المحلية

الجمعة 25 تشرين الثاني 2016 - 07:40 البلد

مؤتمر "المستقبل"... قيادات جديدة وتفعيل لهيئة الاشراف والرقابة

مؤتمر "المستقبل"... قيادات جديدة وتفعيل لهيئة الاشراف والرقابة

يعوّل "المستقبليون" على نقلة نوعية للتيار تخرجه من كبوته، وعلى استراحة ملزمة لبعض القيادات الذين سيجبرون على التنحي بعد ان أخفقوا في المرحلة السابقة دون أن يجدوا من يحاسبهم، فتمردوا على نهج الحريري، ما كلّف الشيخ سعد السير في حقل من الالغام "الصديقة". واليوم، يبدو تيار "المستقبل" فخوراً بالانجازات التي حققها على مستوى التحضير للمؤتمر وما سبقه من انتخابات فرعية تمهيدية لاستنهاض ورقة سياسية تشتمل على توصيات سيرفع الحريري بموجبها سقف خطابه ليعود ويتواءم مع رغبة الجمهور السنّي باعادة تثبيت حضور الزعيم الاول.

عندما بدأ "المستقبليون" بالتحضير للمؤتمر العام للتيار، قابل الرأي العام والجمهور الازرق الفكرة بكثير من الاستخفاف وبقليل من الثقة، ولكنّ مرحلة جديدة فتحت باب "المستقبل" مجدداً على مصراعيه بعدما عوّم الرئيس سعد الحريري نفسه برئاسة الحكومة وبدعم معنوي سعودي أعاد له الزخم المفقود، بحيث سيخرج الحريري اولاً منتصراً ليعلن بداية عهد ترتيب بيته الداخلي تحت عنوان مؤتمر المحاسبة، وليطمئن اللبنانيين ثانياُ بولادة حكومة مرتقبة على الرغم من كل العراقيل.

دم جديد
المؤكد انّ المؤتمر سيثمر عن مكتب سياسي جديد، 80 في المئة من أعضائه سيكونون من الوجوه الجديدة، كما أكدّ مصدر مستقبلي مطلع على ترتيبات اليومين المقبلين لانعقاد المؤتمر في الـ26 و27 من الشهر الجاري، مع الاصرار على التكتم على الشخصيات التي سيتم انتخابها لتشكيل الامانة العامة، بحيث سيعيد اعضاء المكتب السياسي انتخاب احمد الحريري، الذي سيخرج بدوره بأمانة عامة جديدة، تكون على قدر تطلعات توصيات الشيخ سعد بضخ دم جديد في التيار المنهك سياسياً ومالياً. والثابت ايضاً خلال يومي المؤتمر هو فوز عضو المكتب السياسي الحالي محمد المراد بالتزكية لمنصب رئيس هيئة الاشراف والرقابة التي كان يشغلها الوزير السابق سمير الجسر. والهيئة التي كانت معطلة معنوياً ومجردة من صلاحياتها باعتراف المستقبليين، سيتم تفعيلها عبر توفير مجموعة من الصلاحيات المتصلة بمبدأي الثواب والعقاب، لتصل حد صلاحية استدعاء الرئيس شخصياً.

التحضيرات اللوجستية
الى ذلك، يضع المعنيون اللمسات الاخيرة على التحضيرات اللوجستية التي تسبق المؤتمر، وقد اكتملت اخيرا باستثناء الشق المتعلق بالوفود المشاركة من دول عربية واجنبية. ويبدأ المؤتمر بالقاء كلمة للرئيس سعد الحريري عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بحضور الوفود والشخصيات السياسية اضافة الى المستقبليين، يستعرض خلالها قراءة تقييمية سريعة لاحوال التيار وذلك منذ المؤتمر التأسيسي الاول الذي انعقد في العام 2009، وما تلا ذلك من احداث سياسية كونت خريطة سياسية عامة تترجم عناوينها خلال المرحلة السياسية الآنية، كما سيقدم استعراضاً سياسياً لوضع التحالفات الحالية، وعلاقة التيار مع المكونات الاخرى على ضوء استكمال التفاوض لتشكيل حكومة جديدة.

تبدأ بعد ذلك أعمال المؤتمر ويحضره ما يقارب 2250 شخصا من الاعضاء من بينهم 1150 شخصا تم انتخابهم خلال الاعمال التمهيدية التي سبقت المؤتمر على مستوى المناطق والمنسقيات، اضافة الى اعضاء مراقبين يشاركون بأعمال المؤتمر عدا عن الترشح والانتخاب. وسيعمل الاعضاء خلال جلسة اولى على مناقشة الورقة السياسية، على ان تستتبع الجلسة الثانية بمناقشة الورقة الاقتصادية والاجتماعية، اضافة الى جلسة ثالثة تتمحور حول الامور التنظيمية. وفي اليوم الثاني، ستبدأ عملية انتخاب 18 عضواً للمكتب السياسي من بين 107 مرشحين يتنافسون على المقاعد، واللافت وجود عدد كبير من المرشحين الشباب اضافة الى مجموعة من السيدات.

فيتو
يلي انتخاب الاعضاء انتخاب الرئيس اضافة الى انتخاب رئيس هيئة الاشراف والرقابة التي ستكون من نصيب محمد المراد بالتزكية، ليعود بعدها الحريري ويسمي مباشرة اسماء 10 اشخاص للمكتب السياسي بحيث يصبح الرقم الاخير 29 عضواً اضافة الى الحريري نفسه. وبحسب المصدر فانّ العنوان الابرز للمؤتمر سيكون "الديموقراطية وعدم خوض انتخابات معلبة"، اضافة الى "عدم وضع فيتو على اسم اي شخص خلافاً لما يتم تداوله". الى ذلك، فانّ عملية فرز الاصوات ستكون الكترونية، ما يضمن صدور النتائج خلال أقل من ساعة، ستنتج قيادات جديدة وفكرا جديدا سيعمل به التيار.

كما يشدد المصدر، الذي يتحدث عن تجربة احمد الحريري، معتبراً انّ الاخير حاول العمل بشتى الوسائل لتطبيق فكر سياسي متجدد في التيار غير انّه اصطدم بعراقيل عدة منعته من تحقيق تطلعاته، ما اضطره على الانفتاح على الجماهير بشكل اوسع، "اليوم نحن خضعنا الى امتحان صعب وذلك في ظل غياب الرئيس الحريري، ولا يوجد حزب يستطيع التغلب على تلك المشاكل كما فعلنا... قلنا انّه يوجد اخطاء كبيرة على الصعيد التنظيمي والمالي".

وعليه، يؤكد المصدر "انّ الدائرة الصغيرة المقربة من الرئيس الحريري ستشهد تطورات جذرية على مستوى التغيير في المواقع، مقابل سطوع نجم عناصر شبابية وعلى رأسها وسام شبلي منسق القطاع الشبابي في التيار اضافة الى زياد ضاهر". ستؤدي انتخابات تيار "المستقبل" حكماً الى فرز قيادات جديدة، يلي ذلك خضوع التيار الى امتحان مباشر على مستوى مهام ضخمة مطلوبة منه، كي لا يصاب مرة جديدة بالترهل كما حلّ به بعد تأجيل موعد المؤتمر العام لأكثر من مرتين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة