ترمي كريستين شويري في كتابها "الحب المحرّم والمُتَخَيَّل" بالقارئ في أفعوانية الشغف والشهوة، وتدفعه من على سكة المنطق نحو متاهة العواطف البشرية.
مقاربة مفهوم الحب تتحقق في قالب متفلّت من أية حدود أو موانع، يتحدّى مفاهيم "الصح"، "المنطقي"، و"المقبول" ويضع واحدها (المفاهيم) في مواجهة الآخر. الإيقاع حرٌ بقدر نضج الراقصين؛ وهو مشّوق بقدر إختلال التوازن بين اللذة والخوف. الخوف من جنوح العاطفة نحو اللامنطق، ومن عقلنة العاطفة إلى حد الغرور. الخوف من عامل الوقت، من تقاليد المجتمع.
هو نوع من الإنزلاق المتعمد، لا بل المرغوب، نحو منطقة قد لا يوليها وصفها بالمجهول حقّها. فالحالة العاطفية لا تتحوّل شغفاً إلّا بتأثير عامل المعاناة الذي تُغرق الشخصية الرئيسية (المرأة) فيه نفسها طوعاً.
الإنتقال بين الواقع والعالم المُتخيّل، والمعبّر عنه بشخصيّتي المرأة الناضجة والشاب المراهق، متعدد السرعات. فهو staccato وسريع تتداخل فيه حدود العالمين، إلى حد إختفاء الخيط الرفيع الذي يفصل بينهما؛ هذا التداخل يتحقق أيضاَ بين القارئ والكاتبة: فبقدر ما أن التعبير عن عاطفة ما هو نتيجة لتجربة شخصية، بقدر ما يعجز القارئ عن التمييز بين الواقع والمتخيّل في هذه التجربة.
الإنتقال بين الواقع والعالم المُتخيّل هو أيضاً rallentando يرخي بثقلٍ على صدر القارىء إلى حد التسبب بالإختناق. وتشكل العلاقة بين هذين العالمين تحدّياً للتوازن، الذي يبحث عنه كل شخص، بين صورة الشريك (المثالية) وحقيقته غير المعصومة. لا توازن مصطنع بين الجميلة والوحش في صورة المرأة – ذات الحياء؛ المُشَهْونَة؛ الشغوفة– بل واقعيّة تتحدى الصورة النمطية المثالية (الجميلة) التي يرسمها الرجل للمرأة في عقله؛ كذلك الصورة (الوحش) التي تجهد المرأة لإخفائها أثناء طقوس الإغواء.
حسناً، قد يكون ما ورد ذكره مجموعة كلمات منمّقة لا غير، أو في أحسن الأحوال ضرب من ضروب الضياع أو عدم الإلمام بمضمون أي من هذه التعابير. الثابت أن ما بعد الكتاب ليس كما قبله؛ وهو أمر لن يفهمه كثر.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News