بعدما كشف موقع "ليبانون ديبايت" عن تفاصيل صفقة بين بلديتي صيدا وبيروت تتضمن استقبال مدينة صيدا لـ250 طنًا من نفايات بيروت سينتج عنه الحصول على 6 ملايين دولار حوافز مالية للمدينة، تكشف المعطيات العوامل السلبية والخطرة الناتجة عن مثل هكذا إتفاق، وهو أمر سينعكس سلباً على مدينة عانت ما عانت من أجل الإنتهاء من مفاعيل أزمة النفايات عليها.
وتشير مصادر متابعة لحيثيات القضية أن معمل النفايات في صيدا غير قادر على معالجة كل النفايات التي يستقبلها من المدينة وضواحيها بدليل تراكم كميات منها قرب المعمل، ورمي بعضها في البركة المحاذية، كما تظهر ذلك الصور المأخوذة للمعمل والبركة. وهو ما يؤدي إلى انتشار القوارض والحشرات والروائح الكريهة التي يعاني منها الناس في الجوار أشد المعاناة! فكيف سيكون الحال عندما يستقبل المعمل كميات أخرى إضافية!؟
وتشير المصادر عن عدم وجود مطمر صحي للعوادم، علما بأن توفير مثل هذا المطمر كان في السابق شرطا وضعه رئيس البلدية للسماح باستقبال نفايات إضافية، كاشفةً أن كميات العوادم (المخلوطة بالنفايات غير المعالجة) التي أنتجها المعمل قد ملأت حتى الآن أكثر من نصف مساحة البحيرة التي يستخدمها المعمل كمطمر(غير صحي) للعوادم. وهو ما يلحق أفدح الأضرار بالبيئة، ويؤدي إلى تلويث التربة والبحر وصولا إلى المياه الجوفية التي يشرب منها سكان صيدا.
أما الجانب الثاني الذي تجاهله رد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي حول قضية "إستيراد النفايات" فهو كون تنازل البلدية عن حقوقها المالية تجاه المعمل جعلها تخسر أكثر بكثير مما قد تربحه من الحوافز المالية الموعودة !!
وعوضا عن تعريض صيدا للمخاطر المتأتية عن استيراد كميات كبيرة من النفايات من أجل حوافز مالية، كان الأحرى بالبلدية ألا تتنازل عن حقها بمعالجة نفاياتها مجانا كما ينص عقد الاتفاق مع المعمل (200 طن يوميا). وهو حق جاء في العقد في مقابل منح أصحاب المعمل ملكية الأرض المردومة التي أقيم عليها المعمل بالمجان. لذلك نستهجن في ظل هذا الوضع ما يدور من كلام حاليا حول إتمام معاملات نقل ملكية الأرض المشار إليها إلى أصحاب المعمل!
وكان الأحرى بالبلدية، وفقاً للمتابعين، ألا تقبل بالتعرفة الباهظة التي فرضها أصحاب المعمل بدل معالجة النفايات ( التعرفة الحالية 95$ للطن الواحد وهو مبلغ قد يرتفع أكثر حسب بعض المصادر، بينما حدد عقد الاتفاق سعر معالجة الطن الواحد بما يتراوح بين 28$ و 44 $ فقط)!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News