افتتح المعهد الوطني للادارة الدورة التدريبية الخاصة للملحقين المتمرنين في السلك الخارجي في ملاك وزارة الخارجية والمغتربين، برعاية وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل.
وقال: "نلتقي اليوم، عشية الاحتفال بالذكرى الثالثة والسبعين لاستقلال لبنان، عيد يعود إلينا بحال تعطشنا إليها، نحتفل به وقد عادت الحياة لتتدفق في شرايين مؤسسات الدولة مع انتخاب رئيس يجسد مسارا ديموقراطيا وطنيا بحتا. رئيس يساهم في انتظام عمل مؤسسات ضربها الشلل، ويعيد الأمل إلى مجتمع كاد يستسلم لأمر واقع متهالك".
اضاف: "نلتقي اليوم، في المعهد الوطني للادارة، لمناسبة انطلاق الدورة التدريبية الخاصة بدفعة الدبلوماسيين الذين التحقوا بوزارة الخارجية والمغتربين، نتيجة مباراة تميزت بشفافيتها وبكفاءة المتبارين، مما أتاح للدفعة الجديدة أن تكون أكبر دفعة تدخل مرة واحدة إلى الجسم الدبلوماسي منذ استقلال لبنان".
وتابع: "التحية اليوم هي لكل من ساهم في بناء الصرح الدبلوماسي اللبناني، والتحية اليوم لكل من سيساهم في تحصين هذا الصرح وجعله مستقلا أكثر ليحمل رسالة لبنان الى دول العالم. التحية لمن سبقنا وأسس وبنى، وتحية لكم أنتم الدبلوماسيون الجدد لدوركم الآتي. نتوجه بالشكر إلى القيمين على المعهد الوطني للإدارة، لمساهمتهم في نهضة القطاع العام، ونشكره على استضافته هذه الدورة التي ستزودكم بالأدوات اللازمة لتمكينكم من تحمل مسؤولياتكم غدا".
وقال: "ايها الدبلوماسيات والدبلوماسيون، إن السياسة الخارجية هي حاجة في كل دولة: فهي أداة لإيصال الرسائل والمواقف، وهي وسيلة للتحاور والتوافق، وقناة لنقل وجهات النظر الأجنبية ولرصد مصالح الأصدقاء والحلفاء والأعداء. كما أن السياسة الخارجية هي لازمة لتأكيد شرعية الدول، وهي رافعة للجهود الهادفة إلى تحقيق المصالح الوطنية، ولا بد من أن تتبلور استنادا إلى مقاربة علمية تقوم على جوانب ثلاثة:
1- التمسك بالثوابت: الجانب الأول ثابت، يشمل القيم والمبادئ الراسخة، التي هي بمثابة منبع ونقطة انطلاق لأي سياسة خارجية، ولأي حركة دبلوماسية، والتي لا يمكن المساومة عليها.
2- الدقة في متابعة المتغيرات والتفاعل معها: الجانب الثاني متحول كونه تفاعلي: هو ضرورة في عالمنا المتحول، ويتمثل في قراءة الأحداث ومتابعتها، بشكل يخولنا التعامل مع التحديات لتذليلها والتعامل الفرص لالتقاطها.
3 -تمكين وزارة الخارجية والمغتربين كمؤسسة فاعلة: أما الجانب الثالث فهو المؤسسة وهي وزارة الخارجية والمغتربين، التي تلعب دور المعد والمنفذ للسياسة الخارجية لمصلحة الوطن ككل. من دونها لن يكتب لأي سياسة خارجية أن تنجح في المحافظة على الثوابت وفي مواجهة التحديات واقتناص الفرص".
وتابع: "في الثوابت: لبنان محصن بدستور يحدد هويتنا العربية ويجسد هوية وطنية عابرة للطوائف، فالتعايش بين مكونات المجتمع اللبناني هو من أغنى الثوابت التي لن نألو جهدا في المحافظة عليها لأن التعددية في لبنان والمناصفة بين مسلميه ومسيحييه هما من أعمدة نظامنا السياسي، وهو ما يميز وطننا عن غيره. كما أن التزام لبنان بمبادئ القانون الدولي- وهو إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة- هو نتيجة تمسكنا بقيم الإنسانية وبمبدأ يقوم على تغليب فكر السلم والسلام على منطق العنف والحروب".
وقال: "ولعل التزامنا بالقوانين الدولية هو ما يميزنا عن نظام عنصري، يتجاهل أبسط قواعد الإنسانية، نظام لا يزال يحتل أرضنا وينتهك سيادتنا ويهدد أمننا وسلامة أبنائنا ويضطهد إخوتنا في فلسطين ويشردهم. إن مقاومة الاحتلال حتى بسط سيادتنا على كافة أراضينا، بما في ذلك على مياهنا الإقليمية، هي حق ثابت كرسته شرعة الأمم. أما الثابتة الأهم فهي، في نظرنا، ضرورة أن تكون السياسة الخارجية اللبنانية عامل إنصهار يتكفل بإبراز القاسم المشترك بين الأفرقاء السياسيين المحليين في المحافل الدولية، ليتكلم لبنان بصوت واحد وليظهر بموقف موحد يزيده قوة. على السياسة الخارجية ألا تكون سببا في خلق توترات داخلية، لا بل عليها أن تكون حافزا جامعا لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News