وفد من القومي عرض مع زاسبيكين الأوضاع والعلاقات الثنائية

زار وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي سفارة روسيا، والتقى السفير الكسندر زاسبيكين في حضور السكرتير الثاني في السفارة فاديم كيربيتشنكو. وضم الوفد إلى عميد الخارجية حسان صقر، عميد الإعلام معن حميه، العميد زهير فياض وعضو المكتب السياسي المركزي النائب الدكتور مروان فارس. وجرى خلال اللقاء تداول في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

وأوضح القومي في بيان، أن السفير زاسبيكين "قدم قراءة سياسية لمجمل الوضع والتطورات التي تشهدها المنطقة والعالم"، وأكد أن "ما يجري يرقى إلى مستوى حرب الوجود الذي تخوضه شعوب ودول المنطقة والعالم في مواجهة سياسات تفكيك المجتمعات والدول للدخول من خلالها إلى عمق بناها السياسية والاجتماعية والتحكم بمفاصل السلطة فيها".

واعتبر زاسبيكين أن "السياسة التي تنتجها روسيا ثابتة، وهي تحمل مجموعة من المفاهيم والقيم التي ترتكز بشكل أساسي على احترام الشعوب وخياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السيادية لهذه الدول، بما يعزز حالة الاستقرار التي نطمح للوصول إليها في هذا العالم".

وأكد أن "المعركة لها بعد عالمي وهي معركة روسيا وكل القوى الصديقة والحليفة، هي معركة تثبيت القيم الإنسانية في العلاقات الدولية، لذا فان روسيا كانت وستبقى مستمرة في هذا النهج المرتكز على القانون الدولي، واحترام المعاهدات والمواثيق الدولية وعلى القيم الإنسانية ومضامينها التي من المفترض أن تعكس نفسها في العلاقات بين الدول والشعوب".

وتطرق إلى "الوضع في سوريا والمراحل التي قطعتها والتحديات الآنية"، وقدم عرضا "للدور الروسي في إنهاء النزاع القائم من خلال الحوار بين الأطراف الوطنية الذي يشكل المسار الوحيد لإنهاء هذه الأزمة المستفحلة والمتشعبة، والتي تلعب في إذكاء نارها قوى دولية، وهذا واضح من خلال ما يقدم من دعم علني للجماعات الإرهابية، وتنصل واشنطن من الاتفاقيات التي يتم عقدها، والإخلال بالتعهدات التي لا تلتزم بها في ما خص الأزمة السورية، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع وزيادة التأزم في المشهد على مختلف مستوياته".

وتحدث عن "دور الإعلام الغربي في قلب الحقائق وتزييف الوقائع من سوريا إلى أوكرانيا إلى العراق وليبيا"، وأعطى مثلا على ذلك "التقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق في شأن إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا، وحملات الكذب التي تستهدف روسيا ودورها الإيجابي البناء في انتهاج سياسات انفتاحية حول العالم، وإطفاء الحرائق التي تشعلها السياسات الغربية".

وشدد على أن "الانتخابات النيابية الأخيرة في روسيا جاءت لتؤكد دعم غالبية قطاعات الشعب الروسي لهذه التوجهات، سواء في خصوص السياسات الداخلية من اقتصادية واجتماعية، أو لجهة السياسات الروسية الخارجية، التي تأخذ بعين الاعتبار المصالح والقيم التي يتمسك بها الشعب الروسي"، مشيرا الى أن "هذا ما أكدته نتائج الانتخابات من خلال فوز الحزب الذي يدعم الرئيس بوتين ومن خلال تأييد القوى والأحزاب الأساسية في روسيا لثوابت السياسة الروسية".

وأوضح في نهاية اللقاء "ضرورة توثيق وتعزيز التحالفات والعلاقات مع الحزب القومي وكل القوى الوطنية والقومية حول العالم، بما يخدم القضايا والرؤى المشتركة والمصالح المتبادلة، باتجاه تعزيز قواعد نظام عالمي متوازن في إدارة هذا العالم".

من جهته، هنأ "الوفد السفير الروسي بمسار ونتائج الانتخابات التي جرت في روسيا الاتحادية"، لافتا الى أن "النتائج صبت في خانة تدعيم وتأييد النهج الذي أرسته القيادة الروسية برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين".

ورأى الوفد أن "سياسات روسيا في المنطقة، ترتكز على مبدأ احترام سيادة دول المنطقة واستقرارها"، معتبرا أن "السياسات الروسية هي التزام بالمبادىء والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية، فهي تلعب دورا هاما بمواجهة الارهاب".

وأكد "التزامه خيار مقاومة الاحتلال والإرهاب، والدفاع عن الشعب والتمسك بوحدة البلاد في مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم والفدرلة". ودان "الدعوات التقسيمية التي تصدر عن بعض الدول والمؤسسات"، مشيرا الى أن "موقف أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن الفدرالية في سوريا، إنما هو اعتداء صارخ على السيادة السورية، وعلى الاتجاه الدولي الذي أكد على وحدة الأراضي السورية".