طموح وزير العدل المستقيل أشرف ريفي كبير، يصل إلى حدود البقاع. يريد أن يخترق مناطق نفوذ تيار المستقبل، مستفيداً من غياب سعد الحريري والضعف التنظيمي للمنسقيات والتقصير الخدماتي. إلا أن الأحلام أمر والتطبيق العملي أمر آخر. حتى الساعة، لا يزال خصوم تيار المستقبل وحلفاؤه يرون أنّ «البديل» غير جاهز.
«على سهل البقاع»، يقف وزير العدل المستقيل أشرف ريفي مبتسماً، وهو يرى صورةً له مرتفعة في سماء بلدة كامد اللوز (البقاع الغربي) وأخرى مُعلقة على عمودٍ في بلدة المرج (البقاع الغربي) تُتوّجه «زعيم لبنان بامتياز».
تماماً كما كان الكل في طرابلس يستخف بقدرات ريفي، قبل البلدية، يتكرر السيناريو نفسه في البقاع، ولو أنه بالنسبة إلى مصادر سياسية في البقاع «النتيجة لن تكون هي نفسها، لأن البقاعيين أقل حدّة من أبناء الشمال. ينفر الشعب البقاعي من كل شيء إلا سعد الحريري». «المستخفون» بريفي بقاعاً لا ينتمون حصراً إلى المستقبل. هذه الجبهة تضم أيضاً أحزاباً مناوئة للتيار الأزرق لم تجد بديلاً له بعد، ومن جمعيات المجتمع المدني، وورثة اليسار اللبناني، إضافة إلى عدد كبير من أبناء هذه القرى كصاحبة الدكان في سعدنايل التي ما زالت ترفع صورةً للحريري الأب والابن لأنه «مين إلنا غير الشيخ سعد؟». على الطرف الآخر، هناك رأي آخر تُعبر عنه بشكل أساسي هيئة علماء المسلمين، أحد عرّابي أحمد الأسير، ورابطة شباب سعدنايل الذين نقلوا بارودتهم في عام واحد من كتف تيار المستقبل إلى كتف الأسير، فنظموا عام 2012 لقاءً خطابياً له قاطعته بلدتهم. في البقاعين الغربي والأوسط، يظهر ريفي وارثاً «للحالة الأسيرية».
كلّ ما تقدم لا يُشغل بال النائب المستقبلي عاصم عراجي الذي يعتقد أن «القوة الأكبر هي للحريري مع وجود عائلات تتحكم في اللعبة. لا أرى أن ظاهرة ريفي مهمة». يُقدم طبيب القلب البقاعَ الأوسط مثالاً على ذلك، «على الرغم من أصوات عدّة ترتفع مطالبة بشد العصب، يجب على السنّة أن يكونوا معتدلين ويُحافظوا على كل مكونات الأوسط»، موحياً بأن البلدات المختلطة هي خط الدفاع الأول تجاه أي خطاب تشددي.
في الشارع البقاعي أخبار عديدة تنتشر عن أنّ غريم تيار المستقبل الأول ليس ريفي، بل أبناء البيت الواحد. هناك فريق مستقبلي قوامه عضو هيئة التنظيم المركزي أحمد رباح، محمد الصميلي والنائب الجراح «بإدارة الرئيس فؤاد السنيورة ويهدف إلى إحكام السيطرة على المنسقيات البقاعية»، بحسب شخصية سياسية بقاعية. القصة لا تحتمل اللبس بالنسبة إلى الجراح، «نحن تيار سياسي نناقش آراءنا على طاولة الكتلة، ولكن عندما يُتخذ القرار، كل الذين يُسمَّون الصقور يكونون أول من يلتزم». انشقاقه عن تيار المستقبل غير وارد، ولو أنه يعبّر عن أمنيته بأن يُعفى من كأس النيابة مرّة جديدة. لا يُنكر الثُّغَر داخل التيار، «فعملياً بقينا 3 سنوات خارج الحكم وجمهورنا يُقدر ذلك». أما ريفي «فلديه طموح، ولكن لا وجود له». يتغلغل اللواء المتقاعد بين الناس «الذين لديهم مصالح، فيُنشئ النكايات وليس حالة سياسية». ثابتتان يهمّ الجراح تأكيدهما، «هناك مرجعية اسمها سعد الحريري ولن نكون شعبويين في الخطاب السياسي».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News