مختارات

الخميس 01 كانون الأول 2016 - 07:15 الديار

الخدمات في طرابلس من سيئ لأسوأ

الخدمات في طرابلس من سيئ لأسوأ

الحديث الذي شغل بال الطرابلسيون يوم امس كان بعيدا عن السياسة وهمومها وانعكاسات سجالاتها على الحياة الطرابلسية اليومية...
والرابط الوحيد بين احاديث يوم امس والسياسة هو السؤال عن نواب وقيادات طرابلس السياسية من جهة، وعن دور بلدية طرابلس وادائها الذي وضع على المحك عند اول شتوة شهدها لبنان بوصول العاصفة الاولى لشتاء العام.

ثمة تساؤلات عديدة تراود بال الطرابلسيين وفي طليعتها انه ماذا يفيد طرابلس واهلها من تنافس سياسي بين قياداتها وتياراتها ومن سجالات سياسية، فيما البنى التحتية والخدمات ذات الصلة المباشرة بحياة المواطنين اليومية في حالة رديئة للغاية وتتردى من سيئ الى اسوأ دون أن تلقى معالجة جدية وعلمية تضع الحلول الناجعة للازمات التي تترك بصمات سلبية على مدينة يفترض ان ترقى الى دورها كعاصمة ثانية للبنان.

الشتوة الاولى التي شهدها لبنان عامة وطرابلس كشفت امرين اساسيين:
الامر الاول ان قيادات المدينة السياسية تنشغل في كل الامور التي تؤمن لها جسر عبور الى مناصب سياسية عليا وتطلق شعارات الانماء في معاركها السياسية لدغدغة عواطف الناس بينما لم يترجم ايا من هؤلاء شعاراتهم الانمائية الى فعل ميداني باستثناء ما تقوم به مؤسسات العزم بتوجيه ورعاية الرئيس ميقاتي الذي يواصل تنفيذ مشاريعه ومبادراته.
الامر الثاني ان الشتوة الاولى كانت فرصة لامتحان اداء المجلس البلدي الجديد الذي وضع تحت مجهر جميع القوى السياسية والتيارات المحلية في طرابلس خاصة اولئك الذين علقوا آمالهم على مجلس بلدي انتظروا منه اطلاق ورشة انماء شاملة بفعل ما نال من حظوة سياسية وشعبية وحقق فوزا جعله محط انظار الجميع على قاعدة انه انهى عهد مجلس بلدي شهد خلافات وتوترات عطلتهـ والمجلس الجديد وصل منسجما وبتوافق بين جميع اعضائه مما يمنحه مروحة واسعة من التحرك والاداء الفاعل والمنتج يعوض طرابلس ما فاتها من اهمال طوال السنوات التي مضت.

غير ان تحول شوارع طرابلس سواء بحيرات مرج الزهور في ابي سمراء او السيول التي غطت شوارع التبانة وسوق القمح وجرف الاتربة والنفايات معها ادى الى احباط واسع لدى الطرابلسيين مرده الى الازمة الخدماتية المتمادية منذ زمن ولم تشهد طرابلس اية نقلة من مجلس بلدي متعثر الى مجلس آخر اكثر تعثرا من سابقه.

فالبلدية التي جاءت بها قوى سياسية واحيطت بهالة كبيرة على انها البلدية المنقذة للمدينة من الانحدار والترهل فاذا بها تحبط الذين وقفوا خلفها قبل المواطنين وبقيت طرابلس في حالتها المزرية على كل المستويات حفريات تملأ الشوارع وتتسبب بازدحام يومي فوق الازدحام الخانق في غياب اي مخطط لحركة السير ورداءة البنى التحتية في كل القطاعات وفي كل المناطق والاحياء الشعبية ورداءة الطرقات وازمات مياه الشفة الملوثة والكهرباء والنفايات والفوضى المستشرية. كل ذلك يجعل من المدينة في وضع متدهور في ظل اشتعال السجالات السياسية التي لا تسمن ولا تغني.

والعديد من الفاعليات والمصادر تسأل ماذا يفيد الطرابلسي في ظل هذا الواقع؟ واين هو المجلس البلدي الذي يقضي واجبه بالمبادرة الى تحقيق المشاريع بالسرعة الفائقة؟ولماذا لم يتخذ المجلس البلدي الاجراءات الفاعلة قبل بدء موسم الشتاء كي لا يداهم الشتاء المدينة كما في كل عام دون تحضيرات جدية وعملية وحتى لا تتحول الشوارع الى بحيرات وسيول.
بل اخطر ما واجهت المدينة تلك اللافتات السياسية المرفوعة في الشوارع والتي طار بعضها ليستقر على سيارات فيما لم تبادر البلدية الى ازالتها قبل بدء الشتاء كي لا تتحول الى خطر يصيب المارة في الشوارع.

وبرأي مراجع طرابلسية ان القوى والتيارات السياسية الناشطة على الساحة الطرابلسية عليها مسؤوليات جسام بدلا من الانشغال بتأمين مناصب وزارية او نيابية أن تبادر الى حل الازمات لا سيما البطالة وتأمين حقوق الناس ورفع مستوى المعيشة والخدمات وان هذه هي السياسة الحكيمة وهذا هو العمل السياسي الحقيقي بعيدا عن المصالح الخاصة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة