استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، وفدا من جامعة الروح القدس - الكسليك برئاسة رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة وأعضاء المجلس الأكاديمي، في زيارة تهنئة بالأعياد المجيدة.
وألقى حبيقه كلمة قال فيها: "من الأمور الجيدة في الحياة عدم التشاؤم. ولذلك، لا بد من الارتكاز على الأمل في كل الخطوات التي علينا اتخاذها".
ولفت إلى "أهمية أن تمنح المدارس والجامعات الكاثوليكية هذا الأمل للطلاب على كل المستويات، لا سيما على المستوى المادي لكي نشهد المزيد من النمو في عائلاتنا المسيحية التي انهكتها الأقساط المدرسية والجامعية"، وقال: "تعتز جامعتنا يا صاحب الغبطة بأنكم كنتم علما بارزا من أعلامها، فأنتم علمتم طلابنا لمدة زمنية ليست بقليلة، ونحن نفتخر بهذا. الله أنعم عليكم بمواهب عديدة، ليس فقط موهبة القيادة، وإنما أيضا موهبة إيصال المعرفة والمحبة للانسان. هذه الجامعة التي هي من أعرق وألمع الجامعات اللبنانية، تعرفون كم أن دورها كبير في بناء الوطن وبناء الأجيال الجديدة. تماما ككل جامعاتنا المهمة التي تأخذ على عاتقها مشروع تنشئة الإنسان. إن أملنا كبير بأن مشروع لبنان ومسؤولية الكيان اللبناني هما إيصال رسالتنا إلى العالم كله. نحن نعلم كم تدافعون غبطتكم عن مسؤولية هذا الكيان، وهو أمر يحثنا على تحمل مسؤوليتنا من دون أي خوف. نحن هنا لالتماس بركتكم لنتابع مسيرتنا بنشاط وفرح، فنكون وجه الميلاد، ونحافظ عليه في حياتنا وفي تعاطينا مع الناس وفي وقوفنا بجانبهم في حاجاتهم واحترام وجعهم".
أضاف: "علينا أن نحافظ على تراثنا المسيحي في لبنان، الذي هو جزء من هذا الشرق، وهذا يتم من خلال الحفاظ على عائلاتنا المسيحية. ولذلك، يجب اتخاذ تدابير استثنائية تاريخية مع الكنيسة لمساعدة هذه العائلات والحفاظ على أولادنا من خلال مساعدتهم على تلقي العلم، بحيث يتم اعفاء الولد الثالث والرابع من القسط المدرسي. لا نريد مجتمعا هرما على مثال أبرز الدول الأوروبية المتقدمة كألمانيا التي فاقت فيها نسبة المسنين على نسبة الولادات وغيرها من الدول التي تعاني من هذا المجتمع الهرم. ولذلك، لا بد من إصدار قرار تاريخي في هذه المرحلة المفصلية من اجل تنمية العائلة وتعزيزها، تلتزم به الكنيسة ومكوناتها".
بدوره، رحب الراعي بالوفد، مشددا على "ضرورة مواصلة التطبيق العملي لتوصيات المجمع البطريركي الماروني، وخصوصا في ما يتعلق بالمواضيع التربوية والإستشفائية والإجتماعية"، وقال: "نتمنى أن تكون هذه السنة سنة خير وبركة وازدهار وسلام، رغم كل ما يحيط بنا من حركات إرهابية وجرائم بشعة، وآخرها الجريمة النكراء التي أودت بحياة شهدائنا الأبرار ريتا الشامي وهيكل مسلم والياس ورديني، الذين سقطوا على يد غادر، وهم يحتفلون برأس السنة الجديدة في تركيا. نواكب نفوسهم بالصلاة، ونسأل لأهلهم العزاء وللجرحى الشفاء العاجل. نحن نؤمن بأن سيدة لبنان تحرس وطننا، وكذلك القديسين من الرهبنة اللبنانية وغيرهم يتشفعون بنا من عليائهم. ولهذا، نشعر بهذه اليد الخفية التي تحمي لبنان، ولكن هذا يتطلب منا ايضا كلبنانيين أن نكون على مستوى هذه العناية، وأن نتصرف بطريقة تسهل تدخل الرب في حياتنا من خلال صلواتنا وأعمالنا الصالحة لكي نستحق هذا التدخل الإلهي".
أضاف: "نشكركم على تربية أجيالنا، فعندكم تتم صياغة الشخصيات اللبنانية وغيرها بكل أبعادها العلمية والروحية والأخلاقية والوطنية. جامعة الروح القدس الكسليك، ليست مجرد جامعة فهي لطالما كانت علامة رجاء في كل الظروف التي مررنا بها سواء لناحية التعليم او لناحية حضورها في الأوقات الصعبة التي عرفها لبنان في الحرب، لا سيما في القرار السياسي. لا ننسى ابدا كيف كنا نترقب ما سيصدر عنها من منشورات وقرارات وطنية. ولهذا نتمنى لها أن تبقى علامة رجاء بالنسبة إلى شبابنا".
وتابع: "لقد تحدثتم عن كيفية مساعدة شعبنا في مجال التعليم، وهذا امر مهم جدا. الأزمة المعيشية خانقة. وبحسب احصاءات الأمم المتحدة، فإن ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى خط الفقر. اللبناني يهمه تعليم ابنائه، فهذا هو رأسماله. وربنا اعطاه ان يكون خلاقا وقابلا للتعلم، وهو أينما ذهب يبرع ويصل الى القمم. المستقبل هو في يد من يزرع الرجاء في القلوب، ومن مثل الجامعة او المدرسة تزرع الرجاء".
وختم: "المستقبل بين ايديكم، يجب الحفاظ على عائلاتنا ومساعدتها. نحن نخسرها اليوم بسبب عدم تحضير شبابنا وبسبب حياتهم الدنيوية المفرطة وبعدهم عن الكنيسة وعن يوم الرب وبسبب جهلهم الكبير للدين، واذا خسرنا العائلة خسرنا كل شيء. ولذلك، لا بد من التحرك على هذا الصعيد والقيام بالخطوات اللازمة من جهتنا ككنيسة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News