهم الفكرية والبدنية، وتعزيز ما اكتسبوه من خبرات ميدانية بما توصلت إليه العلوم والتقنيات الحديثة من معطيات ومستجدات.
فكان للتطور المطرد الذي عرفه التدريب في قوى الأمن الداخلي نتائجه الملموسة في مختلف المجالات، بعدما استكمل بالخبرة في مجال الاستعلام والتحقيق والتحليل والدهم والعمليات الأمنية والاستبسال في تنفيذها إلى حد التضحية بالنفس وسقوط العديد من الجرحى والشهداء الأبطال، فتمكنت قطعاتنا من كشف العديد من الشبكات التجسسية والخلايا الإرهابية، والمجموعات الضالعة في الإتجار غير المشروع بالبشر والمخدرات، وغيرها من الجرائم المنظمة وغير المنظمة، وساهم في إفشال مخططاتها الإجرامية، وإحباط العديد منها، وكشف الضالعين فيها بالتنسيق الدائم والعالي المستوى مع الشقيق الأكبر الجيش وباقي الأجهزة الأمنية، كما أدى إلى تحقيق نتائج باهرة في العديد من المناسبات والمباريات الدولية والوطنية، وساهم في ردم الهوة ما بين المواطن ورجل الأمن، بإيلاء احترام حقوق الإنسان الإهتمام اللازم، واعتماد إيديولوجية الشرطة المجتمعية كإطار للتقارب مع المواطنين وفهم كل منهم للآخر، واعتماد منحى التخصصية في مكافحة الجريمة، وتنفيذ مهمات حفظ النظام وتوطيد الأمن.
أيها الدركيون المتخرجون، وأنتم تغادرون المعهد أوصيكم بأن تذكروا دائما المعاون الشهيد إدمون رياض سمعان الذي كان لكم شرف تسمية دورتكم بإسمه، واجعلوه قدوة لكم في الشجاعة والانضباط والتفاني في الخدمة إلى حد بذل النفس في سبيل تخليص أبناء وطنه من آفة المخدرات فانضم إلى قافلة شهداء قوى الأمن الداخلي الذين رووا أرض لبنان بدمائهم الزكية.
وأوصيكم بأن تبذلوا كل ما في وسعكم في سبيل واجبكم الوطني، المتمثل في حماية الوطن من كل المكائد والمؤامرات التي تحاك ضده، واحرصوا على الحفاظ على حقوق المواطنين، وجميع المقيمين على أرض لبنان بصورة مشروعة، سواء أكانوا مواطنين أو سائحين أو زوارا أو نازحين، طالما التزموا روحية القوانين والأنظمة المرعية.
كذلك أوصيكم ببذل قصارى جهدكم في معرض تنفيذ ما يوكل إليكم من مهمات وواجبات أمنية وعدلية، وسخروا كل ما تعلمتموه واكتسبتموه خلال فترة تدريبكم لتنفيذ المطلوب على أكمل وجه، ولا تتهاونوا مع المخلين بالأمن، وقفوا دائما وباقي زملائكم إلى جانب الحق، ناصروا المظلوم على الظالم، واضربوا بيد من حديد عتات المجرمين، وفي طليعتهم الإرهابيون والمتاجرون على نحو غير مشروع بالمخدرات أو الأسلحة أو بالبشر والسارقون وكل من تسول له نفسه انتهاك حرمة القانون.
إلا إنني أوصيكم، في المقابل، بضرورة الموازنة ما بين مقتضيات تنفيذ القانون ومكافحة الجريمة، وبين ضمان احترام حقوق الإنسان باعتبارها واجبا أخلاقيا، التي أملته الشرائع السماوية، وأكدته المواثيق الدولية، وكفلته مختلف الدساتير الوطنية وفي طليعتها الدستور اللبناني.
وأختم بالتوجه الى قيادة المعهد وجميع الضباط والرتباء والعناصر العاملين فيه، والساهرين على الحفاظ على مستوى التدريب والتعليم فيه، كما على راحة المتدربين أنفسهم، لأشد على أيديهم، وأحضهم على بذل المزيد من الجهد لتحقيق أفضل النتائج، مسخرين كل ما أوتوا من إمكانات فكرية وبنى جسدية وإمكانات لوجستية ومادية، للإرتقاء بمعهد قوى الأمن الداخلي إلى مصاف المعاهد الأمنية العالمية التي تحتذى بها.عشتم، عاشت قوى الأمن الداخلي، عاش لبنان"
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News