المحلية

placeholder

صحيفة المرصد
الجمعة 25 تشرين الثاني 2016 - 13:59 صحيفة المرصد
placeholder

صحيفة المرصد

فضل الله: نريد لأي حضور عربي وإسلامي أن يساهم في الاستقرار

فضل الله: نريد لأي حضور عربي وإسلامي أن يساهم في الاستقرار

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين. ومما جاء في خطبته:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به نبينا نبي الرحمة، الذي خرج إلى المسجد قبل أن يلاقي وجه ربه، لكن بأي حال! خرج وهو متكئ على علي، ليبلغ الناس أمرا كان يشغل باله، فقد وقف أمامهم قائلا:
"يا أيها الناس، ألا إنه قد دنا مني خفوق من بين أظهركم، فمن كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليستقد منه، ألا ومن كنت شتمت له عرضا، فهذا عرضي فليستقد منه، ومن كنت أخذت منه مالا، فهذا مالي فليستقد منه، ألا لا يقولن رجل: إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله، ألا وإن الشحناء ليست من طبعي ولا من شأني، ألا وإن أحبكم إلي من أخذ حقا إن كان له، أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس مرتاح البال"، ثم قال: "أيها الناس، من كان عنده شيء، فليرده ولا يقول: فضوح الدنيا، ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة"، ثم قال: "إن عبدا خيره الله بين الدنيا وما عنده، فاختار ما عند الله"، ويقصد بذلك نفسه".

أضاف: "أيها الأحبة، هذا هو رسول الله، فرغم مكانته عند الله، لم يرض أن يخرج من الدنيا إلا بعد أن اطمأن بنفسه إلى أن ليس لأحد في ذمته شيء، مهما كان، فهو لا يريد أن يظلم أحدا في الحياة، أو أن يقف موقف ذل، وعلى مرأى الخلائق، عندما يأتي المظلومون، ليقولوا لله: يا عدل، يا حكيم، خذ لنا من ظالمنا.
وقد أوصانا أن نقتدي به، وأن نخرج من الدنيا كما خرج؛ أن نخرج أطهارا أصفياء، ليس علينا تبعة، وبذلك نواجه التحديات.
والبداية من لبنان، حيث يشعر اللبنانيون بالخيبة من تراجع منسوب التفاؤل الذي عاشوه بعد انتخاب رئيس للجمهورية، والذي لم ينعكس على تأليف الحكومة، التي ينتظرونها لتعالج القضايا الاجتماعية والأمنية الملحة، ولتهيئ لمرحلة سياسية جديدة، ولم يروا التغيير الذي كانوا ينتظرونه في أسلوب تعامل القوى السياسية مع تأليف الحكومة، حيث نشهد التنافس الحاصل على الوزارات الدسمة الأكثر فائدة، والتي تلبي مصالح من يملكون قرار الطوائف أو المواقع السياسية، بدلا من التنافس على ما يخرج البلد من أزماته، مما نراه الآن يساهم في تعقيد تشكيل الحكومة، إلى أجل نأمل أن لا يكون بعيدا".

وتابع: "إن اللبنانيين لا يريدون تكرار الصورة التي تعبوا وعانوا منها، هم يريدون تغييرا في العقلية التي يدار بها البلد، حيث يكون الهم والهدف هو خدمة الإنسان، وإخراجه من أزماته، ومواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظره.
إننا مع تحقيق التوازن الطائفي والشراكة بين الطوائف، لا على أساس سعي كل موقع طائفي أو موقع سياسي للاستئثار، سواء داخل طائفته أو في العلاقة مع بقية الطوائف، بل على أساس المشاركة والتعاون، للوصول إلى بناء وطن نريده أن يكون أنموذجا في قدرة الطوائف والمواقع السياسية المختلفة على حفظ التنوع الموجود، لا أن تكون هناك طوائف متلاقية في الشكل ومتناحرة في الواقع.
في هذا الوقت، تفد إلى لبنان وفود من الدول العربية وغير العربية، لتعلن الدعم للعهد الجديد، ونحن في الوقت الذي نقدر أي حضور عربي وإسلامي، فإننا نريد له أن يساهم في الاستقرار، لا أن يعود البلد موقعا للصراع والتجاذب الذي عاناه اللبنانيون، والذي تشهده المنطقة".

وقال: "في مجال آخر يتصل بما يجري في مخيم عين الحلوة من بناء جدار فاصل للمخيم عن محيطه، خشية تسلل إرهابيين من المخيم إلى خارجه، فإننا نؤكد كل ما يساهم في تأمين الأمن للبنانيين والفلسطينيين، ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة، لكننا نخشى خطورة الجدار كوسيلة لمعالجة هذا الأمر، فلا بد من التفكير في وسائل أخرى لا تحمل إيحاءات الجدار الذي يذكر بجدار الفصل العنصري الذي بناه العدو في فلسطين المحتلة، ويوحي بأن هناك مشكلة مع الشعب، لا مع بعض الأفراد، ما يساهم في تعقيد العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين، هذه العلاقة التي نريد أن تبنى على حسن الجوار، مع شعب يعاني ألما وتهجيرا قسريا.
إن معالجة ما يجري في المخيم لا يتم إلا من خلال حوار جاد وفعال بين القيادات الأمنية اللبنانية والفلسطينية على كيفية معالجة الثغرات الأمنية داخل المخيم، التي باتت تربك محيطه، والتي أكدتها توقيفات سابقة، شرط أن تواكبها معالجة اجتماعية وإنسانية للشعب الفلسطيني، وإلا فسيبقى وقودا للذين يدخلون على خط حاجاته، ليأخذوه إلى حيث لا يريد.
وإلى فلسطين، حيث يستمر العدو في تنفيذ إجراءاته لمنع الأذان في مساجد القدس والأراضي الفلسطينية التي يملك السيطرة عليها، وهي خطوة خطيرة متقدمة، تهدف إلى إحباط الشعب الفلسطيني، وطمس هويته الإسلامية والمسيحية، وتمرير المشروع التهويدي لفلسطين".

أضاف: "وهنا، لا بد من أن نقدر عاليا تضامن المسيحيين مع المسلمين في موقفهم لمواجهة هذا القرار، وهو ما يؤكد متانة العلاقات الإسلامية ـ المسيحية داخل فلسطين في مواجهة هذا العدو. إننا أمام هذا القرار الجائر، ندعو إلى موقف عربي وإسلامي حاسم في التصدي له ومواجهته، في الوقت الذي ندعو الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة، في ظل استمرار الانقسام الذي يضعف الموقف الفلسطيني، ويساهم في زيادة معاناة الشعب وتيئيسه.
أما العراق الذي يستمر فيه العمل لتحريره من الإرهاب، فقد شهد نزيفا للدم، بفعل التفجيرات الإرهابية التي استهدفت زوار الإمام الحسين، والتي تعبر عن الحقد والعداء للإنسان وللقيم الدينية، ولكل ما يمت إلى تاريخ الأمة ورموزها. ونحن في الوقت الذي نقدر تضحيات الشعب العراقي في مواجهة الإرهاب، نؤكد ضرورة تضافر كل الجهود لاستئصال هذا الفكر التدميري الذي لا يرتبط بدين أو قيم".

وختم: "أخيرا، فإننا نثمن عاليا ما يقوم به الجيش اللبناني، إلى جانب القوى الأمنية الأخرى في مواجهة الإرهاب، وكل من يضمر سوءا بالبلد، وندعو الجميع إلى الالتفاف حوله، في مواجهة المخاطر الكبيرة التي تهدد استقرار البلد وأمنه".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة