تلقف الوزير السابق فيصل كرامي المواجهة السياسية القائمة بين النائب محمد كبارة و "القوات اللبنانية"، على خلفية انتقاد كبارة لرئيس "القوات" سمير جعجع وإتهامه بالاستثمار في قضية تفجيريّ مسجديّ التقوى والسلام في طرابلس، وما تلاه من سجال عنيف بين "أبو العبد" والنائب "القواتي" فادي كرم، أدى الى نبش الماضي، والى تكوين جو عام مشحون ضد "القوات" في العاصمة الثانية، حيث دخل كرامي سريعا الى خط الدفاع ومساندة كبارة.
ليس مستغربا أن يفتح فيصل كرامي النار على سمير جعجع و "القوات"، فحامل "أمانة عمر كرامي" كان ولا يزال يضع قضية استشهاد عمه الشهيد رشيد كرامي في رأس أولوياته السياسية، ويتمسك بالشعار الذي رفعه الكراميون: "لم نسامح.. ولن ننسى".
لكن ما يلفت الانتباه هو أن "الأفندي" اختار توقيتا مناسبا، من أجل رفع وتيرة المواجهة مع "القوات"، مستفيدا من تعاطف الشارع الطرابلسي مع كبارة في تصديه لها، فضلا عن محاولة كرامي الاستفادة من الأجواء السياسية الايجابية لا سيما بعد التحالف العريض في الانتخابات البلدية الأخيرة، من أجل إيجاد نواة جبهة محلية ضد "القوات" وكل من يحاول التسويق لها في طرابلس.
المعروف لدى "الكراميين" أن النائب كبارة لم يبدل ثوابته في قضية رشيد كرامي بالرغم من التحالف الذي جمع "تيار المستقبل" و "القوات اللبنانية"، وهو في عز الخلافات السياسية مع الرئيس عمر كرامي كان يلتقي معه على قضية الرئيس الشهيد ويسانده، ويحافظ على الخصوصية الطرابلسية، وهو رفض التصويت على قانون العفو عن جعجع في مجلس النواب في العام 2005، كما رفض انتخابه لرئاسة الجمهورية، حتى أن عمر كرامي اتصل قبل وفاته بفترة وجيزة بكبارة وشكره على مواقفه.. ووفائه.
ومع "الخطأ التكتيكي" الذي ارتكبه فادي كرم بفتح النار على كبارة، واستفزاز قاعدته الشعبية، عادت رقعة العداء للقوات لتتسع في طرابلس، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تناغما كبيرا بين أنصار كل من كرامي وكبارة وقيادات أخرى، في الهجوم على "القوات" والرد على كرم تحديدا.
وقد ترجم كرامي هذا التناغم في كلمة له في حفل تكريم أقيم على شرفه في الضنية، فرأى أن جعجع يتنطح دائما لركوب الموجة السنية، وأن طرابلس ردت عليه عبر الأخ والصديق محمد كبارة، الذي تحدث باسمه وباسمنا وباسم كل الشرفاء، ورد على جعجع بالقول: "إن من قتل السني الأول في طرابلس ولبنان الأفضل له أن يسكت، وأن لا يبيع الطرابلسيين والسنّة المواقف".
وشدد كرامي على "أن كبارة وبرغم خلافاتنا السياسية معه، لكنه من جماعة قول كلمة الحق والضمير والأخلاق بدون خوف، ونحن نشكره ونقول له: هذه هي طرابلس وأخلاق طرابلس".
واللافت للانتباه أن "القوات" لم ترد هذه المرة على كرامي، بعدما لمست الانعكاسات السلبية لرد كرم على كبارة، ما يشير الى أنها قررت التهدئة، تجنبا لخسائر أكبر في الشارع الطرابلسي الذي سرعان ما ينبش ذكرياته الأليمة في هذا الاتجاه أو ذاك!
لكن كرامي لم يكتف بذلك، بل رمى سهامه السياسية باتجاه الرئيس فؤاد السنيورة، مدافعا عن كبارة الذي سارع "رئيس كتلة المستقبل" الى التنصل من موقفه تجاه "القوات"، مذكرا إياه بأنه وكيل عن الرئيس سعد الحريري، و "إذا حضر الأصيل.. بطل الوكيل".
وقال كرامي: "المدهش أن السنيورة سارع الى الاعلان بأن موقف أبو العبد لا يعبّر عن رأي كتلة المستقبل، وأقل شيء كنا نتوقعه من السنيورة هو أن يسكت، لكنه لم يفعل، مع أن السكوت أيضا معيب، أنا أستغرب من رئيس حكومة سابق ومن رئيس كتلة المستقبل أن يكون موقفه من اغتيال رشيد كرامي ومن قاتله بهذه الصورة العلنية، واقول له وهو مؤمن ويعرف واجبات المؤمن: "اذا ابتليتم بالمعاصي.. فاستتروا"..
وأضاف: نحن ومع احترامنا للسنيورة، لا نبني مواقفنا من تيار المستقبل على الوكيل طالما الأصيل موجود، والأصيل الذي هو الرئيس سعد الحريري، لا يمكن أن يرتكب هذه السقطة، فهو أيضا ابن شهيد كبير، وهو يعرف أن الوجدان السني لن يتسامح مع قاتل رشيد كرامي بغض النظر عن العلاقات السياسية التي تربطه بجعجع.
وختم: من الواضح أن السنيورة هو خارج كل حسابات الوجدان، وهذا ليس بمستغرب ولن أضيف أكثر، والله يهني سمير بفؤاد وفؤاد بسمير".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News