بدأت القيادات السياسية والعسكرية الاسرائيلية تتوجس من التطورات الميدانية الجارية في سوريا، بعد الاتفاق الروسي ـ الاميركي بوقف الاعمال الحربية، بعدما غرقوا في الآمال التي راهنوا عليها لجهة شطب دور سوريا واسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بعد بروز مؤشرات تحملتها الاشتباكات الجارية في منطقة القنيطرة في الجولان السوري، توحي وكأن جبهة الجولان السوري المحتل بدأت ترتسم، وهو ما يشكل قلقا اسرائيليا، جراء تحول «الآمال» الى خيبات.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية امس، وعلى لسان محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة عاموس هرئيل، أن المعارك المتواصلة بين الجيش السوري و«المسلحين» شمال هضبة الجولان، أدّت في نهاية الأسبوع إلى توتر في الجانب الإسرائيلي من الحدود، وانه تم بالامس تشغيل بطارية «القبة الحديدية» في الشمال، حيث قامت بإعتراض قذيفتين كان يبدو أنهما ستسقطان بالقرب من مستوطنات إسرائيلية. وبحسب المحلل العسكري الصهيوني، فإن إطلاق النار المتواصل بدون توقف على مقربة من الحدود مع إسرائيل(!) في هضبة الجولان، ينزلق بشكل يومي تقريبًا إلى الداخل الاسرائيلي، وان الجيش الإسرائيلي قرّر إسقاط القذائف في الأجواء السورية، ورأى ان تداعيات الحرب السورية تظهر بشكل واضح جدًا في الجانب الإسرائيلي من الحدود.
في حساسية المشهد الاسرائيلي تجاه جبهة الجولان، فان كثيرين من المحللين الاسرائيليين يذكرون «المشهدية الساخرة» التي قدمتها حكومة العدو قبل اشهر، حين انعقدت داخل الجولان السوري المحتل، تحت شعار مطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بـ «السيادة الاسرائيلية» .. على الهضبة السورية، ووضع المحللون «المشهدية» في خانة التسويق الانتخابي في الداخل الاسرائيلي، واليوم ما زال الجولان ورقة انتخابية في الداخل الاسرائيلي، تُرمى حين تدعو الحاجة لذلك، فضلا عن حسابات اقليمية ودولية استجدت، منذ ندلاع الحرب على سوريا قبل ست سنوات، وفي احسن الاحوال، البحث عن مكاسب ما في الملف السوري.
ويكشف تقرير نشره موقع «يديعوت احرونوت» الصهيوني، ان الاسرائيليين يتعاملون مع ملف الجولان بحساسية مفرطة، وبقناعتهم، ان روسيا ماضية في تثبيت نظام الرئيس بشار الاسد، ويشعرون انهم ملزمون بذلك، زادت من التزامهم التحالف القائم بين روسيا وايران الداعمة الاساسية للاسد، من خلال اتساع النفوذ العسكري لـ «حزب الله» في سوريا، ودوره البارز في تعديل مسار الحرب لصالح نظام الاسد.
ويلفت الى ان الاسرائيليين يدركون بان حركتهم على جبهة الجولان ستكون مكبلة، في ظل عيون دولية على الوضع في سوريا، والحضور الروسي الطاغي على المشهد السوري، ويقول محلل الشؤون العسكرية في موقع «يديعوت احرونوت» الصهيونية رون بن يشاي، ان المؤسسة الامنية الاسرائيلية وصلت مؤخرا الى استنتاجات تؤكد ان استقواء «المحور الشيعي» في سوريا وتمركز إيران على حدود الجولان بدعم روسي، هو تهديد أخطر بكثير من «التهديد» الذي تشكله «داعش» و«جبهة النصرة»، وهم ينطلقون من ان الاتفاق الروسي ـ الاميركي بشأن سوريا، يشكل عامل ازعاج للاسرائيليين، الذين يتخوفون من ان الوصول الى صفقة سياسية، هم خارجها، يمنح لايران ولـ «حزب الله» المزيد من النفوذ وتعزيز تواجده على محاور القتال وصولا الى تخوم الجولان، وهو امر غير مرغوب به اسرائيليا، سيما وان جبهة الجنوب تشكل الضفة الاخرى للجبهة الشمالية، مع جنوب لبنان.
«التراجيديا» الاسرائيلية في المشهد السوري التي وصلت الى ذروتها، مع تسجيل انتصارات عسكرية هامة للجيش السوري ضد التنظيمات الارهابية، دفعت بمحلل الشؤون العسكرية في موقع «والاه» الصهيوني للقول ... ان الحرب المتواصلة والدامية في سوريا، لم يتوقعها أي جهاز استخبارات في العالم، وفي قلب المشهد لا يزال صامدًا رئيس سوريا بشار الأسد، الذي جعل مسؤولين في المؤسسة الأمنية «يستمتعون» في الماضي بـ «هزيمته»! وحدّدوا فترة بقائه في السلطة بأنها «محدودة جدًا»، ومع مرور الوقت، يبدو أن «أسد دمشق» أثبت قدرة صمود فائقة».
وبرأي محلل الشؤون العسكرية لصحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية،فان من اهتمامات «حزب الله» العسكرية داخل سوريا، الوصول الى شريط جغرافي متاخم لنقاط التماس مع المنطقة التي «تسيطر» عليها اسرائيل في هضبة الجولان، وان «حزب الله» وقوات الاسد عكست الأدوار في الميدان وحوّلت سيطرة «المتمردين» السوريين على قرى في الجنوب لتكون قواعد لمهاجمة دمشق، إلى قواعد عسكرية للدفاع عن دمشق والإنقضاض لاحقاً على الجولان، ويعرب عن مخاوفه من ان يحول الايرانيون الحدود في الجولان الى جبهة مفتوحة، وبالتالي، يصبح امام اسرائيل جبهة عسكرية متماسكة على طول الجبهة الشمالية الممتدة من الناقورة ساحلا الى بلدة الغجر وصولا الى مناطق الجولان السوري، وهي تشكل ميدانا رحبا لمقاتلي «حزب الله» ومدى اوسع لشبكات صواريخه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News