اذا كانت ولايات كاليفورنيا ونيويورك وتكساس وفلوريدا تشكل أهم مراكز الثقل الانتخابي في الطريق إلى البيت الابيض، فإن ولاية كولورادو قد تلعب هذا العام الدور الحاسم في اختيار الرئيس الاميركي المنتظر.
الولاية التي تمتلك تسعة مندوبين في المجمع الانتخابي مؤهلة لرسم المشهد الاميركي والعالمي للسنوات الاربع القادمة اذا ما توافقت نتائج الثامن من نوفمبر (يوم الانتخابات الأميركية) مع استطلاعات الرأي والخرائط التي تظهر كيفية توزع اصوات المندوبين في المجمع الانتخابي.
لماذا كولورادو لماذا كولورادو؟ تظهر استطلاعات الرأي امتلاك هيلاري كلينتون حظوظا عالية للفوز في فيرجينيا وبنسلفانيا ونيوهامشير وميتشيغن من بين الولايات المتأرجحة، وبالمقابل ترتفع حظوظ ترامب ووفقا لاستطلاعات الرأي نفسها في ولايات فلوريدا واوهايو ونورث كارولينا ونيفادا وايوا واريزونا ونبراسكا، وبالتالي سيكون بمقدوره الحصول على اصوات 260 إلى 264 مندوبا (يجب على المرشح الحصول على 270 صوتا للفوز) الامر الذي يعني ان كولورادو التي تعد ولاية متأرجحة ستمتلك وبواسطة عدد مندوبيها التسعة فرصة ذهبية لايصال المرشح الذي تراه مناسبا إلى البيت الابيض.
التوزع السكاني كولورادو يقطنها حوالي خمسة ملايين وخمسمئة الف نسمة حوالي سبعين في المئة منهم ينتمون إلى العرق الأبيض، وحوالي 21 بالمئة إلى اللاتين، وتتوزع النسبة المتبقية بين الافارقة الاميركيين والاسيويين الأميركيين، واعراق اخرى. كولورادو عبر التاريخ منذ انتخابات عام 1876، صوتت كولورادو 22 مرة لمرشح الحزب الجمهوري، مقابل 12 مرة لمرشح الحزب الديمقراطي، وفي الدورات السبع السابقة وزعت اصوات مندوبيها مناصفة حيث وقفت في صف الجمهوريين اربع دورات، وناصرت الديمقراطي في ثلاث. في انتخابات عام 1988 حصل جورج بوش الاب على 728 الف صوت مقابل 621 الف صوت لمايكل دوكاكيس، ولكن الولاية حرمت بوش الاب مندوبيها عام 1992 بعدما حصد اصوات 562 الف مقترع بمقابل 629 الف لبيل كلينتون و366 الف للمرشح الثالث روس بروت.
كلينتون وبوش كلينتون سار على خطى بوش الاب وخسر مندوبي كولورادو في انتخابات 1996 بعد حصوله على 671 الف صوت مقابل 692 الف لبوب دول، وفي انتخابات 2000 حصل جورج بوش الابن على 883 الف صوت مقابل 738 الف صوت لال غور، ولم يلاق الابن مصير الاب فحافظ على انتصاره عام 2004 بعدما نال مليون ومئة الف صوت مقابل مليون والف صوت لوزير الخارجية الحالي جون كيري. أوباما يفوز بالولاية وعاد باراك أوباما بالحزب الديمقراطي إلى كولورادو عام 2008 بعدما نجح في الحصول على أصوات مليون ومئتين وثمان وثمانين الف صوت مقابل مليون وثلاث وسبعين الف صوت لجون ماكين، وعلى خطى بوش الابن سار أوباما فحافظ على انتصار في الولاية بعدما حصد مليون وثلاثمئة الف صوت مقابل مليون ومئة وتسعين الف صوت لميت رومني.
النظام الانتخابي اغضب ترامب الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كولورادو شهدت سقوط هيلاري كلينتون امام بيرني ساندرز، الأخير حصد اصوات 72,115 مقترع مقابل 49,314 لوزير الخارجية السابقة، أما في المعسكر الجمهوري فقد تسبب النظام الذي يتبعه الحزب الجمهوري في كولورادو بفتح دونالد ترامب نار تصريحاته احتجاجا على الطريقة التي تم اعتمادها لتوزيع المندوبين في الولاية حيث حصد كروز حوالي 34 مندوبا جمهوريا من اصل 37، وقال ترامب يومها "هذا النظام (النظام الانتخابي في الحزب الجمهوري) مغشوش"، متسائلا "كيف يعقل ان لا يذهب الناخبون الجمهوريون إلى الصناديق للتصويت".
الامور لم تحسم استطلاعات الرأي في كولورادو تظهر تنافسا شديدا بين كلينتون وترامب، الاخير تصدر احدث استطلاع للرأي اجرته جامعة ايمرسن (بين التاسع من ايلول الحالي والثالث عشر منه) حيث تقدم على كلينتون بفارق 4 نقاط 42% مقابل 38%، علما بان المرشحة الديمقراطية تفوقت عليه في استطلاع جامعة كينيبياك الذي كان قد اجري في الفترة الممتدة بين التاسع والسابع عشر من اب الفائت.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News