لم يتعلم المسؤولون في لبنان، من عدوهم الاسرائيلي كيف يمكن حماية الثروات الطبيعية من نفط وغاز، بل الى اليوم لم يتفقوا على استخراج الغاز مع ان كل المعلومات تشير الى انهم توافقواعلى تقاسم حصصهم التي سوف تجعل من معظمهم «ملياردارية بمواصفات عالمية» فالعدو الاسرائيلي ليس فقط سيبدأ باستخراج الغاز، وانه ابرم العقود مع دول المنطقة لتصدير الغاز اليها، بل ذهب بنيامين نتنياهو الى انجيلا ميركل، المستشارة الالمانية، ليشتري منها ثلاث غواصات لحماية طوافات الغاز في البحر، فيما «جماعة علي بابا» في لبنان ما يزالون مختلفين على استخراج هذه الثروة الوطنية التي ان وصلت اموالها الى الخزينة العامة قد تساهم في تخفيف المديونية وتحسين اوضاع اللبنانين.
وهناك نقاش حول صفقة الغواصات «الدولفين» الالمانية اذ تثار الشبهات حولها مع الاشارة الى انها غواصات هجومية، اي من الممكن استخدامها في الحروب التي تشنها تل ابيب على شعوب المنطقة .
في هذا الصدد كتب الاليكس فيشمان في صحيفة «يديعوت احرونوت» حول هذا الموضوع الحيوي بالنسبة للكيان الاسرائيلي فقال: قضية شراء الغواصات الالمانية الثلاث تطرح تساؤلات وأسئلة لاذعة حول سلوك رئيس الوزراء ورجاله. ويمكن التخمين بأنه إذا ما فتح ذات مرة تحقيق في الموضوع، فسيسر وزير الدفاع السابق، موشيه يعلون، أن يدلي بشهادته.
وحسب مصادر في وزارة الدفاع وفي الجيش الإسرائيلي، فإن المرة الاولى التي تبين فيها لجهاز الامن أن في نية رئيس الوزراء أن يشتري من المانيا ثلاث غواصات اخرى لسلاح البحرية كانت في النصف الثاني من العام 2015.
واضاف فيشمان في ذاك الوقت جرى بحث بين جهاز الامن ومجلس الامن القومي حول عناصر خطة العمل متعددة السنين «جدعون». في الخطة التي تقدم بها في حينه الجيش الإسرائيلي ظهرت توصية بشطب غواصة دولفين واحدة من حجم القوات بعد وصول غواصة جديدة ـ الاخيرة في الصفقة الحالية مع المانيا ـ في 2019، ورقة العمل التي تقدم بها في حينه من كان رئيس قيادة الامن القومي، يوسي كوهين، تبين أن تعليمات العمل التي وجهها رئيس الوزراء لقيادة الامن القومي وجهاز الامن كانت للتزود بثلاث غواصات اخرى. أي زيادة الحجم العام للغواصات لدى الجيش الإسرائيلي إلى تسع غواصات.
وتابع فيشمان : ولكن وزير الدفاع في حينه، موشيه يعلون، رفض الفكرة رفضا باتا ودار جدال عنيف بينه وبين رئيس الوزراء في مسألة شراء الغواصات الاضافية. رئيس الوزراء من جهته وبخ جهاز الامن على نيته اخراج غواصة من حجم القوات. في تلك المرحلة ايضا فحص يعلون مع الجيش الإسرائيلي امكانية أن تكون جهة من الجهات ذات الصلة لخطة جدعون قد عملت ببراءة مع مجلس الامن القومي وقدمت فتوى مهنية ايجابية لخطة شراء الغواصات الاضافية، واشار الى انه جرى فحص الموضوع في مكتب رئيس الاركان، في قيادة سلاح البحرية وفي شعبة التخطيط: في المكاتب الثلاثة لم يكن لأحد أي فكرة عن صفقة الغواصات الجديدة، أحد لم يطلب اليه تقديم فتوى، خطة او طلب عملياتي.
نجح وزير الدفاع في حينه في اقناع رئيس الوزراء يقول فيشمان، ولكن على أي حال ليست هذه صفقة ستتحقق في السنوات الخمس القريبة، وعليه فقد اتفق بينهما أن يتوصل نتنياهو مع الالمان إلى اتفاق مبدئي فقط على امكانية شراء ثلاث غواصات في المستقبل تحل محل الغواصات التي تخرج من الخدمة كما أوضح وزير الدفاع في حينه انه لا يمكن أن نتوقع اليوم ماذا ستكون الاحتياجات والتكنولوجيات التي سيضطر اليها سلاح البحرية بعد عقد. وعليه، فمن المجدي التوقيع على مذكرة تفاهم مبدئية ولكن دون النزول إلى التفاصيل.
وكشف فيشمان انه في منتصف شباط الماضي، عشية سفر نتنياهو لزيارة المانيا علم مكتب يعلون، بالصدفة تماما، بأن رئيس الوزراء يعتزم التوقيع في هذه الرحلة على شراء ثلاث غواصات اخرى والاتفاق على جدول زمني محدد، وهذا حصل دون التشاور مع وزارة الدفاع أو مع الجيش الإسرائيلي. فلم تكن لدى رئيس الوزراء في تلك الرحلة أي ورقة عمل عن نوع الغواصات أو حجم التسليح.
وقال الكاتب الصهيوني في اعقاب ذلك نشبت مرة اخرى مواجهة خطرة بين يعلون ونتنياهو، في اثنائها ادعى رئيس الوزراء بأن هناك احتمالا بأن تخسر المستشارة انجيلا ميركيل في الانتخابات وبالتالي ليس مؤكدا أن يكون ممكنا الحصول من المانيا على ثلاث غواصات اخرى بثمن جذاب كهذا. في ختام الجدال خرج رئيس الوزراء إلى المانيا ووقع فقط على مذكرة تفاهم، مثلما اتفق مسبقا. في مذكرة التفاهم يتعهد الالمان ببيع الغواصات بثمن خاص، أما إسرائيل فتتعهد بشرائها. من هذه اللحظة لاحقا ظهر تدهور في شبكة العلاقات بين وزير الدفاع ورئيس الوزراء. وقد تفاقم هذا ايضا بسبب خلافات قيمية حول منح اسناد لضباط الجيش الإسرائيلي وقضية اليئور أزاريا. وأدى سلوك نتنياهو في النهاية بيعلون ـ بعد ثلاثة اشهر من ذلك ـ إلى الاستقالة.
واشارت الصحيفة الى ان العلاقة بين ديوان رئيس الوزراء وحوض السفن الالماني في كيل اثار شبهات شديدة قبل نحو ثلاث سنوات حين اصدرت وزارة الدفاع عطاء دوليا لبناء أربع سفن لحماية طوافات الغاز. وأصر رئيس الوزراء على عقد الصفقة في المانيا بدعوى أن الالمان يقدمون لنا تنزيلات. ولكن كانت لوزارة الدفاع مشكلة مع حوض السفن الالماني لأن الالمان رفعوا بداية السعر ـ وفقط بعد ذلك قدموا التنزيلات. في نهاية المطاف فعل الضغط الذي مارسه نتنياهو فعله وعقدت الصفقة.
وفي شأن الصفقة تابعت «يديعوت احرونوت» لماذا ضغط نتنياهو لعقد صفقة الغواصات مع المانيا منذ الان، بينما هذه صفقة ستتم على أي حال بعد عقد، على الاقل؟ لماذا تجاوز رئيس الوزراء كل الجهات المهنية ـ سلاح البحرية، شعبة التخطيط ووزارة الدفاع ـ واتخذ القرار بناء على رأيه نفسه لالزام الدولة بشراء سلاح هو الاعلى ثمنا الذي تشتريه إسرائيل في أي وقت من الاوقات؟ لماذا أخفى عن جهاز الامن نيته التوقيع على اتفاق شراء الغواصات في رحلته إلى المانيا؟ ولماذا اصر على الغاء العطاء الدولي لشراء السفن لحماية طوافات الغاز بينما اصر على تنفيذ الصفقة الاخرى مع حوض السفن الالماني؟
وختمت الصحيفة وكاتبها رئيس الوزراء وقيادة الامن القومي يدعيان بأنه جرت دراسة مفصلة حول الحاجة إلى شراء ثلاث غواصات اضافية. ولكن في الجيش الإسرائيلي، في سلاح البحرية وفي شعبة التخطيط لم تعد مثل هذه الدراسة. فاذا كانت تمت في مكان ما، فهذا فقط وحصريا في مجلس الامن القومي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News