الولاية الأميركية الحاسمة تتلون بالأحمر للمرة الأولى

من المتوقع ان تشهد ولاية فلوريدا الأميركية، واحدة من أقسى المعارك الإنتخابية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون في الثامن من نوفمبر القادم. فلوريدا التي تحوز حاليا على ثالث اكبر عدد من المندوبين (29) بعد تكساس وكاليفورنيا في المجمع الإنتخابي، تقع في اقصى الجنوب الشرقي للولايات المتحدة الأميركية ويبلغ عدد سكانها أكثر من عشرين مليون نسمة.

تمتاز فلوريدا بتاريخ مثير على صعيد الإنتخابات الرئاسية في أميركا، فقد وقفت إلى جانب الحزب الديمقراطي منذ عام 1880 لغاية 1948 بإستثناء الدورة الإنتخابية عام 1928، ثم صبت اصواتها في صالح الجمهوريين في ثلاث دورات متتالية، ثم عادت للحزب الارزق عام 1964، وانتقلت مرة اخرى إلى الحزب الجمهوري منذ 1968 حتى 1976 عندما صوتت لصالح الرئيس جيمي كارتر ثم عاودت سلسلة التغيرات فوالت رونالد ريغن في ولايتيه الاولى والثانية.

في عام 1988 حقق جورج بوش الاب انتصار كاسحا في الولاية المشرقة حاصدا اصوات مليونين وستمئة الف مقترع بينما حصل منافسه مايكل دوكاكيس على مليون وستمئة الف صوت، ورغم خسارته عام 1992 غير ان بوش حافظ على انتصاره بالولاية متقدما على بيل كلينتون بمئة الف صوت. كلينتون حول سقوطه الى نجاح عام 1996 متفوقا على بوب دول بعدما حصل على مليونين وخمسمئة الف صوت، وفي انتخابات عام 2000 حظيت فلوريدا باهتمام العالم اجمع بعد تأخر إصدار النتائج وفاز بوش الإبن بفارق 537 صوتا فقط، وحافظ على اصوات المندوبين عام 2004.

الرئيس الحالي باراك اوباما نجح في الفوز بالولاية عامي 2008 بعد تفوقه على منافسه جون مكاكين بفارق 246 الف صوت، وعام 2012 على ميت رومني مع فارق اقل بلغ يومها 75 الف صوت.

الإنتخابات التمهيدة في فلوريدا هذا العام، شهدت تنافسا حاميا في المعسكر الجمهوري، وتمكن دونالد ترامب من اسقاط ماركو روبيو سيناتور الولاية في معقله بعد حصوله على اكثر من مليون صوت مقابل 636 الف صوت تقريبا لروبيو، و403 الاف صوت لتيد كروز، و159 الف لجون كاسيتش، أما في المعسكر الديمقراطي فقد حازت على كلينتون على ما يقارب مليون ومئة الف صوت، ومنافسها بيرني ساندرز على خمسئمة وستة وستين الف صوت.

على صعيد إستطلاعات الرأي في الولاية التي يوجد فيها ثالث اعلى نسبة من الناخبين اللاتين (تعول كلينتون على الحصول على اصواتهم)، اظهرت خارطة الارقام التي ينشرها موقع 438 المتخصص بالاحصاءات اليوم ان فلوريدا بدأت تتشح باللون الاحمر وان نسبة حظوظ ترامب للفوز بها تبلغ 51% مقابل 48% لكلينتون. وهذه هي المرة الاولى التي تعطي فيها استطلاعات الرأي تقدم المرشح الجمهوري في الولاية التي يتقوقع ان تكون نتائجها حاسمة على الصيعد الانتخابي، واشارت عدة تقارير صحفية الى ان كلينتون بحاجة ماسة الى دعم الرئيس باراك اوباما في فلوريدا نظرا لوجود نسبة غير قليلة من المصوتين اللاتين.