مختارات

هتاف دهام

هتاف دهام

البناء
الخميس 03 تشرين الثاني 2016 - 07:05 البناء
هتاف دهام

هتاف دهام

البناء

المشاورات: العقدة الشيعية... والنصاب الميثاقي

المشاورات: العقدة الشيعية... والنصاب الميثاقي

بدأ العهد الرئاسي مسيرته. لا يستطيع أحد من الأفرقاء السياسيين مهما بلغ حدّ المغامرة عنده أن يسدّد له لكمة في أول المسيرة.

لا يتحمّل أحد مسؤولية أن يكون الشرخ السياسي على يده بعد وصول العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وحصول رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على هذا العدّد الكبير من الأصوات.

أصبح الحريري عددياً أمس، رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة العتيدة نتيجة المشاورات النيابية الملزمة، لكن يبقى الصوت الشيعي لإضفاء الميثاقية المطلوبة على هذا التكليف عملاً باتفاق الطائف.

يقول المكوّن الشيعي الأقوى كلمته اليوم. عنصر قوة «إضفاء الميثاقية» عند رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعروف بحسّ المسؤولية ، ربما يكون هذا العنصر القوي عنصر ضعف، لأنّ بري لا يمكن أن يتحمّل الشرخ أبداً، كما يقول مصدر في تكتل التغيير والإصلاح.

إنّ عرقلة العهد لا تتمّ عن طريق الشرخ بالوحدة الوطنية أبداً، لذلك شدّد الرئيس ميشال عون في خطابه على الشراكة الوطنية والاستقرار الأمني. ومَن يرغب، وفق المصدر، بإحداث الشرخ يسدّد ضربة قاضية للوطن.

رغب حزب الله في تأجيل مشاوراته مع الرئيس عون لتنسيق المواقف مع حركة أمل. مواقف الحزب والحركة في ما يتعلق بتشكيل الحكومة ستكون منسقة أو متكاملة. وكما هو معروف فإنّ عقدة تسمية الرئيس الحريري تواجه موقفاً شيعياً لا يزال غامضاً. إذ إنّ ما تعهّد به حزب المقاومة هو عدم ممانعة وصول الحريري إلى الرئاسة، لكن عدم الممانعة لا يعني حكماً تسمية الشيخ سعد رئيساً للحكومة صباح اليوم، من قبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بعد لقائه وأعضاء الكتلة رئيس الجمهورية. ربما لن تتمّ تسمية أيّ مرشح ما يسهّل وصول الحريري وعدم الاعتراض على دخوله السراي الحكومي.

من ناحية حركة أمل، طالما أعلن الأستاذ أنه مع الحريري ظالماً كان أو مظلوماً. لكنه يشعر أنه تعرّض للظلم من رئيس المستقبل وطعن من الخلف. عبّر عن هذا الأمر مراراً في مرحلة ما بعد إعلان الحريري دعمه لترشيح الجنرال عون للرئاسة. مشكلة بري الآن، وفق زواره هي مع رئيس «المستقبل». فهِم هؤلاء في هذا الموقف أنّ بري يتجه الى عدم تسمية الحريري رئيساً. مع الإشارة الى أنّ عدم التسمية لا تعني عدم المشاركة في الحكومة. لكن المسألة التي تطرح في هذا السياق في ما لو تمنع حزب الله عن التكليف ثم تمنّعت كتلة التحرير والتنمية أيضاً، ألا يعني ذلك عقبة ميثاقية أمام تكليفه، حتى لو كان هذا الأمر من الناحية القانونية لا تشوبه شائبة ما دام الحريري حاز في اليوم الأول من الاستشارات على 86 صوتاً.

إنّ هذه الإشكالية يمكن تجاوزها قانوناً، لكن لا يجوز تجاوزها سياسياً وفق زواره، الأمر الذي يفسّر تأجيل حزب الله مشاوراته مع فخامة الرئيس من الساعة 12:15 من بعد ظهر أمس إلى التاسعة من صباح اليوم، وتحديد موعد لقاء رئيس مجلس النواب وكتلته في آخر استقبالات المشاورات النيابية.

من الواضح أنّ المشهد السياسي سيكون من الناحية الطائفية غير مقبول عندما ستظهر مقاطعة شيعية في تكليف الشيخ سعد، الأمر الذي يحتاج الى علاج ما، أو مخرج ما أو أرنب ما يخرج من تحت إبط ساحر السياسة اللبنانية، تمّ العمل عليه يوم أمس.

يُضفي الرئيس بري مناخاً إيجابياً أمام زواره، معيداً تسلسل الأحداث التي سبقت جلسة الانتخاب ومحلّلاً موقفه وشارحاً الملابسات التي أحاطت به. لم يستجب لكلّ المحاولات التي سعت لدفعه إلى عدم توفير النصاب. بقي مصراً على أن تأخذ الأمور مجراها الطبيعي، وصولاً إلى طريقة إدارة جلسة الانتخاب والحرص على توفير النصاب. يفهم رئيس المجلس أنّ دوره تجاه انتخاب الجنرال لا يقلّ أهمية عن دور الذين تبنّوا ترشيحه مثل الحريري والآخرين.

بالنسبة إلى «الأستاذ» المناخ إيجابي. موقفه في كلّ الأحوال سيكون بنّاء. سينتظر في المرحلة المقبلة ما سيعرض عليه في الحكومة وعندها سيبني على الشيء مقتضاه، بغضّ النظر عن تسميته الحريري عند 11:30 من قبل ظهر اليوم من عدمها.

حدّد بري بوضوح وفق زواره مجموعة قواعد في كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة. جوهرها يريد أن يكون شريكاً كاملاً ويرفض أن يكون تابعاً. قد يأخذ رئيس «المستقبل» 96 صوتاً، لكن الأصوات الشيعية التي يفتقدها أنا سأعطيه إياها.

كان واضحاً في القصر الجمهوري أمس، شبه الإجماع على تكليف رئيس التيار الأزرق، مع بداية فخامة الرئيس مشاوراته الملزمة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، ورؤساء الحكومات السابقين والكتل النيابية.

وبينما كانت مواقف الأغلبية معروفة تجاه تأييد انتقال الشيخ سعد من بيت الوسط إلى السراي الحكومية، كانت الأنظار مصوّبة نحو مواقف كتل الحزب السوري القومي الاجتماعي، البعث العربي الاشتراكي ورئيس الحزب الديمقراطي، بعدما ثبت أنّ كتلة لبنان الحر الموحد ستسمّي الحريري، وإنْ غاب رئيسها النائب فرنجية عن الحضور لغاية في «نفس سليمان»، قال النائب اسطفان الدويهي إنّ عدم حضوره مردّه انشغاله بعمل ما.

ترقب الصحافيون مدخل القصر أمس، عند الوقت المحدّد لكتلتي «القومي» و»البعث». استوقفوا النائب أسعد حردان فور دخوله بهو القصر الجمهوري لمعرفة موقف الحزب. بعد بدء الاجتماع بدقائق اعتبر البعض أنه طال أكثر من وقته المحدّد. الكلّ بانتظار تصريح حردان ليبني على الشيء مقتضاه وستقرئ مواقف حلفاء «القومي» اليوم. وإنْ كانت بعض المعلومات سرّبت قبل وصول الوفد أنّ الكتلة القومية ستودع موقفها لدى رئيس الجمهورية. هذا ما حصل. وأكد حردان ل أننا أودعنا موقفنا لدى فخامة الرئيس، لافتاً رداً على سؤال عن المشاركة في الحكومة، إلى أنّ هذا الأمر متروك للنقاش ولما سيُعرض على الحزب من حقائب، مشدّداً على «أننا إلى جانب العهد الجديد من أجل استنهاض البلد».

وعلى مقلب حزب البعث، أبلغ النائب عاصم قانصوه الصحافيين أنه والنائب قاسم هاشم لن يسمّيا الحريري، قبل اجتماعهما مع الرئيس. الأمر الذي تمّ تفسيره كدلالة على الموقف السوري من الحريري، وإنْ كان أبو جاسم حاول انتزاع تشكيك الصحافيين بصدق تصويت «البعث» للعماد عون في جلسة الاثنين الماضي، بقوله: مين حليف سورية؟ العماد عون، مين حليف الرئيس الأسد؟ العماد عون… هذا يؤكد أنّ صوتَنا ذهب لصالح الجنرال. تبريره ودعابته، استدعيا من زميله البعثي التعليق ممازحاً «ما يكون أبو جاسم ميريام كلينك حتى ملتفّين حوله».

أما رئيس كتلة نواب وحدة الجبل النائب طلال أرسلان فحضر وحيداً، النائب ناجي غايوس انضمّ الى صفوف نواب التيار الوطني الحر، والنائب بلال فرحات سيحضر اليوم إلى جانب الوفاء للمقاومة. تسمية «المير» للحريري، لا تباين عليها مع التيار البرتقالي لكن، لكلٍّ طريقته. في المقابل لا ينسجم تكليفه الحريري مع موقف المقاومة. وأكد أرسلان أنّ موقفه نابع من اتفاق العماد عون والتيار الوطني من جهة والرئيس الحريري من جهة أخرى. الأغلبية النيابية وفق «المير» لم ترغب بالخرق لكي لا يُقال إنها لا تريد الوفاق في البلد، بغضّ النظر عن الاختلاف في المواقف الاستراتيجية مع الشيخ سعد. لم يأت رئيس الحزب الديمقراطي على المشاركة بالحكومة المرتقب تشكيلها، وإنْ كان البعض غمز من قناة تنسيقه ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لنيل حصة وزارية درزية.

وقريباً «بذوب الثلج وببان المرج»!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة