ليس عصيان وزير العدل «المستقيل» اللواء اشرف ريفي اولى محن الرئيس سعد الحريري، واكثرها ايلاماً. الا انه اضحى اليوم رأس جبل تقويض هيبة البيت. لم يتحدث ريفي عن خلاف وتباين مع الحريري، بل قال مرة تلو اخرى جهراً كي لا يختبىء وراء الايحاء ان الرجل انتهى وهو يجزم بأنه هو الوارث الفعلي للرئيس رفيق الحريري.
لم يخرج ريفي من بيت الحريري الأب كالرئيس فؤاد السنيورة والوزير نهاد المشنوق واللواء وسام الحسن وسياسيين وزراء ونواب وموظفين كثيرين آخرين، على ان اياً من هؤلاء لم يسعه يوماً سوى ان يتهيّب المكان وإن من دون صاحبه. قد يكون ريفي وحده من خرج من بيت الحريري الابن. وقد يكون الرئيس نجيب ميقاتي اول مَن خبر التجربة معه: عندما عيّنه مديراً عاماً لقوى الامن الداخلي عام 2005، وعندما اعلن استقالة حكومته بعدما اخفق في تمديد وجود ريفي في منصبه عام 2013.
سواء بالغ ريفي في قراءة نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس وصعوده في المدينة، او بالغ في توقع انهيار وشيك لرئيس تيار المستقبل، إلا أن العالمين بأسرار البيت يتحدثون عن خيارات مختلفة في ضوء تقاطع معلومات بعضها يشير الى:
ــــ عودة بهاء الحريري الى الواجهة السياسية على انه هو البديل المحتمل من شقيقه، لا وزير العدل.
ــــ لا يزال بهاء ينظر بريبة الى الطريقة التي اتاحت لشقيقه الاصغر تزعّم البيت خلفاً للأب عام 2005. فبهاء الذي يحمل الرئيس الراحل كنيته ــــ يحمّل كلاً من عمته بهية وأرملة والده نازك مسؤولية مفاضلة شقيقه عليه آنذاك، من دون اخفاء كلمة سرّ سعودية.
ــــ على نحو مماثل يواجه بهاء بكثير من التنسيق غير المعلن مع ريفي في آن معاً التركيبة الحاضنة لشقيقه: نازك، بهية وإبناها أحمد ونادر. ذلك ما يعنيه مغزى توقيت المواجهة الضارية التي يقودها ريفي مع الرئيس السابق للحكومة: معركة حقيقية لخلافة جدّية.
ــــ تتصرّف الرياض حيال ما يجبهه سعد بلامبالاة معلنة وسط تضييق مالي وتخلّ سياسي، اتاح نشوء مراكز قوى في تيار المستقبل، من دون ان ترغب في حسم الواقع والادوار. لأشهر خلت لم يكن في الامكان توقعها. ذلك على الاقل ما أبرز دعم سعد النائب سليمان فرنجيه للرئاسة. تحفظ عنه بعض نواب التيار قبل ان يطلق احمد الحريري عبارة أن الأمر لإبن خاله الرئيس السابق، فإذا هؤلاء ينادون بفرنجيه مرشحاً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News