متفرقات

placeholder

ملاك مكي

السفير
الثلاثاء 06 كانون الأول 2016 - 07:15 السفير
placeholder

ملاك مكي

السفير

كاربوني: ما زال بعض اللبنانيين يعيشون الحرب

كاربوني: ما زال بعض اللبنانيين يعيشون الحرب

هناك اعتقاد واضح لدى الأفراد أنه يجب فرض قيود على الحرب، ويجب تنفيذ قوانين الحرب، وأن للمستشفيات وللعاملين في القطاع الصحي قدسية، وأنه لا يجب استهداف المدنيين.

لا يؤمن الناس بغياب الضوابط في ساحات القتال وإنما يؤمنون بالإنسانية، وما زال هناك إيمان قوي بجدوى اتفاقيات جنيف وبأهميتها. وهناك انفصام بين عامة الناس الذين يعتقدون أن استهداف المدنيين والمستشفيات والعاملين في المجال الإنساني أمر غير مقبول وبين السياسات التي تنتهجها الدول والمجموعات المسلّحة التي ترتكب هذه الأفعال.

يذكر المدير الإقليمي للشرق الأوسط والأدنى في «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» روبير مارديني تلك المعطيات كأبرز النتائج المشجّعة في دراسة «الناس حول الحرب، وجهات نظر من 16 بلداً» التي أطلقتها اللجنة أمس.

شملت الدراسة 17 ألف شخص من ستة عشر بلداً (أفغانستان، أوكرانيا، فلسطين المحتلة، جنوب السودان، روسيا، سوريا، سويسرا، الصين، العراق، فرنسا، فلسطين، كولومبيا، بريطانيا، نيجيريا) وأجريت بين شهرَيْ حزيران وأيلول الماضيين.

من جهة أخرى، يلحظ مارديني بعض النتائج المثيرة للقلق ومنها ارتفاع (بالمقارنة مع العام 1999) نسبة الأشخاص الذين يجدون أنه من المقبول تعذيب مقاتل العدو من أجل الحصول على معلومات عسكرية مهمة، من 28 في المئة الى 36 في المئة مع الإشارة الى ان التعذيب يدفع المجتمعات الى التوحّش الذي يستمر لأجيال وأجيال، والى أن اللجوء الى شيطنة العدو يعرّض المجتمعات الى الخطر.

وتظهر الدراسة أن دعم قواعد الحرب كان أقوى بكثير في البلدان المتضررة من الحروب (بفارق نحو 20 في المئة في بعض الأسئلة) مقارنة مع البلدان غير المتضررة، التي تسجّل زيادة في عدد الأفراد المتقبّلين فكرة سقوط ضحايا المدنيين وسوء معاملة المدنيين كجزء لا يمكن تفاديه في الحرب. إذ تعتبر نسبة 78 في المئة من الناس الذين يعيشون في بلدان متضررة من النزاعات المسلّحة أن مهاجمة المقاتلين الأعداء في مناطق مأهولة بالسكان والذي يودي بقتل العديد من المدنيين أمراً خاطئاً، بينما تنخفض هذه النسبة الى خمسين في المئة في الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، حيث تجد نسبة 26 في المئة من الأشخاص أن حرمان السكان المدنيين من الاحتياجات الأساسية كالغذاء والدواء والمياه من أجل إضعاف العدو هو مجرد جزء من الحرب مقارنة بنسبة 14 في المئة في البلدان المتضررة من الحرب.

يشير رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان فابريزيو كاربوني إلى اختلاف في الاعتقاد ووجهات النظر بين الأفراد الذين يعيشون في البلدان المتضررة من الحرب والآخرين البعيدين الذين لا يدركون معنى أن يتعذّب أبناؤهم أو أزواجهم، أو أن يخسروا بيوتهم ومدارسهم، فيظهرون حساسية أقل تجاه تلك المآسي.

من جهة أخرى، يشدد كاربوني على مخاطر شيطنة العدو وتجريده من إنسانيته ما يشكل باباً مفتوحاً لارتكاب المجازر والعنف. ويعتبر أنه يمكن لطرف أن يربح الحرب مع احترام قوانين الحرب، وأنه لا يجب ربح الحرب مهما كان الثمن، وأن اختراق قوانين الحرب يؤدي الى خسارة السلام. ويقول: «قد لا تثمر فعالية هذه التقارير غداً غير أنه يمكن استثمارها على المدى الطويل، اذ يجب العمل أكثر على حماية الأفراد في الحروب وعدم اختراق قوانين الحرب، ويجب تحميل الدول التي تدعم الأطراف بالسلاح وغيرها من وسائل الدعم المسؤولية».

أما في لبنان، فيجد كاربوني أن الحرب الأهلية تشكل عنصراً أساسياً في تاريخ لبنان، وأن ذكراها ما زالت في الكثير من المناطق والأحياء، وما زال بعض اللبنانيين يعيشون الحرب التي لم تنته بالنسبة إليهم مثل الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم وأفراد عائلاتهم من دون أن يعرفوا حتى الآن مصيرهم. فيذكّر كاربوني بقضية المفقودين التي تعمل عليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبحق الأشخاص في معرفة مصائر مفقوديهم ويلفت النظر الى نشاطات اللجنة في لبنان مع المؤسسات المعنية والجامعات بغية انخراط المجتمع ورفع الوعي في شأن قوانين الحرب والقانون الدولي الإنساني.

يشير رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» بيتر ماورير، في بيان صحافي صادر عن اللجنة، إلى «وجود حاجة للاتفاق على أن التعذيب محظور بأشكاله كافة وإلى أنه يجرّد مجتمعات بأسرها من إنسانيتها لأجيال عدة، وأن كل فرد يستحق معاملة إنسانية حتى في الحرب وإذا شيطنّا أعداءنا فنحن من سيتحمّل انعكاسات ذلك». ويضيف ماورير أنه «لا يجب أن يؤدي تكرار مشاهدتنا للصور المروّعة إلى أن نفقد تعاطفنا وتتلبّد مشاعرنا تجاه المعاناة الإنسانية».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة