"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
بين الأمن والحيثيات الطائفية، عادت المحسوبيات لتطفو على السطح مجدداً وتشكّل التدخلات السياسية مظلةً للمتهمين في أعمالٍ مشبوهة تلامس مخاطرها جرائم المس بالأمن القومي. هي معضلة قديمة جديدة تتكرّر مشهدياتها في كل مرة تغزو مصيبة ديارنا، فإنفجار كسارة - زحلة الذي كُشِفَ النقاب عن المتورطين فيه، لم يكن نافذةً لكشف المتورطين في الأعمال الإرهابية بقدر ما كان باباً لكشف المتساهلين مع المتهمين بذرائع طائفية، فكرّت سبحته لتشمل شخصيات دينية ثَبُت تورطها بوقائع فأنقذتها الذرائع نفسها لتعطي شرعيةً لأعمال مماثلة ربما ينقذ المتهمين فيها على نفس المبدأ!
الشيخ بسام الطرّاس مثالٌ يحتذى في تحول المتهم من قفص التورط إلى رحاب البراءة وموقع المجني عليه! فرجل الدين الذي عمل سابقاً كمفتي لمنطقة راشيا - البقاع الغربي، تؤكد مصادر أمنية لـ"ليبانون ديبايت"، أن "جهاز الأمن العام يمتلك وقائع عن تورطه بشكلٍ لا يقبل الشك مع رأس مجموعة كسارة الذي حضرّ ورفاقه وخطط وجهز وعمل معهم على تأمين وتنفيذ المتفجرة صباح الأحد ما قبل الماضي".
الجريمة التي أدت إلى مقتل سيدة سورية "متسولة" والتي أريد لها إستهداف مواكب المشاركين في مهرجان الوفاء للسيد موسى الصدر في صور، تعتبر جريمة تؤجج النيران الطائفية، وعليه، كان يجب أن تتحرك سائر القوى الأمنية في تعقب من يقف خلفها، وهذا ما كان حيث نجح الأمن العام بتوقيف اللبنانيين: (خالد .أ. ص)، (إ. ج. ص)، (م ع. ج)، (ع. ع. ح)، (ع. م. غ)، (م. ش. ر)، و(ح.م.ص). والسوريّين: (ع. ف.ع) و(ع. ف.ع) حيث قدم قسم منهم إعترافات تتقاطع مع معلومات الأمن العام حول وجود دور ما للشيخ الطراس مع المجموعة.
ووفق مصادر "ليبانون ديبايت"، فإن "أبو البراء" وهو القيادي في "جيش الفتح" الموجود في تركيا، هو العقل المدبر للمجموعة، وكان قد إلتقى الشيخ الطراس مراتٍ عدة في تركيا خلال سفر الأخير المتكرر إلى هناك في الأشهر القليلة الماضية ونسق معه.
ووفق إعترافات راس المجموعة الموقوف "ع.غ"، بحسب ما حصل عليه "ليبانون ديبايت" من مصادر أمنية، فإن الشيخ الطرّاس عرّف "ع.غ" على "ابو البراء" وأسمه الحقيقي "محمد الأحمد - سوري الجنسية" وأوكل إلى "ع.غ" الذي ألتقاه في تركيا مرات عديدة مهمة تشكيل المجموعة في حين يسند الطرّاس أفرادها ويساعدهم في حال طلبوا المساعدة، وهذا ما كان حيث دعمت مجموعة (ع. غ) و (م. ش. ر) ووفرت لها الإمكانيات اللوجستية من أشخاص ينحدرون من بلدة سعدنايل، وهو ما كان مصدر إنتباه لجهاز المعلومات في الأمن العام الذي إستطاع جمع بيانات متقاطعة تظهر تحركات الشيخ نحو عدة أماكن أثارت شبهة بنيت الإشارة عليها.
اللافت، وفق المصادر الأمنية، أن نحو 70% من أفراد الخلية والمشاركين فيها، ينحدرون من مناطق البقاع، وهو ما يزيد الشبهة شبهةً على الطرّاس الناشط على خط الإسلاميين بقاعاً، الذي وبعيد إنكشاف أمره، شحذت همم وجوه السلفية الجهادية والشخصيات الدينية الإسلامية والمدنية التي تحالفت على مبدأ إخراجه من التوقيف، وربما، وفق معلومات مصادر "ليبانون ديبايت"، لإخراج العديد منهم من دائرة الشبهة بعد إنكشاف تورط البعض في قضايا توضع تحت خانة "تأجيج النعرات الطائفية".
وإذ تستغرب مصادر "ليبانون ديبايت" كيفية السماح بتدخل شخصيات سياسية في قضية أمنية ذات أبعاد طائفية خطرة، تشير إلى الحملات الملتوية الموجهة نحو الأمن العام خاصةً بعد نجاجه في الفترة الأخيرة من تفكيك العديد من الشبكات وبالاخص "كمش" العديد من الملفات التي تثبت تورط جهات تتخذ من مواقعها الدينية مظلةً لحماية المطلوبين، وتبدي إستغراباً أكثر من تحوير الموضوع من مسألة أمنية إلى إتهام طائفي موجه نحو الأمن العام هدفه تضييع الإتهام وتشتيت التحقيق بغاية خلق حالة ضغط في الشارع تؤدي إلى تحويل المتهم إلى مجني عليه وهو اسلوب تكرّر في مراتٍ عديدة سابقة.
وفي سياقٍ متصل، نفت أجواء دار الفتوى لـ"ليبانون ديبايت"، كل ما يتم التطرق إليه حول علاقة الشيخ الطرّاس بتفجير كسارة مؤكدةً أن الشيخ "يدور بفلك الاعتدال لا التشدّد".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News