اقليمي ودولي

الجمعة 02 كانون الأول 2016 - 08:30 الأخبار

إسرائيل تتوغّل بذريعة محاربة "داعش"

إسرائيل تتوغّل بذريعة محاربة "داعش"

توغّلت قوة إسرائيلية راجلة في بلدة كفرإلما في حوض اليرموك السوري الخاضعة لسيطرة "داعش"، مع ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، وفق ما اشارت اليه مصادر خاصة، موضحة ان القوة قامت بعملية تمشيط للبلدة الخالية من السكان، ومن ثمّ عمدت إلى تفجير مجموعة من المنازل والخرائب القديمة في البلدة، إضافة إلى تفجير بقايا موقع مهجور تابع للقوات الدولية العاملة في الجولان "الأندوف" كان "داعش" يستخدمه كسجنٍ ويضع فيه عدداً من المساجين الموقوفين من المجموعات الأخرى، وموقوفين من أبناء المنطقة بتهمٍ متعدّدة بينها التدخين.

وتقع كفرإلما على السفح الغربي لوادي الرقاد، وتبعد أمتاراً قليلة عن خطّ "برافو"، وهو الخط الشرقي للمنطقة المنزوعة السلاح بين الجولان المحتل والمحرّر، وتقابلها على السفح الشرقي للوادي بلدة جملة التي يتّخذ منها داعش مقرّاً له. وانسحب جيش الاحتلال من كفرإلما بعد حرب 1973، لكن إسرائيل بقيت تطالب بضمّ البلدة إلى المنطقة المنزوعة السلاح حتى عام 2002. ولم يكن أهالي البلدة باستطاعتهم الوصول إليها أو إلى أراضيهم الزراعية من دون الحصول على إذن إسرائيلي عبر القوات الدولية.

ولفتت الى ان توغّل أمس يأتي استكمالاً لما أعلن عنه جيش الاحتلال يوم الاحد، عن استهداف طائرة من دون طيار آلية لـ"داعش" تحمل رشاشاً ثقيلاً وقتل ثلاثة عناصر داخلها، بذريعة إطلاق "داعش" النار على دورية إسرائيلية قرب حدود الجولان المحتلّ.

وقد علم من مصادر متعدّدة، بينها مصادر أمنية ومن داخل حوض اليرموك، أن قوات الاحتلال طلبت من "داعش" إخلاء مقرّ القوات الدولية في كفرإلما يوم الخميس الماضي، فقام عناصر "داعش" بإجلاء السجناء من المقرّ، والإبقاء على عناصر الحراسة ودوريات في المنطقة.

وقالت المصادر إن إطلاق النار على دورية إسرائيلية جرى من مصادر مجهولة، ولم يتمكّن العناصر من كشف الفاعل، في حين ردّت إسرائيل بتدمير المقرّ وقصف الدورية.
بيد أن التوغّل الإسرائيلي الأخير يأتي ضمن سلسلة توغّلات تقوم بها قوات الاحتلال داخل الأراضي السورية، وفق "الاخبار" كان آخرها التوغّل داخل بلدة المغر القريبة من بلدة عابدين، وأنشأت فيها معسكراً صغيراً وموقعاً للرصد في أيلول الماضي، وسبقه توغّل في بلدة بريقة في القطاع الأوسط من محافظة القنيطرة حوالى 400 متر، وقامت برفع سواتر ونقطة مراقبة.

ويرتبط توغّل أمس بالمعركة التي أعلنت عنها الفصائل المسلّحة المدعومة من "الموك" في ريف درعا الغربي قبل يومين ضد "داعش"، والتي يشترك في إدارتها ضباط إسرائيليون، لتكون فصائل "الجيش الحرّ" بديلاً من "داعش" في إدارة المنطقة. وتعمل الجماعات المسلحة المدعومة من إسرائيل على دفع أهالي الحوض لترك بيوتهم ولا تسمح لهم بالعودة إليها في حال خروجهم، فيما يضيّق داعش الخناق على الأهالي بإجراءات تعسفيّة وينفذ عمليات جلد وقطع أيدي وأرجل ورؤوس من يتهمهم بالسرقة والتدخين والزنى والتعامل مع الجيش السوري أو الفصائل المسلحة. وسبق للمندوب السوري في مجلس الأمن بشار الجعفري أن حذّر من الأمر قبل نحو شهر، في جلسة للأمم المتحدة.

وتقوم فصائل "الموك"، ومن ضمنها "جيش الإسلام" و"حركة أحرار الشام"، بتنفيذ حصار خانق على حوض اليرموك من الشرق والشمال منذ نحو أسبوع، وبدأت بالهجوم على مواقع التنظيم أول من أمس عبر ثلاثة محاور شمالية وشرقية وشمالية شرقية، من دون تقدّم يذكر حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، فيما تساهم إسرائيل في محور غربي. وتساهم المدفعية الأردنية من مواقعها المستحدثة مقابل وادي الرقاد بالتمهيد المدفعي لهجوم المجموعات المسلّحة، وقد قصفت أمس وأول من أمس عدّة مواقع في بلدة القصير الحدودية مع الأردن قبل معبر تل شهاب الحدودي، وأدى القصف إلى قتل المدعو أبو قسورة، وهو "شرعي" في التنظيم.

وكان قد سبق للاستخبارات الأردنية أن أعدّت لهجوم على حوض اليرموك من قبل مجموعات مسلحة تابعة لها، وبدأت بتدريب 356 مسلّحاً بتاريخ 13 تشرين الأول الماضي، وعلى مدى 12 يوماً، للدخول إلى حوض اليرموك عبر بلدة القصير الحدودية، تحت عنوان "دورة أبو ساجد الأردني ــ دورة كرامة حوران"، في إحدى القواعد الجوية الأردنية، بمشاركة مدرّبين أجانب. لكن المتدرّبين رفضوا، في نهاية الدورة، الانخراط في المعركة، خوفاً من قتال التنظيم، على الرغم من المغريات والرواتب العالية التي عرضها المدرّبون.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة