شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على "أننا بتضحيات المقاومة والجيش حمينا البلد، وأصبح لدينا في لبنان رئيسا للجمهورية، وبدأنا بمرحلة تشكيل الحكومة، وبالتالي بات لبنان أمام فرصة حقيقية لبناء دولة الشراكة والعدالة، تخرجه من أزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبعدما تمت اليوم معالجة العقد المستعصية أمام الحكومة، لم يعد هناك إلا بعض العقد الثانوية، وبدأت الأمور تتجه إلى خواتيمها السعيدة، وعليه فإننا أمام حكومة جديدة لها مهمة أساسية، تكمن بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر وفق قانون انتخابي جديد، ولكن للأسف هناك بعض القوى السياسية تعمل من خلال التسويف والمراوغة على دفع الأمور إلى قانون الستين مجددا كأمر واقع، ولم يعد سرا أمام اللبنانيين معرفة هوية هذا الفريق الذي يتضرر من قانون النسبية".
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد العلامة المجاهد السيد عبد اللطيف الأمين، في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية بحضور حشد من العلماء، وفعاليات وشخصيات وأهالي.
وأكد "أننا دخلنا في هذه الاستحقاقات كحزب الله بحرص شديد لإنقاذ البلد، وكذلك في تشكيل الحكومة لتسهيل عملها، واليوم وصلت المسارات في تشكيلها إلى مراحلها الأخيرة، ونستطيع أن نقول إن حزب الله كان الأكثر تسهيلا وتضحية من أجل تسهيل تشكيل الحكومة، وهذا الموقف يدلل مجددا على إيماننا ببناء الدولة، وعلى حرصنا في معالجة الأزمات السياسية التي يعاني منها اللبنانيون".
ورأى "أن انجازات الجيش العربي السوري وحلفاؤه في سوريا دفنت مشروع الفدرالية التقسيمي الذي دعمه محور أعداء سوريا، وأسقطت معركة تغيير هوية سوريا التي كانت ترمي لإخراجها من موقع الممانعة والمقاومة، لتكون في الفلك الأميركي المتصالح مع إسرائيل"، معتبرا "أن الانتصار الذي تحقق في حلب حسم معركة الهوية والوحدة لسوريا، ودفن الأحلام السعودية بتقسيمها، وكرس معادلات جديدة على مستوى المنطقة والعالم، وعليه فإن لبنان أول المستفيدين من انتصار سوريا في معركة حلب، لأن استقراره يتصل بشكل مباشرة بنتائج المعركة ضد الإرهاب التكفيري في الموصل وحلب، وعندما ينهزم المشروع التكفيري فيهما، يصبح لبنان أكثر أمنا واستقرارا وبعدا عن مخاطر الإمارات والمشاريع التكفيرية".
وشدد قاووق على أنه "لا يمكن أن نفصل مصير لبنان عن مصير المعركة في حلب والموصل، لأن داعش والنصرة فيهما لهما امتدادات داخل لبنان، وهذا يعني أنه لا يمكن أن نتجاهل وجود داعش والنصرة على الأراضي اللبنانية بجرود عرسال ورأس بعلبك، ولا يمكن أن نتجاهل إصرار داعش والنصرة على إرسال المزيد من السيارات المفخخة إلى لبنان، ولكننا استطعنا بفضل اليقظة للأجهزة الأمنية والجيش اللبناني والمقاومة، أن نحمي لبنان من هذا الخطر الذي لم ينته وما زال قائما، ولولا هذه التضحيات من المقاومة والجيش اللبناني، لكان وصل المشروع التكفيري إلى كل بلدة ومدينة".
ولفت إلى أنه "في الوقت الذي كانت فيه الجماعات التكفيرية تتكبد الهزائم في ميادين حلب، كانت مآتم العزاء تقام في الرياض وتل أبيب وواشنطن، وكانوا يتباكون على الإنسانية في حلب، ولكن عندما أتت صور المجازر والحصار والتجويع من كفريا والفوعة، سقطت أقنعة الدجل والنفاق العربي والدولي، ففي حلب يتحدثون عن حصار عمره شهرين، ولكننا نتحدث عن حصار في كفريا والفوعة عمره سنتين، حيث أن هناك أكثر من 18500 مدني محاصرين فيهما، متسائلا: "أليس أهل كفريا والفوعة سوريين ومسلمين وعربا وقضيتهم قضية إنسانية، لماذا يغمضون أعينهم عن هذه المأساة الإنسانية التي هم صنعوها، وعليه فإن القضية الإنسانية لا تتجزأ".
واعتبر "أن المأساة الإنسانية الأعظم في التاريخ المعاصر تكمن في الحصار السعودي على أكثر من 10 ملايين يمني، وبحسب تقارير أممية، فإن الطائرات السعودية هي التي ترتكب المجازر بحق المدنيين في اليمن، ومن هنا فإن آخر من يحق له الكلام عن قضية إنسانية في سوريا هو النظام السعودي، لأنه وجهه وجبينه يقطر دما جراء المجازر المتواصلة بحق أطفال الشعب اليمني ونسائه وشيوخه".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News