عزى العلامة السيد محمد حسن الأمين ظاهرة التناقض بين الدولة اللبنانية وبين حزب الله الى ضعف واضح في بنية الدولة اللبنانية نفسها، الأمر الذي يجعل طرفاً لبنانياً كحزب الله يعتنق إيديولوجية دينية وسياسية ذات بعد يتجاوز دائرة الوطن اللبناني، وتجعل منه حزباً ذات مصلحة في مزيد من غياب بنية الدولة ومؤسساتها. ولعل هذه الظاهرة تبدو فاقعة عند حزب الله ولكنها والحق يقال إن ظاهرة تراجع الدولة ومؤسساتها ستشكل فرصاً لكل البنى والأحزاب التي تطمح الى مزيد من حرية التصرف بما يتناقض مع مصلحة الدولة. فاذا كانت الدولة قوية لن يكون بوسع حزب الله ولا غيره من الأحزاب أن يخرج على قيم الدولة وقوانينها. فالمشكلة إذاً هي مشكلة غياب الدولة، قبل ان تكون مشكلة أحزاب إيديولوجية، لا تؤمن بقيم لبنان ووحدته وإستقلاله وكونه وطناً نهائياً يجمع اللبنانيين.
وراى العلامة اننا "نحن الآن على حافة الهاوية إذ لم نكن في الهاوية نفسها والذي يزيد من هذه الخشية هو ان لبنان للمرة الأولى يكاد يفتقد بصورة كاملة الى اهتمامات خارجية، كانت تجد في الصيغة اللبنانية ضرورة لا بد من الحفاظ عليها وحمايتها على المستويين الإقليمي والدولي"، مضيفاً:"أكاد أرى لبنان متروكاً لمصيره وأرى العالم العربي والعالم بأسره مشغولاً هذه المرة بصورة لافتة وفادحة عما يجري في لبنان وبحسابي أن مرحلة كهذه المرحلة التي يخلو فيها لبنان على سبيل المثال من رئيس الدولة لهذه المدة الطويلة من دون تدخل وضغوط خارجية لانتخاب هذا الرئيس، لم تمر على لبنان".
وعن احتمال التوجه نحو مؤتمر تأسيسي، عبر عن عدم تفاؤله بفكرة المؤتمر التأسيسي، وقال: "استناداً الى ما سبق من مؤتمرات تأسيسية أو شبه تأسيسية في الطائف أو في الدوحة. ولكني في الوقت نفسه لا أرى بداً من مؤتمر يستند إلى مبادئ مختلفة عما كانت عليه المؤتمرات السابقة وأحسب أن مؤتمراً تأسيسياً يعيد توزيع الحصص الطائفية في لبنان لا يمكن أن يؤدي إلى الغرض المنشود".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News