تطابق مواقف الحزب والسفيرة

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد:

قد يكون التوقيت الإقليمي العائق الأوحد أمام سلوك المسار الرئاسي السكّة الصحيحة. فالرئيس سعد الحريري أطلق مساراً إيجابياً، لكنه ليس ناضجاً بعد على طاولة عواصم القرار في المنطقة.

هكذا قرأ وزير سابق تطوّرات ال48 ساعة الماضية. فالتوجّه نحو "ستاتيكو" مراوحة إيجابية، هو سيد الموقف لدى قيادات الثامن من آذار، وهذا الواقع يُترجَم في استقرار المبادرة الحريرية غير المعلنة على ما آلت إليه المواقف المتتالية من "عين التينة" إلى "بيت الوسط" فالضاحية الجنوبية.

وكشف الوزير السابق، أن الأفق المسدود لدى فريق 8 آذار، والذي نتج عن استمرار الإنقسام في دعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، إنما يعكس بقوة أن زمام المبادرة قد خرج نهائياً من بيروت.

تتعدّد القراءات للمواقف التي أطلقها السيد حسن نصرالله في الساعات القليلة الماضية، ولكن الثابت فيها أن ما من حلّ قريب.

وعلى الرغم من الحراك الذي يقوم به الرئيس الحريري لتذليل العقبات أمام دعم العماد عون، تابع الوزير نفسه، فإن الأزمة قد استقرّت لدى الفريق الآخر، كما يسميه الحريري نفسه، والذي لم يلاقيه إلى منتصف الطريق.

من هنا، فإن مبادرة السيد نصرالله إلى التأكيد على موقفه السابق من الإستحقاق الرئاسي، وعلى دعم ترشيح العماد عون، حملت في طياتها تأكيداً جديداً على ضرورة تفعيل المجلس النيابي أولاً، ومجلس الوزراء ثانياً.

وهذا اختصر بشكل مباشر عنوان المرحلة الآتية، كما أضاف الوزير السابق نفسه، والذي لاحظ أن خارطة طريق الرئاسة لن تتغيّر، وهي لن تصل إلى خواتيمها الإيجابية على الأقلّ في 31 الجاري.

فالعنوان الأمني المتمثّل في تأمين الإستقرار بدعم مباشر من عواصم القرار الغربية والإقليمية، قد غطى على أي تسوية رئاسية، وما زالت كفّته هي المرجّحة، وذلك باعتراف سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيت ريتشارد أولاً، و"حزب الله" ثانياً.