علم أن المديرية العامة للأمن العام تجاوبت مع نداء أهالي رياق، وتوقف المشروع الذي كان من شأنه أن ينهي حلم إعادة الحياة إلى السكة الحديدية في المنطقة، أي مشروع بناء مركز للأمن العام في أرض السكة في رياق، الذي كان بدأ العمل به منذ فترة، وسط اعتراضٍ الأهالي.
وعلم أن المشروع انتقل إلى أرض أخرى في رياق، قدّمتها البلدية من أجل المركز، الذي من المفترض أن ينعش البلدة، «من دون أن يطعن تاريخ السكة في ظهره» على حد تعبير ناشط محلي أشاد بالمبادرة التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وتفيد مصادر متابعة بأن «عملية نقل المشروع قد بدأت من خلال تحضير البنى التحتية في الأرض الجديدة المخصصة للمشروع الذي يشرف عليه العميد الياس بيسري».
كل ذلك لا يكفي بالنسبة إلى الأهالي، «فالمطلوب ليس فقط حماية السكة من المشاريع التدميرية، بل أيضاً استثمار السكة سياحياً وتراثياً من خلال تحويلها إلى متحف على الأقل، إذا كان حلم تسيير رحلات من جديد، بات بعيد المنال حالياً»، يقول أحد أعضاء البلدية.
في المقابل، ما زال مدير عام السكك الحديدية زياد نصر في مركزه، برغم أن مدة عهده انتهت منذ أشهر، وبرغم المخالفات الكثيرة التي توجت عهده. ففي جولة سريعة على السكك الحديدية، يتبين أنه لا شيء بقي منها. في منطقة مار مخايل في بيروت، تحولت السكة الحديدية إلى ملاهٍ ليلية، فيما تحولت خطوط أخرى إلى مكبات للنفايات في الدورة والجنوب وغير ذلك. حتى إن الشجر الصامد في بعض المحطات، بات يقص ويباع حطباً للتدفئة. وفي بحمدون وغيرها من المناطق تحولت السكك الحديدية إلى جزء من بعض الأوتوسترادات والطرقات.
أما المحطات التي ما زالت على حالها كما في رياق، «فدخولها يتطلب إذنا وتأشيرة دخول، وبات المشي على السكة أصعب من الحصول على نجمة في السماء. ممّ الخوف مثلاً؟ من الناس الذين يلتقطون الصور؟ أو أن يتفرج الأولاد على المكان؟ أهذا ما يخيف حقاً؟ أليس الإهمال الفاضح ورفض المشاريع الإنمائية هما المشكلة والأزمة والخوف كله» يسأل أحد الموظفين في مصلحة سكة الحديد؟
المجتمع المدني وعلى رأسه «جمعية تران تران» إضافة إلى بلديات عديدة وسفارات وشركات أجنبية، كلها تقدمت في السنوات الأخيرة بمشاريع لإعادة إحياء الخطوط وترميم المحطات، ومشاريع أخرى هدفت إلى الحفاظ على أرشيف السكك وتحويلها إلى متاحف. لكن كل تلك المشاريع لم تُدفع إلى الأمام، بل حوربت من قبل جهات عديدة، بينها مصلحة السكك الحديدية التي شهد مكتب مديرها منذ فترة ترميماً، فيما لا أحد يفكر بأي ورشة تنقذ السكك من حبال النسيان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News