مختارات

السبت 22 تشرين الأول 2016 - 07:30 الديار

اسرائيل: نصرالله واثق ان المجتمع الاسرائىلي هش

اسرائيل: نصرالله واثق ان المجتمع الاسرائىلي هش

لم يكن المشهد مألوفا لدى جنود الاحتلال الاسرائيلي، وهم يطوِّقون اسرائيليين يقيمون في المستوطنات الواقعة في محاذاة قرى وبلدات في جنوب لبنان، رفعوا لافتة عند طرف مستوطنة المطلة القريبة من بلدتي كفركلا وعديسة، مذيلة باسم «دعاة السلام»، للتعبير عن رفضهم لحالة «العسكريتاريا» السائدة في المجتمع الصهيوني، في ظل مخاوف من ان تورطهم القيادات السياسية والعسكرية في حرب مع لبنان، غير محسوبة النتائج.

ولم تكن مألوفة ايضا، حالة الاستياء العارمة التي اجتاحت رؤساء بلديات المستوطنات الواقعة في الشمال ( الفلسطيني المحتل)، المتاخم لجنوب لبنان والجولان السوري، بفعل العجز الاسرائيلي عن تنفيذ الخطط التي اعدتها غرف عمليات جيش الاحتلال لتحصين الوضع فيها، جراء عدم وضع ميزاتية لتلك الخطط، لمواجهة الظروف التي يفرضها دخول الاسرائيليين في «حرب لبنان الثالثة» التي تسوّق لها قيادات الاجهزة العسكرية والامنية الصهيونية.

وذكر موقع nrg الصهيوني أنه «قبيل وصول مئات آلاف المتنزهين خلال الأيام المقبلة إلى منطقة شمال فلسطين المحتلة، بمناسبة حلول الأعياد اليهودية، وُضعت مئات اللافتات احتجاجاً على عدم تخصيص ميزانية لتطوير مستوطنات الجليل، وقال رئيس المجلس الإقليمي للجليل الأعلى غيورا زيلتس «لن نسمح للحكومة بإهمال الشمال والتنكر للالتزام الواضح لخطة تطوير بالمليارات، وسنطلب من رئيس الحكومة تطبيق القرار في جلسة الحكومة التي ستنعقد في الجولان المحتل.

اما رئيس مجلس ماروم الجليل عميت سوفر، الذي لم يسمع من القادة الاسرائيليين تطمينات(!) بل مواعيد جديدة لخيبات جديدة، وآخرها كان من رئيس الاستخبارات الاسرائيلية هرتسي هليفي الذي «بشَّر» المستوطنين بان «نسبة الضحايا في الحرب المقبلة مع «حزب الله» ستختلف عن الحروب السابقة»، وقال : مع الاسف الشديد، عندما تسقط الصواريخ في المنطقة، فجأة توجد الموارد، وأنا أدعو الحكومة إلى تطبيق خطة الشمال من دون أن يشجعنا «حزب الله» على ذلك (في إشارة إلى الاستنفار الاسرائيلي لوضع خطة عاجلة لنقل حاويات «الأمونيا» من حيفا، بمجرد ان اطلق امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تهديدات باستهدافها )، بل من خلال قيادة قوية تدرك الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الحدود الشمالية، فيما توجه رئيس مجلس مستوطنات جبل حرمون المحتل الى رئيس حكومة العدو بالقول : نحن ندعوك الى تحمل مسؤولياتك، فالوضع مريع في الجليل وفي الشمال، لانك انت فقط القادر على تغيير الصورة الكئيبة( !) .

وفي السياق، تعود الهزيمة المدوية التي اُلحقت بالاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه على لبنان في تموز العام 2006، الى واجهة الاهتمامات الاسرائيلية، وهي حضرت في تقرير نشرته صحيفة «معاريف» الصهيونية، حول الإخفاق الإسرائيلي في فهم الواقع الأمني والخطر المحدق بالمستوطنين، ويربط التقرير بين ما يجري في قطاع غزة مع حركة «حماس» وبين ما يجري على جبهة الشمال مع حزب الله في جنوب لبنان وفي الجولان السوري.

ويشير التقرير الى انه بعد أشهر صيف هادئة نسبيًا، تحاول حركة «حماس» إيجاد توازن رعب ضد إسرائيل، في ظل ترجيحات لتدهور المنطقة وصولاً إلى حرب إضافية تجبر إسرائيل على اتخاذ قرار، فيما إذا كانت معنية بالقضاء على حماس إلى الأبد، فان المواجهة بين الطرفين تجري في ساحات بديلة وبقوة منخفضة، مضيفة أن إسرائيل دمّرت بأسلوب منهجي الأنفاق الهجومية التابعة لـ «حماس» وتعمل ضد بنيتها التحتية في الضفة الغربية المحتلة، فيما تسمح «حماس» كل مرة بإطلاق صواريخ عبر أحد التنظيمات في القطاع وأيضًا للمبادرة إلى عمليات من أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وأن هذا القضم التسلسلي في الوضع الراهن ليس وليد غزة، إنما طوّره (امين عام حزب الله السيد) حسن نصر الله، في التسعينيات، اي قبل الانسحاب الإسرائيلي من «الحزام الأمني» ( الذي اقامته قوات الاحتلال الاسرائيلي على مدى 22 عاما في قرى وبلدات لبنانية تقع على خط الحدود مع فلسطين المحتلة)، مشيرةً إلى أن نصر الله واثق من أن المجتمع الإسرائيلي هش، وأن بضع عمليات وإنجازات عملانية أدّت إلى اليأس والانسحاب، وأن الانسحاب من لبنان جعله بطلا في العالم العربي، وجعل منظمات كثيرة، على رأسها «حماس»، تحاول ان تبني منظومة العمل التي يتبعها.

ولفت تقرير الصحيفة الصهيونية، الى أن «حرب لبنان الثانية» ( التسمية الاسرائيلية لعدوان تموز 2006 )، أوجدت خلافًا عميقًا بين المجتمع الإسرائيلي، ولا شك في أنها كشفت إخفاقات كثيرة في تفعيل القوة العسكرية وحماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية، زاعما انها حرب تسببت أيضا بأضرار كبيرة للبنية التحتية اللبنانية ونجحت في ردع «حزب الله» عن القيام بعمليات إضافية، إلى حين اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وغيّرت بشكل نهائي ستراتيجية المنظمة وأهدافها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة