لم يقتصر نهج إيران في ترسيخ طائفيتها المذهبية على المكر السياسي والحشد العسكري، بل تعدت ثورة الملالي لتكسر حواجز ما قام عليه العرف وشاعت عليه العادة والكياسة وتتخطى كل قيم الروح الرياضية التي تتمثل في حماسة الألعاب الجماعية لتذكي شرر الطائفية المقيتة، وتشعلها جحيما في تصدير الفكر المنحرف والمتطرف في المضامير الرياضية والحلبات السياسية وميادين المعارك وجبهات القتال.
ولا تشي العقوبات التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على إيران إلا بحقيقة النهج الذي تسلكه ثورة الملالي والقائم على تأجيج نيران الطائفية المذهبية من أجل تنفيذ مشروعها وغلغلة سرطان "الفكر" الملالي في جسد المنطقة.
ومن الملاحظ أن طهران تستهدف البلدان المجاورة عبر أذرع موالية لها عقائديا، وهو ما يجعل استراتيجيتها قائمة على الطائفية المذهبية كنقطة ارتكاز لكل تحركاتها من أجل حشد الأقليات لتنفيذ مشروعها بالسيطرة على مقدرات هذه المنطقة العربية.
فمن خلال دعم إيران للقوى السياسية الشيعية في العراق وإمدادها بالعتاد العسكري والتدريب لتكوين ميليشيات مذهبية، دخل العراق في دوامة عنف مستمرة وحالة مزمنة من عدم الاستقرار السياسي، واندلعت حرب أهلية عام 2007 اتخذت طابعا طائفيا.
واليوم، تقف إيران خلف ميليشيات الحشد الشعبي التي ترتكب انتهاكات بحق أهالي المدن ذات الأغلبية السنية، وهو ما يزيد التوتر الطائفي في هذا البلد الذي هلهلته الحروب.
وفي لبنان، تدعم إيران حزب الله منذ إنشاءه عام 1982، وتمده بالسلاح، وهو الحزب الذي يمثل الوكيل العسكري الأبرز للنظام الإيراني في المنطقة، وهو طرف في صراع داخلي مزمن في لبنان، وحرب أهلية على الجانب السوري من الحدود.
أما في سوريا، كان للإيرانيين الدور الرئيسي في دعم ومساندة نظام الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين، مستخدمة أيضا في ذلك حزب الله، وهو ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 300 ألف سوري وتشريد عشرة ملايين آخرين في الداخل والخارج.
ويرى كثير من المراقبين أن طهران لعبت دورا كبير في تأجيج الأزمة السورية ومنع الوصول إلى حل سياسي قد يقضي على نفوذها في هذا البلد العربي.
وجاءت اليمن كأحدث حلقة في مسلسل التمدد الإيراني، حيث تدعم إيران جماعة الحوثي التي نفذت انقلابا مسلحا على سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي في سبتمبر عام 2014، لتدخل البلاد في دوامة من العنف قبل انطلاق عملية عسكرية عربية بقيادة السعودية لدحر التمرد ودعم السلطة الشرعية ودفع الحوثيين والقوات الموالية لهم إلى مائدة التفاوض.
وتلعب إيران على حبال الأنشطة الإرهابية لخلط الأوراق واستخدامها لصالحها، لتبقي حالة عدم الاستقرار في المنطقة بإثارة النعرات الدينية والطائفية، التي تعتبرها ورقة "فرق تسد" الرابحة، وتجر المنطقة برمتها إلى أتون الحروب الأهلية والصراعات وتضربها وتحاصرها أمنيا واقتصاديا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News