المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الجمعة 16 أيلول 2016 - 18:00 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

اللقاء الكاثوليكي: لم يكن للكاثوليك ميليشيا لاستثمارها بعد الحرب

اللقاء الكاثوليكي: لم يكن للكاثوليك ميليشيا لاستثمارها بعد الحرب

عقد في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة، لقاء هو الثاني من سلسلة لقاءات دعا اليها راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش في الذكرى الخامسة لتوليته، ضم وجوها كاثوليكية من زحلة والبقاع تحت عنوان "الحفاظ على الهوية الملكية".
حضر اللقاء، الى المطران درويش، النائب انطوان ابو خاطر، مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داود الصايغ، راعي أبرشية طرابلس والشمال للروم الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، عميد المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية الدكتور طوني عطاالله، قائد منطقة جبل لبنان العسكرية العميد الركن جورج خميس، رئيس قسم المباحث الجنائية العميد موريس ابو زيدان، السفير ايلي الترك، وشخصيات.

استهل اللقاء بكلمة ترحيب من درويش الذي قدم عرض مفصلا عن تاريخ طائفة الروم الكاثوليك وتطورها، وأوضح أن "هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة لقاءات مع ابناء الطائفة للتداول معهم في أحاول الطائفة ووضعها اليوم".

وكانت الكلمة الثانية لعطاالله الذي أشاد بمبادرة درويش، وقال: "في خضم الصراعات الدامية في الشرق وصراع الهويات والمشاريع، تحتاج الطائفة إلى توحيد صفوفها ومواقفها من القضايا الوطنية والمصيرية كي تكون كلمتها مسموعة. إن كثرة الانتقاد بعضنا لبعض في زمن غياب السياسة هي عامل شرذمة إضافي لا يفيد الطائفة. ولا يفيدها الانخراط في أي مشروع يؤدي إلى تحوير المشكلة الأساس في البلد اليوم، أي إنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى حالا".

وختم عطاالله بوضع سلسلة مبادئ للعمل، وقال: "تحتاج الطائفة الملكية إلى تعبئة وتفعيل للانتلجنسيا والجمعيات الدينية والتطوعية وإحياء الثقة بالمستقبل، وتضافر الجهود وإنماء التعاون بين أبناء الطائفة بفضل المساهمات المختلفة للمحافظة على موقع ريادي على الصعيد الوطني. ويتعين عليها ان تضع امامها العمل على القيم التالية:
- المساهمة في ترسيخ السلام القائم على دولة القانون والحق والمشاركة.
- ان تتجند الطائفة لخدمة الأخ الضعيف.
- العمل على التغيير في الصورة الذهنية للكنيسة فتبقى قريبة من أبنائها تستمع إلى مشاكلهم وتسعى إلى توفير الحلول لهم عبر قدراتها الكبيرة من مدارس ومؤسسات صحية واجتماعية وخيرية وجمعيات مختلفة، وإعادة النظر بالأوقاف واستثمار الأراضي كي تعطي مردودا، وتنظيم التأمينات الصحية والاجتماعية، والاهتمام بالسكن الذي يجعل الناس تتجذر في أرضها. إن طائفتنا المغبونة والمصابة في معنوياتها، إذا استغلت قدراتها، تصبح عنصرا لا غنى عنه في محيطها.
- ممارسة النقد الذاتي لتطهير النفوس والسلوك من رواسب الحروب والاحقاد، ومن الفساد المستشري في المجال العام وتفشيه إلى القطاع الخاص، بحيث يتخطى أبناء الطائفة الآلام ويستخلصون إيجابياتها.
- تحقيق الترابط بين الخطاب والعمل، وردم الهوة بين الإيمان المعلن والسلوك الذي تطغى عليه مصالح عائلية أو فئوية أو طبقية أو سلطوية.
- العودة إلى الدولة من الباب العريض والاقلاع عن نهج العزوف والاستقالة والمقاطعة دعما للعلاقة بين المواطن ودولته، وانتصارا لمبدأ المشاركة".

وكانت للصايغ مداخلة عرض فيها تاريخ رجالات من طائفة الروم الكاثوليك وانجازاتهم في الدولة ولا سيما دور البطريرك الصايغ في إبلاغ الحكومة اللبنانية باعتراف دولة الفاتيكان بها، وقال: " نتطلع اليوم الى الروم الكاثوليك فنجدهم روادا في المجتمع، قليلون هم من ليسوا من الناجحين، في كل القطاعات موجودون، هذا هو سبب الانفتاح الذي تحدثت عنه سيدنا، متوارث تاريخيا.
هذا ما ينطبق ايضا على وضع المجتمع اللبناني ككل، في هذه الحالة التي وصلنا اليها من التراجع والتقهقر السياسي، لكن المجتمع قوي، ومن أقوى الأوفياء في المجتمع اللبناني هم الروم الكاثوليك، ولذلك نحن لسنا حيارى ابدا، من الممكن ان يكون الآخرون حيارى وليس نحن".

وعرض الصحافي نصري الصايغ لوضع المسيحيين في البقاع الغربي وتضاؤل عددهم باستمرار، وقال: "الملكيون، وغيرهم مثلهم، يخسرون ويخسرون. الأكثرية فقدت ارتباطها بأرضها. إما هاجرت وإما نزحت. الأسباب مزمنة. يعود النزف الى ما قبل الحروب اللبنانية، تكاثر في الحرب وازداد بعدها. بعض البلدات والقرى مهجورة من اهلها.
تساءلت: أما فات الأوان؟ ربما بلدتي مشغرة نموذج. من تبقى منها لا يتجاوز الـ 250 فردا من الملكيين والأرثوذكس. أين هم؟ هنا في بيروت، وهناك في المهجر. والقسمان يتحسران ولا يفعلان شيئا. يبكون بدموع جافة، على أطلال هم تخلوا عنها... جاذبية المدينة وحلم الهجرة أخذا أبناء بلدتي منها. هي الآن كنيسة بلا كاهن بحفنة من المؤمنين، حتى في الأعياد الكبيرة. لا مدرسة، لا انشطة، لا اندية، لا جمعيات. ذبول ويباس. لا أمل بعودة ماض مضى وما زال يمضي.
تساءلت: هل هي لعنة قدر ام خيار بشر؟ تبين لي انها خيار بشر. غيرهم ما زال ينشط ويعمل ويتقدم برغم التخلي التي تمارسه سلطات المركز السياسي. فالإهمال مشترك من قبل الحكم. لكن الإعتناء الطائفي مختلف. الطوائف المدعومة سياسيا ومذهبيا وماليا، حية ترزق، لا بل ان العودة الى البلدة مزدهرة والعمران منتشر والإجتماع المذهبي والعائلي قائم، وبيروت التي ابتلعت ابناءنا لم تقو على المؤمنين بأرضهم وتراثهم ومستقبلهم".

وعن سبب الهجرة سأل الصايغ: "هل المسألة سياسية ام ثقافية ام مذهبية؟ هي معضلة ثلاثية.
اولا: السياسات اللبنانية المتعاقبة، الداعمة للإقتصاد التجاري، تخلت عن الإقتصاد الزراعي، بل نعته. الإنماء المتوازن الذي نص عليه اتفاق الطائف، بدا وكأنه عقوبة للأطراف وفضيلة لبيروت الكبرى. تضيق فسحة العيش، تصبح السياسة طاردة لأهل القرى. لم نعرف في لبنان سياسة تشبه السياسات الإستيطانية الإسرائيلية في فلسطين، حيث كل مستوطنة ورشة عمل حرفية وزراعية وصناعية وخدماتية. ارضنا افضل من ارض فلسطين المحتلة. ارضنا معاقبة بالسياسة، هناك يزدهر النشاط وهنا تبور المشاريع.

ثانيا: ليس لدى اللبنانيين ثقافة واحدة. هناك ثقافات عديدة اهمها تلك التي تتعلق بالإنتماء. الإنتماء الى الأرض متفاوت. لدى الطوائف الأخرى الإنتماء قوي. لدى الطوائف المسيحية الإنتماء ضعيف. وعندي شواهد كثيرة على ذلك. ثقافة الهجرة في لبنان عامة. ثقافة العودة من المهاجر ليست واحدة، والأدلة كثيرة. لهذا فرغت القرى من اهلها القريبين في بيروت، البعيدين في المغتربات.

ثالثا: تنشط الطوائف لتغليب الديموغرافيا في الإنتشار. تعاني الطوائف المسيحية التناقص في مواكبة التزايد. مشكلة مشرقية، ندعى الأقليات. الحلول لهذا الإشكال غير متوافرة. فماذا تفعل طائفة ازاء هذا الواقع؟ الطوائف المطمئنة الى تواجدها وتزايدها، مدعومة ماديا، داخليا واقليميا، وهذا ما تفتقر اليه طوائف مسيحية ومنها الملكيون. الطوائف الأخرى دويلاتها ضمن الدولة. ليس امام الطوائف المسيحيية غير الدولة، والدولة غائبة ومغيبة وموزعة".

ثم تحدث ابو خاطر، ومما قال: "الموضوع مقلق للجميع، علينا في هذا اللقاء وفي لقاءات أخرى ان نوجد بصيص ضوء وأمل للمواطنين الذين نلتقيهم يوميا ونلمس معاناتهم وليس لدينا حلول ملموسة.
شاء القدر لطائفة الروم الكاثوليك، انطلاقا من انفتاحها، ان تكون ممتدة على كل مساحة لبنان من القاع الى مرجعيون. اثناء الحرب اللبنانية المؤسفة، لم يكن لطائفة الروم الكاثوليك، بناء على الثوابت والقناعات لديها، أي ميليشيا لتستثمرها بعد الحرب بالتوظيف والدفاع عن مواقعها في الدولة، هذه المواقع تعطي بعض الثقة للمواطنين".

وأضاف: "إذا نظرنا اليوم الى عاصمة الكثلكة، وبخاصة الى قصر العدل والسرايا، نلاحظ الفرق بين عدد الموظفين المسيحيين اليوم وعددهم في الماضي. أنا ابن تربل، منذ عام 2009 ولغاية اليوم ازداد عدد الناخبين المسيحيين 30 صوتا فقط، وتربل بلدة مسيحية صرف، واذا نظرنا الى لوائح الشطب في زحلة نرى الأمر نفسه، نحن لا نشعر بالفراغ في زحلة نتيجة هجرة اهل القرى الى المدينة. نحن في واقع اندثار نتيجة عدم الإنجاب او الحالة الإقتصادية، الإهمال من الدولة في ظل غياب سياسة اسكانية.
هناك ازمة علينا المحاولة ان نبني تدريجا سلم اولويات لحلحلة هذه الأمور".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة