"ليبانون ديبايت":
حرية التعبير وباقي الحريات، مقدسة، ولولاها لا يكون لبنان.. حسناً لا خلاف على ذلك، ولكن لكل حرية حدود، فعندما تتحول الى وسيلة يُتشم من خلالها علم رُسمت أرزته وركائزه بالدم وتضحيات شهداء ورؤساء لهم وزنهم بمعزل عن رأي اي كان بهم يُصبح هذا الامر تطاول وتعدٍ فاضح لا يقبله اي مخلوق متزن كان او مثقف وان كان تحت راية الحرية وما شابه.
مناسبة الحديث، الأخذ والرد الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي وعمليات الاستنكار والحملات الممنهجة والمغرضة التي يقوم بها البعض على مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والملكية الفكرية عُقب عملية توقيف الشاب باسل الأمين على خلفية ما تفوه به من انتقادات للدولة وتاريخها الذي يُشرف كل مواطن يقطن على الاراضي اللبنانية ويحمل هويتها وإهانات معيبة لرموزها، فضلاً عن استخدام عبارات مستمدة من زمن الحرب وايام اليمين واليسار بغية إثارة النعرات الطائفية التي نحن بغنى عنها، كلام مشمئز ومهين أكثر من المشهد نفسه الذي اثار امتعاض ذلك الشاب.
ولمن فاته حقيقة ما جرى، استدعى المكتب المذكور اليوم الشاب الامين للمثول امام المحقق للاستماع الى افادته، وقد جاء هذا الاستدعاء بعد كتاب معلومات ورد الى المكتب الذي قام بدوره بالاتصال بباسل طالباً منه الحضور الى مركزه الكائن في فصيلة طريق الشام – الشيفروليه، وبعد الانتهاء من الاستماع لاقواله حول ما كتب، وكما جرت العادة اتصل المحقق بالقاضية رندا يقظان من اجل الحصول على اشارتها بما يخص موضوعه فطلبت من الرقيب تحويله فوراً الى النيابة العامة. ومن المعروف قانوناً انه لا يصح أو بالأحرى لا يحق لأي شخص ان يمس او يحقر بالعلم اللبناني باي شكل من الاشكال، بما ان نص المادة 384 من قانون العقوبات واضح وصريح.
وبعيداً عن الدخول في قرار القضاء المختص في وجوب التوقيف من عدمه، فهو ادرى في عمله وكيفية تطبيق القوانين، لا يمكن ان يمر كلام الامين مرور الكرام بالرغم من انه سارع بحذف تدوينته، فالحديث هنا، ليس عن تعليق له او انتقادا طال المقامات الدينية أو المرجعيات السياسية وان كان البعض منها محقاً بل مسّ بوقاحة بالشعور الوطني لكلّ مواطن لبناني.
صحيح اننا في بلد يُجاهر ابنائه بالحرية والديمقراطية لكن الواقع، يؤكد ان لا سقف أو حدود لرافعي رايات الحرية المطلقة والتحرر على أي شكل من أشكال القيود حتى الاخلاقية منها،بالتالي هذا لا يعني ان يأتي أحدهم، وان كان شاباً جامعياً مندفعاً لاهانة اللبنانيين، وليس ذلك فحسب فجرأته او وقاحته تخطت الحدود كما وصفها البعض وابت به ان يشبه جمهوريتنا بصرماية السوري، ليس تقليلاً من قيمة الشعب السوري بل لانه عاش وتربى في وطن دفع خيرة شبابه دمائهم لتحرير الوطن من نير الاحتلالين ليبقى الامين وامثاله احياء يرزقون على هذه الارض التي قام بشتمها وتحقيرها.
عليه، نطرح اسئلة مشروعة وبريئة لها انعكاساتها، فهل من يجيب او يُبرر؟ فعن اي يمين تتكلم يا باسل؟ هل لان البرنامج يعرض على قناة مسيحية يحق لك ان تلعب على الكلام لتثير النعرات المذهبية أو العنصرية وتحضّ بطريقة مباشرة كانت او غير مباشرة على النزاع بين الطوائف؟ الم تشبع هذه الافكار ومن يروج لها من كل الدماء التي سالت ام ان تلك الجهات كالطفيليات التي لا تستطيع الا العيش على دماء الاخرين؟ بأي زمن انت تعيش؟ استفق، استفق من ماضي الحرب قبل ان تدافع عن صرامي اللاجئين.
وتذكيراً بما تفوه به الامين، كتب الاخير في تدوينة له على فايسبوك، تعليقاً على المقلب المستفز الذي عُرض ضمن برنامج "هدي قلبك" على شاشة الأو تي في منذ فترة، "صرماية اللاجئ والعامل والمواطن السوري بتسوى جمهوريتكم وأرزكم ولبنانكم ويمينكم واستقلالكم وحكومتكم وتاريخكم وثورتكم ورؤسائكم".
واخيراً.. اعذرونا و"بلا ما تكون هالحرية" لان العلم اللبناني وكرامة اللبنانيين، فوق اليمين واليسار او اي اعتبار آخر.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News