ليس هناك عقد في التمثيل الطائفي في حكومة الرئيس سعد الحريري العتيدة الا عقدة التمثيل المسيحي، اذ بات واضحاً ان الخمسة عشر وزيراً، اذا ما كانت الحكومة ثلاثينية، لا يلبوّن مطالب القوى المسيحية على اختلافها، فمن المطالبة بحصة رئيس الجمهورية، الى جانب حصة التيار الوطني الحر الى المطالب القواتية المرتفعة السقف الى الكتائب والمردة، والتمثيل الارمني، والمستقلين في فريق 14 اذار، الى مطالبة الرئيس سعد الحريري بحصة للاعضاء المسيحيين، من كتلته وهم عدد غير قليل. كل هذه المطالب تتجاوز العدد، هذا في وقت كان فيه الحزب السوري القومي الاجتماعي يطالب بوزير ارثوذكسي، او ماروني.
مصادر مواكبة لعملية التأليف تجمع ان المشكلة في التمثيل الوزاري المسيحي، اذ ان الآخرين حسموا تمثيلهم وحتى الاسماء، فيما التمثيل الدرزي لم يحسم كلياً، وهناك اتفاق جنبلاطي - ارسلاني، لكن يبدو ان التيارات والشخصيات الدرزية الاخرى تسعى للانضمام الى هذه الحكومة.
واكدت المصادر ان عمر هذه الحكومة طويل، ويبدو ان التسوية من بدايتها تضمنت تأجيل الانتخابات النيابية سنة على الاقل ، وذلك بطلب من الرئيس سعد الحريري، لترتيب بيته السني الداخلي. من هنا يمكن تلمس قبوله بوجود المعارضة السنية المعتدلة والصديقة له مثال الوزيرين السابقين فيصل كرامي وعبد الرحيم مراد. لذلك فأن كل الاطراف تتمسك بمطالبها ذات السقوف العالية، لاعتقادها شبه المؤكد، ان الحكومة باقية وان الانتخابات، لن تجري في موعدها، وبالتالي لماذا يتنازل الجميع، وتؤكد المصادر ان الرئيس نبيه بري هذه المرة رفض اعطاء اي حصة لأي تيار في 8 اذار من حصة الطائفة الشيعية، وبالتالي، سوف يمثل حزب الكتائب بوزير وكذلك المردة بوزير واحد، والارمن بثلاثة، يبقى عشر وزارات سيجري توزيعها، على باقي التيارات بين التيار والقوات والمستقلين والمقربين.
الصيغة التي وصل لها الرئيس ميشال عون مع الرئيس الحريري، هو ضرورة تنازل الافرقاء عن الاعداد الوزارية، كما تقول المصادر، اولاً لأنها لا تتلاءم مع تمثيلهم النيابي وحجمهم الشعبي، وثانياً لتيسير تشكيل الحكومة، هذا عدا عن قضية الوزارات السيادية التي تطالب بها القوى الحزبية والسياسية، وايضا تطالب قوى اخرى بوزارات خدماتية «حرزانة» اي ان الجميع، يعمل على تمتين حصته الوزارية لتكون سبيله في الخدمات الانتخابية.
واشارت المصادر الى ان القضية باتت محصورة بخلاف الحلفاء، مع فارق ان كل فريق، يرى ان حليفه قريب من الاقتناع، بالتنازل للآخر، لكن حقيقة الامور كما يراها آخرون، انها ليست في هذا السياق، كون كل فريق مسيحي يريد ان يقول «الامر لي» في الساحة المسيحية، فيما يجب التوقف عند نقطة مسيحية هامة، وهي ان الطرف الارمني يرفض، ان يمس بحصته اي فريق من الافرقاء على الساحة المسيحية، وهذه النقطة محور خلاف يبدو انها باتت قريبة على طريق الحل، لأن كل القوى المسيحية تريد ارضاء الارمن قبيل الانتخابات النيابية (ان جرت في موعدها).
الواضح ايضاً بالنسبة لفريق 8 اذار اذا صحت التسمية، ان الحريري، بات يعي العقد واين تكمن، لذلك هو لا يفتح ابواب التهم السياسية، لاي من حلفائه، لأنه لا يريد فتح معارك سياسية، لكنه بات يعلم منذ اليوم، انه سيواجه معارضات واشكاليات في المستقبل من حلفائه اكثر من حلفاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. الا ان الاهم اليوم وفق هذه المصادر، هو انكشاف المعرقلين امام عون والحريري، وه بالتحديد من الفريق المسيحي الذي طالما اتهم حزب الله والرئيس نبيه بري بالعرقلة، وهو نفس الفريق الذي جاء بعد سنتين ونصف السنة، وتبنى ترشيح العماد عون، فكان هناك رئيس للجمهورية في لبنان، ها هو اليوم يعرقل عمل سعد الحريري في تشكيل الحكومة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News