"ليبانون ديبايت"
سبق وذكرنا ما نقلته بعض المصادر لـ"ليبانون ديبايت" عن "شغل" سياسي جدي في إطار نقل المقاعد المسيحية من الأقضية المختلطة الأصوات (طائفياً) إلى أقضية أخرى، بحيث يصبح المقعد مسيحي "خالص" تصب فيه أصوات مسيحية "خالصة" لا أصوات مشتركة. وهي الاستراتيجية التي تتوافق مع صيغة قانون "الستين المعدّل" أو ما يعرف بقانون "التأهيل على القضاء ومن ثم النسبية على أساس المحافظة" في حال تم اعتماده لانتخابات الـ2017 النيابية.
وفي إطار عمليات نقل المقاعد هذه، تشير معلومات خاصة لـ"ليبانون ديبايت" إلى أن تيار المستقبل يرفض نقل المقعد المسيحي الوحيد من طرابلس إلى البترون، أمر يضعه المستقبل في إطار الرفض الإيجابي، لـ"اعتبارات وطنية تنطلق من أن طرابلس يجب أن تبقى مدينة للعيش المشترك، ومن الضروري الإبقاء على التنوع الطائفي والمذهبي فيها".
ولكن تقول مصادر متابعة للشأن الانتخابي الشمالي بأن الرفض هذا يستند إلى اعتبارات أخرى غير المعلنة من قبل التيار الأزرق، وهي أنه يرفض نقل المقعد المسيحي من دوائر طرابلس الانتخابية، إلى دائرة البترون أو اي دائرة لاعتبارات وحسابات انتخابية بحتة.
فـ"الحجة الحفاظ على التنوع وعلى العيش المشترك، أما السبب الحقيقي فهو للاستفادة من الأصوات المسيحية في طرابلس"، لا سيما وأن المستقبل يعيش حالة من الضياع على المستوى التنظيمي، وخصوصا شمالاً. وتعيش القاعدة الشعبية الشمالية في المقابل حالة من تعدد الولاءات.
فجزء يآثر مناصرة الحالة "الزعاماتية" الجديدة أي اللواء أشرف ريفي، وجزء لا زال ولاءه للحريرية السياسية، وجزء يداوم على انتخاب رجالات طرابلس كالميقاتي والصفدي وغيرهما، وجزء يقترع في صندوق الأموال السياسية التي تدفع من بعض الأطراف لشراء الأصوات الانتخابية. والجزء الأكبر والأهم وهو الذي كفر بكل هؤلاء ويعيش حالة من عدم الثقة وبالتالي عدم الولاء لقيادات الشمال السياسية ومن بينها، إن لم يكن على رأسها، تيار المستقبل، كونها هي القيادات نفسها التي تركت شعبها يتخبط في جدران الفقر، البطالة، الأمية... والاقتتال الداخلي في مرحلة من المراحل.
وهو الأمر الذي يحاول استدراكه تيار المستقبل وامتصاص تأثيراته السلبية قبيل الانتخابات النيابية. فتحاول قيادات تيار المستقبل تحسين الوضع التنظيمي والتواصل بشكل أفضل مع القاعدة الشعبية وتوجيهها، وتبرير خطوات رئيس الحكومة سعد الحريري الأخيرة لها.
وتوحي أجواء التحالفات الانتخابية الشمالية حتى الساعة، حسب المصادر نفسها بأن المستقبل قد يلجأ إلى عقد اتفاقات على مستوى القوى التي تعارضه تاريخياً، مثل "آل كرامة والعلويين...". كما ويتخوف المستقبل من مصير أصوات الجماعة الإسلامية التي ستكون في العلن معه بينما ستنقسم أصواتها وراء الستارة بين المستقبل وريفي على ما يوحي الجو العام.
إذاً، يُقدم تيار المستقبل على تحديات انتخابية كبيرة في الشمال التي ستشهد معركة طاحنة، بعد أن تغيرت خارطتها الانتخابية ولم تعد كما كانت عليه، وتغيرت معها بالتالي ملامح ومواقع الولاء للمستقبل الذي أصبح أقلية في الشمال بعدما كان الأكثر شعبية على الإطلاق.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News