مختارات

الاثنين 14 تشرين الثاني 2016 - 07:22 الديار

تساؤلات اسرائيلية الى ترامب

تساؤلات اسرائيلية الى ترامب

على عكس الاوروبيين الذي عبروا بالعلن، عن خيبة الامل من نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية ووصول دونالد ترامب الى البيت الابيض، وسط حال من الشكوك والقلق صدرت عن اكثر من مسؤول اوروبي، فان الاسرائيليين تستروا على حالة القلق التي انتابتهم من وصول «انقلابي» وعد بالاطاحة بالسياسات الخارجية الاميركية، وهو امر غير المرغوب به اسرائيليا، وان كانوا قد غلّفوا موقفهم بالايجابية «المفرطة» والترحيب، اُدرجت في خانة التعامل مع المصلحة الاسرائيلية، سيما انهم خارجون من كباش طويل مع الادارة الاميركية الحالية التي يقودها باراك اوباما، الذي ينظر اليه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو كعدو شخصي.

ويبرز في المشهد الاسرائيلي، تساؤلات حول كيفية تعاطي ادارة ترامب بملفات المنطقة، وسط تساؤلات الاجابة عنها ستكون مستحيلة راهنا .. هل سينسف مبادرة السلام الفرنسية؟، ويقود صراعاً متصلبا ضد «الإرهاب»؟، يبدو أن قواعد اللعبة التي ينتهجها ترامب تُكتب من جديد في كل يوم، لكن لا احد يتغافل عن حقيقة أن سوريا ستتأثر بشكل أكيد بسبب العلاقة الغريبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب، هناك من يقول إنه يدور الحديث عن صداقة وهناك مَن يسميها «شراكة» مصالح، لكن الأكيد هو أنه يوجد في الحكومة الإسرائيلية فضوليون يرغبون بمعرفة فيما إذا كانت هذه العلاقة ستنتج تدخلا عسكريا أكبر في سوريا، وفي رأي صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية. في تل أبيب ينتظرون بصبر نافد الأيام المقبلة، مع الدخول الرسمي في فترة التسلم والتسليم بين أوباما وترامب.

بدأ المنظرون والمحللون الاسرائيليون يبنون رهاناتهم المستقبلية في التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة، على الخطابات الانتخابية التي حفلت بها المعركة الانتخابية الاميركية الحامية الوطيس التي اتسمت بالطابع الفضائحي، بخاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والعلاقة التاريخية بين الكيان الاسرائيلي والادارات الاميركية المتعاقبة، فالملفات المتربطة بالقضية الفلسطينية، حضرت بقوة في الحملات الانتخابية الاميركية لمعظم الرؤساء الذي لم يحيدوا، بعد وصولهم الى البيت الابيض، عن الحدود المرسومة للمناورة في ملفات، لا يشعر الاميركيون فيها ان هناك ضرورة لاحداث تغييرات جوهرية في مسار الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وان سعى بعض الدوائر على التسويق لـ «الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي».

ويرى المعلق الأمني في صحيفة «معاريف» الصهيونية يوسي ميلمان في انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة أنه مع كل الفوارق بين الزعماء والأوضاع في البلدان المختلفة، فإن القاسم المشترك بينهم هو الخطاب الحماسي، القومي المتطرف، والذي يختلط بحقن دينية وكراهية الاخر والتحريض ضد الاجانب، و«خلق» اعداء حقيقيين أو وهميين من الداخل ومن الخارج، من هذه الناحية نتنياهو هو فنان، فقد كان الزعيم الغربي الأول، منذ انتخابه في 1996، الذي لاحظ كراهية الكثيرين في المجتمع تجاه النخب ووسائل الاعلام التقليدية، استخدمها كأداة سياسية واستغل مخاوف الضعفاء والفقراء في بلدان المحيط. ليس مهما على الاطلاق أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مثل ترامب، هما نتاج لتلك النخب وترعرعوا في بيت عائلات ذات ثراء وامتيازات. ويقول : لم يسارع نتنياهو لتهنئة ترامب فقط ، بل للفرح أيضًا، فهو يرى بالرئيس المنصرف باراك اوباما عدوا، على الرغم من سجلّ دعمه الدبلوماسي الذي لا ينقطع لاسرائيل، والتعاون الاستخباري والمساعدات الامنية السخية التي لا مثيل لها، لنتنياهو ووزرائه في اليمين توقعات عالية من الرئيس المنتخب.

ماذا عن روسيا في سوريا ؟.. الملف النووي الايراني؟.. المستوطنات ؟
لكن المحلل الصهيوني يرى انه لا يزال سابقًا لأوانه بالنسبة الى نتنياهو ووزرائه أن ينطلقوا في حفلات النصر، فترامب هو شخص غير متوقع، ويمكن لهذه الميزة أن تدفعه لأن يدير الظهر لاسرائيل، كرجل اعمال يؤمن بأنه لا توجد وجبات مجانية، وهو يمكن أن يتساءل لماذا تتلقى اسرائيل المساعدة الخارجية الاميركية الاكبر، وتبلغ 3.8 مليارات دولار في السنة، وهذا السخاء هل بالفعل هو استثمار حكيم يعطي الثمار للمصالح الاميركية. من شأن الرئيس المنتخب أيضًا الا ينسى لنتنياهو رفضه السماح لترامب، زيارته الى اسرائيل في بداية حملته الانتخابية واللقاء به، ولكن فوق كل شيء يسجل ضد ترامب حقيقة أنه عديم التجربة في الشؤون العالمية بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص. فالمنطقة ليست على رأس اهتمامه، وسيمر وقت طويل الى أن يعين مستشاريه للموضوع ويحاول الاطلاع على تعقيدات المشاكل في المنطقة. حتى ذلك الحين، اذا كان هذا سيحصل، فإن التعاون الأمني والاستخباري الوثيق بين الدولتين سيستمر دون أيّ عراقيل. ولكن ماذا اذا؟ وهذه «اذا» كبيرة، حاول ترامب رغم المصاعب تحقيق تصريحات الانتخابية بشأن الاسرائيليين بشكل خاص، وبلورة سياسة موحدة في الشرق الاوسط، فهذا شأنه أن يجعله يجد نفسه على مسار صدام غير مسبوق مع كل الدول العربية ومع ايران، بحسب الظاهر يبدو ذلك مخاطرة كبيرة جدًا وكمهمة متعذرة.

اما القناة العاشرة في تلفزيون العدو فذكّرت في تقرير لها ، بأن الحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة، دولاند ترامب، كانت حافلة بتصريحات مؤيدة لإسرائيل، وعلى الرغم من ذلك، يبدو أنهم في القدس (المحتلة) كانوا يفضلون رؤية هيلاري كلينتون في البيت الأبيض، بسبب مواقفها وشخصيتها الأكثر توقعًا، ويبدو أن التحول الحقيقي في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، في ضوء الانتخاب المفاجئ ، هو تنصيب نيوت جينجريتش في منصب وزير خارجية ترامب، حيث يعتبر يمينيا أكثر من نتنياهو نفسه. مشيرا الى أن نتنياهو الذي اعتاد تصريحات قاسية من قبل البيت الأبيض تدين البناء في المستوطنات وعدم التقدم في المفاوضات، يمكنه في سيناريو كهذا أن يجلس مرتاحًا. لكن حتى الان ، من غير الواضح ماذا سيفعل ترامب في الشرق الأوسط، إذا أعطى لبوتين يدا حرة بكل ما يتعلق بالقتال في سوريا، فإن ذلك لن يكون جيدًا للكيان الإسرائيلي، وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني فإن سياسات الرئيس الجديد غير واضحة، وفي الحالتين، يبدو أنَّ نتنياهو سيضطر الى الانتظار لرؤية كيف ستدار العلاقات ما بعد تصريحات الحملة الانتخابية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة