ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة استهلها بالحديث عن "الذكرى السنوية لمجزرة البرج البراجنة على أيدي الإرهابيين التكفيريين".
وقال:"عام مضى على الجريمة التي ارتكبها الإرهاب التكفيري في برج البراجنة، ليس في سبيل تحرير فلسطين، إنما لمن نذر نفسه لتحرير القدس، والانتقام من الصهيونية عدو الله وعدو الإنسان، بما فيهم العرب والمسلمين. كل ذلك، وسط فتنة حولت التكفير ورقة قتل وسفك دماء بيد أعداء الأمة، لا لأن الله يريد ذلك، بل لأن القلوب المتوحشة لا يشبعها إلا قتل العباد وهدم المساجد وذبح المصلين، وسط صمت رهيب عن الحق، وتواطؤ مريب وإصرار غريب على استمرار معركة التبعية للغرب والمال القذر، لأن القضية عندهم أصبحت "كيف يرضى الغرب" وليست "كيف يرضى الله". عام مضى والدم ما زال فوارا، والمعارك على ضراوتها، والمشروع الذي ألبس ثوب المطالب الشعبية ما زال يجتر الموت والفظاعة، بدعم إقليمي ودولي يريد لشرقنا الأوسط أن يحترق، ولأمتنا أن تتمزق، ولبلداننا أن تنهار، ولا يبدو في الأفق من حلول أو تسويات، لاسيما في ظل رئيس أميركي جديد يدفع من خلال شعاراته وتصريحاته نحو التسخين، ويرفع من سقف الأزمات".
وتطرق قبلان إلى الوضع في لبنان فقال:"بعد التوافق بين اللبنانيين والتفاهم على انتخاب الرئيس نأمل أن يعمد الجميع إلى الإفادة من هذا المناخ الإيجابي والتعاون في ما بينهم على إتمام عملية تأليف الحكومة بأسرع وقت بعيدا عن منطق تقاسم الحصص وتوزيع المغانم ووفق التوازنات المعروفة لدى الجميع والتي ليست بحاجة إلى شروحات، فمبدأ الشراكة واضح، كذلك حال الأحجام الذي على أساسه ينبغي أن تتم عملية تشكيل السلطة، التي نصر على أن تكون تشاركية بين الجميع، كي تكون الانطلاقة واثقة وعلى قدر تطلعات الناس وآمالهم بعهد، نريده أن يكون عهد دولة كل لبنان ومن أجل كل اللبنانيين، الذين سئموا كل هذه الانقسامات وكل هذه الصراعات وكل هذه النزاعات التي كادت أن تلغي الدولة وتعمم الفوضى وتقيم المزارع والكانتونات الطائفية والمذهبية".
وشدد "على أهمية تكثيف الجهود وتذليل العقبات والعراقيل وتقديم كل التنازلات والتسهيلات اللازمة من أجل حكومة وطنية إسما ومضمونا، وبيان وزاري يأخذ في أولوياته قضايا الناس وتأمين حاجاتهم التي لم تعد تحتمل المزيد، فالأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية لامست الحدود الخطرة، ولا يجوز أن نستمر في لعبة التجاذب وشد الحبال من أجل منصب من هنا أو مكسب من هناك، لاسيما في هذه الظروف التي تشهد تحولات دولية وإقليمية لا نعلم مدى انعكاساتها وتأثيراتها على الأوضاع في المنطقة وبخاصة على لبنان مما يستدعي الإسراع في بناء البيت الداخلي وتدعيمه وذلك بتأكيد وترسيخ الثوابت وتعزيز الاستقرار الأمني والسياسي والعمل معا على قيام الدولة القوية التي تحاسب وتكافئ".
وأشار قبلان إلى "أن الدولة القوية والقادرة لا يمكن لها أن تبصر النور إلا بإقرار قانون انتخابي قائم على النسبية، وقادر على كسر هذا الطوق الطائفي، وعلى فتح الطريق أمام انصهار وطني حقيقي يليق بشعب قاوم وضحى، وبوطن يستحق أن يكون واحة أمن وسلام، تتلاقى فيه كل الثقافات وتتفاعل من أجل إنسانية تعم الجميع".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News