باتت الحافلات الخضراء معلما بارزا في الحرب المجنونة التي تشهدها سوريا، وأصبحت تثير غضب الموالين لنظام الحكم في دمشق بنفس شعور "الحزن والألم" لدى معارضي الرئيس بشار الأسد.
فهذه الحافلات، أو كما يسميها السوريون "الباصات"، استخدمت لنقل وتهجير وتفريغ بلدات ومدن وأحياء بأكلمها من سكانها، بسبب الحصار الطويل أو تحت وطأة القصف الشرس، كما حدث في أحياء حلب الشرقية مؤخرا.
وبالنسبة للموالين فإنهم يرون أن حكومة دمشق "تكرم وفادة الإرهابيين" بنقلهم سالمين آمنيين إلى مناطق أخرى، عوضا عن معاقبتهم على "أفعالهم الإجرامية".
بالمقابل يقول نشطاء معارضون إن هذه الحافلات استغلتها الحكومة السورية لنقل عناصر تنظيمات إرهابية من مناطق إلى مناطق أخرى، كنقل مسلحي تنظيم "داعش" من حي القدم جنوب دمشق إلى مخيم اليرموك المحاذي له.
وفي مدينة داريا بريف دمشق، أبدى صفحات موالية للنظام غضبها من السماح للمسلحين بالخروج من مدينتهم بعد حصار دام نحو 4 سنوات، فيما عبر آخرون عن الشماتة والاستهزاء، قائلين تحت صور تدمج الحافلة الخضراء مع صور لجرافات صفراء تجمع جثثا متكدسة: "بين الحافلات الخضر والجرافات الصفر اختاروا مذلة الحافلات الخضر على موت الجرافات الصفر".
وسبق أن استخدمت الحافلات الخضراء لنقل مقاتلي من حمص القديمة إلى ريف حماة الغربي، وعليه ارتبطت هذه الباصات بدلالات سلبية لدى كل من سكان حماة الذين شهدوا عمليات التهجير، وللمهجرين أنفسهم سواء الذين استقروا منها في حماة، أو أولئك الذين تابعوا رحلتهم نحو إدلب.
في اتفاقٍ تم إبرامه عام 2014 برعاية مسؤولي الأمم المتحدة، أجلت الحافلات الخضراء آخر مقاتلي المعارضة من حي حمص القديمة لتسيطر القوات الحكومية على المنطقة.
ووقتها قال أحد المعارضين الخارجين: "اعتقدنا أننا سوف نحرر حمص، لكن نهايتنا كانت في الباص الأخضر".
وفي الأشهر من الاحتجاجات السلمية ضد نظام الأسد في 2011، أكد نشطاء أن تلك الباصات الخضراء كانت تستخدم في جمع المشاركين في التظاهرات السلمية في أيام الجمع، لتتحول إلى معتقل مؤقت للتعذيب إلى حين الوصول إلى معتقلات فروع الأمن المختلفة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News