مختارات

هتاف دهام

هتاف دهام

البناء
الأربعاء 19 تشرين الأول 2016 - 08:58 البناء
هتاف دهام

هتاف دهام

البناء

تتويج غير مسبوق لرهان حزب الله الحريري يتبنّى ترشيح الجنرال اليوم؟

تتويج غير مسبوق لرهان حزب الله  الحريري يتبنّى ترشيح الجنرال اليوم؟

همس نائب رئيس حزب القوات جورج عدوان سراً في البرلمان أمس، أنه قبيل ظهر اليوم وعند الساعة الحادية عشرة سيعلن الرئيس سعد الحريري تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون.

إذا صحّت توقعات "العدوان" اليوم، فإنّ الإعلان سيكون بالتزامن مع انعقاد الجلسة التشريعية. سيضع البيان الحريريّ البلاد على عتبة مرحلة جديدة، سواء صدر من الرابية أو بيت الوسط أو من أيّ مقرّ آخر.

يأمل رئيس تيار المستقبل إعادة تجديد دوره السياسي. أزمته مركّبة. لها أضلع سعودية وتنظيمية وشعبية لا تحلّ إلا بعودته إلى رئاسة الحكومة.

انتهى التجاذب في الكتلة الزرقاء حول الترشيح. أبلغ الحريري النواب والقياديين في تياره أنه ينوي الإعلان عن موقفه اليوم. هناك نمطية في العلاقة بين آل الحريري وبين السلطة منذ وجدوا في عالم السياسة (الرئيس الراحل رفيق الحريري). علاقتهم بجمهورهم وبيئتهم الحاضنة تفتقد الى العقيدة. ترتبط دائماً بلعبة المال والسلطة. كان التيار الأزرق جزءاً أساسياً من كارتيل الفساد الذي حكم البلد ما بعد الطائف. لكن من المبالغة القول إنّ الحريري عائد ليغرف من الذهب اللبناني لكي يسدّ مشاكله المالية الخانقة. إنّ ترؤسه مجلس الوزراء من جديد سيكون مقدّمة حقيقية ومنصة جوهرية لمعالجة أزماته. منظومة علاقته الدولية ستسمح له بإجراء مقايضات واجتراح حلول ما يضعه على سكة معالجة الإرباكات الشعبية والتنظيمية في تياره ربطاً بموقع السلطة. وستتبدّل ندّيته على الطاولة في المفاوضات على أزماته المالية، السعودية، والبنكيّة.

لكن السؤال البديهي، هل يكفي أن يعلن الحريري الدعم لجنرال الرابية، حتى تصبح المعطيات جاهزة في جلسة 31 من الشهر الحالي. إنّ الأمر يحتاج مزيداً من الوقت لتذليل عقدة رئيس المجلس وانتظار جلسة جديدة ربما تكون في 17 تشرين الثاني. موعد ألمح اليه وزير الصناعة حسين الحاج حسن؛ حين سُئل عن جلسة 31 الحالي، بالردّ مبتسماً بسؤال عن عدد اقتراحات ومشاريع القوانين الانتخابية، والمحدّدة بـ 17؛ وإنْ كانت مصادر معنية بحزب الله رجحت انتخاب الجنرال في جلسة 31 الحالي.

سادت أمس، في أروقة ساحة النجمة أجواء تردّد وضياع. الترقب سيد الموقف عند أصحاب السعادة والمعالي. توزع الوزراء والنواب حلقات وجماعات مستفسرين ومعلقين. قلة منهم بدت تعرف ماذا يجري حقيقة في الكواليس، لكن لم يكن من الصعب تبيّن تلك الملامح الحائرة التي شكلت ملامح مشتركة علت وجوههم.

حكمت اتجاهات ثلاثة انطباعات الحاضرين. يستعجل الاتجاه الأول بتّ إنهاء الفراغ الرئاسي. لا يضمّ فقط مؤيدي وداعمي وصول الجنرال الى قصر بعبدا، إنما مَن يريد أن ينهي الأزمة التي تتحكم بالبلد ويعاني منها الجميع، وبالتالي الحاجة إلى مخرج مهما تكن طبيعته، لأنه شرط الخروج من الأزمة القائمة. ينظر حلفاء الرابية إلى الجنرال بكونه خياراً استراتيجياً، حليفاً للمقاومة، صلباً مبدئياً يقاتل دفاعاً عما يؤمن به، وهو تتويج لبناني غير مسبوق لرهان حزب الله على هذا القائد العوني.

أما على مقلب معراب – بيت الوسط، فإنّ ثنائي جعجع والحريري المتفائلين كانا من أخصام العماد يوم قرّر الترشح ودعمه حزب الله. لم يتركا فرصة لحرمانه من تبوء سدة الرئاسة، لكن سرعان ما أتيا على أقدامهم الى الرابية. الواضح أنّ هذه النقلة النوعية كانت خاضعة لموازين قوى محلية، سببها الجوهري والأساسي ثبات حزب الله وقتاله مدى سنتين ونصف السنة على الموقف نفسه والإصرار حتى حصل ما يحصل.

عبّر الاتجاه الثاني عن جو قلق يثير الشكوك. اعتبر أنّ البلد سيدخل في مرحلة غير مطمئنة، لأنّ الجنرال عون طاعن في السن، ومن سيحكم هو وزير الخارجية جبران باسيل. وفق هذه الشريحة النيابية التجربة مع الوزير العوني ليست مشجّعة لارتفاع المنسوب الطائفي في خطابه، ولناحية غياب المرونة السياسية عن أدائه. "الثنائية" مرفوضة، وفق معاون الرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، فرئيس التيار البرتقالي لم يتحدّث عن وثيقة العيش المشترك بل عن وثيقة 1943. ونحن سنعارضها ونواجهها. رغم هدأة العماد عون، لكن ما صدر عن عين التينة أحدث صدى سلبياً في الرابية. أكد اجتماع التغيير والإصلاح أنّ الكلام عن الثنائية المسيحية - السنية هو كلام غير مسؤول وغير مقبول، وهو يصبّ في فتنة يأمل ألا تكون مقصودة وسوف يتصدّى لها في مطلق الأحوال.

أما الاتجاه الثالث فهو الفئة الواجمة التي تنتظر في مناخ ضبابي يغلب القلق والانتظار على خطابها. ترى صورة ضبابية تخيم على المشهد السياسي. تطبع الحيرة مقاربتها السياسية من دون أن تحدّد موقفاً نهائياً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة